قرى طينية ومخيماتٌ تتجهز في الشمال السوري لاستقبال المهجّرين


أسامة أبو زيد: المصدر

تستمر حملة التغيير الديمغرافي التي شنها نظام بشار الأسد على مناطق المعارضة في الأراضي السورية، بعد قصف ودمار وحصار ينتهي دائماً بتهجير قسري لأهالي هذه المناطق، والوجهة دائماً الشمال السوري، حمص القديمة وداريا والمعضمية ووادي بردى والوعر وغيرها من المناطق التي ستلحق بهم.

يستقبل دفعات التهجير المكونة من آلاف الأشخاص، فرق ومنظمات إنسانية تستنفر طاقاتها لتجهيز أماكن لاستقبال المهجرين النازحين من شتى الأراضي السورية، لتكون ملجأً مؤقتاً لهم ودائماً لبعضهم قد تكون عبارةً عن خيام من الشوادر والأغطية وقد تكون غرفاً مشكلة من الطين ومن الممكن أن تكون بيوتاً مسبقة الصنع.

قال “علي الشواخ” منسق مشاريع في الشمال السوري لـ “المصدر” إن منظمة الهلال الأحمر القطري تقوم ببناء القرى الطينية للمهجرين قسريا من مدنهم.

وأردف “الشواخ” نحن بصدد تنفيذ 2100 شقة خلال هذا العام، ويوجد في كل قرية مدارس ومساجد ومستوصفات ومدارس تدريب مهني، بالإضافة لملاعب وحدائق للأطفال، ويعمل الهلال الأحمر القطري على تجهيز عيادات جوالة مع توفير المياه قدر المستطاع.

وأوضح الناشط في المجال الإنساني أن المنازل الطينية مصنوعة من مواد طبيعية بشكل كامل، فهي تصنع من التراب والقش والحجار، وهي عازلة لعوامل المناخ من حرارة وبرودة، ما يجعلها الخيار الأنسب بديلا عن الخيام، بالإضافة إلى أنها أقل كلفة.

وعن القرية الطينية في معارة الإخوان في إدلب فقال مشرفها المهندس المدني “خالد الحمود” لـ “المصدر” تتألف القرية من 150 منزلا كل منزل مؤلف من غرفتين ومنتفعاتهم، كما يوجد في القرية مسجدا ونقطة طبية، وتدرس الجهة المشرفة على القرية إمكانية تنفيذ سوق في القرية.

وأوضح “الحمود” أن القرية مجهزة خدميا بالمياه والصرف الصحي والكهرباء والانترنت إذ يوجد في كل منزل لوح طاقة شمسية. مضيفاً أم القرية تؤوي 52 عائلة من حمص وتدمر والسخنة وريف دمشق وحلب، 25 عائلة منهم من حي الوعر الحمصي والقرية مجهزة لتستقبل 75 عائلة أخرى من حي الوعر المهجر.

بين القرى الطينية والمخيمات

تتميز هذه القرى الطينية والبيوت مسبقة الصنع بمنح الخصوصية لكل عائلة، حيث تملك كل عائلة مطبخها الخاص وحمامات خاصة تتبع لكل بيت على عكس الخيام التي تعتمد على العشوائية والحمامات المشتركة، إلا أن المنح والعطاء من مساعدات تقدم لسكان المخيمات يكون أكثر من القرى الطينية فمعاناتهم أكبر وحاجاتهم للاستقرار تحتاج الكثير من المساعدة.

تحدث “ناصر الوعري” أحد سكان المخيمات في جرابلس لـ “المصدر” أن المنظمات تقدم لنا ما بوسعها لتخفف عنا المعاناة ولكننا بحاجة للكثير والكثير من المساعدة، لا نملك أدوات المطبخ والطبخ ونحتاج لخزانات مياه صغيرة تخصص لكل خيمة بالإضافة إلى حاجتنا لأماكن للجلوس والأغطية.

وأردف “الوعري” أما عن الطعام فهو وفير وذا نوعية جيدة خصوصاً بعد الحصار الطويل الذي قد عشناه في حينا قبل خروجنا منه.

وأوضح “الوعري” منذ الآن نخشى قدوم فصل الشتاء ونحن في هذه المخيمات فلا أستطيع أن أصف حجم المعاناة التي ستواجهنا في فصل الشتاء، من ناحية البرد الذي سيصيبنا والأرض الموحلة التي ستحيط بنا، وأخيراً الأمراض التي سنتعرض لها.

يعيش السوريون المهجرون معاناتهم بعد تركهم لمنازلهم وأماكن سكنهم بعد فرض القيود والشروط لمن يريد العودة، وتبقى أعداد المهجرين في تزايد والمناطق الثائرة تهجر من أرضها الواحدة تلو الأخرة دون تحرك دولي حقيقي يوقف مأساة التهجير والتغيير الديمغرافي الذي يتنافى مع قرارات الأمم المتحدة الدولية.





المصدر