هجومٌ عنيفٌ لـ (داعش) على (تحرير الشام) غربي مخيم اليرموك


محمد كساح: المصدر

شنّ تنظيم “داعش” صباح اليوم الخميس (27 نيسان/أبريل)، هجوماً واسعاً من ثلاثة محاور على منطقة سيطرة هيئة تحرير الشام غربي مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.

ومنذ أشهر يفرض تنظيم “داعش” حصاراً كاملاً على قرابة 200 عنصر من هيئة تحرير الشام، إضافة لـ 60 أو 70 أسرة من المدنيين الذين رفضوا مغادرة منازلهم الأصلية، عشية الحصار المستمر.

وقال “مطر إسماعيل” مدير المكتب الإعلامي في تجمع (ربيع ثورة)، أحد القوى الفاعلة جنوب العاصمة دمشق، إن الهجمات جرت من ثلاثة محاور، وهي منطقة الريجة شمال اليرموك، شارع حيفا وسط اليرموك، شارع 15 غرب اليرموك.

وأضاف “إسماعيل” في تصريح لـ (المصدر) بأن “العديد من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف التنظيم، إضافة إلى أن التنظيم ادعى سقوط 5 قتلى للهيئة، لكن مصادر عسكرية من الهيئة نفت هذه المعلومة”.

وأفادت وكالة “إباء” المقربة من هيئة تحرير الشام، من خلال قناتها على “تلغرام”، بأن مقاتلي الهيئة صدوا هجوماً واسعاً لتنظيم “داعش” على جميع محاور مخيم اليرموك. وأضافت “فجر ثلاثة عناصر من الخوارج (داعش) أنفسهم قرب نقاط الرباط دون وقوع إصابات، وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح العديد من المهاجمين بعد اشتباكات عنيفة لساعات”، على حد تعبير الوكالة.

ويظهر أن الهجمات كانت عنيفة جدا، حيث جرت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة للعبوات الناسفة، كما استخدم تنظيم “داعش” 3 دراجات هوائية مفخخة، تم تفجيرها بالقرب من نقاط رباط الهيئة، وفقا لـ “مطر إسماعيل”.

وحول هدف الهجوم ألمح “إسماعيل” إلى أن التنظيم يريد “تضييق الخناق على هيئة تحرير الشام، ويحاول إفشال عملية خروجهم من المخيم إلى الشمال السوري، والتي ستتم في المرحلة الثانية من اتفاق (المدن الأربع)، أي بعد أقل من شهرين”.

وتابع “الحقيقة برأيي أن الهدف من هذا الضغط هو تحصيل مكاسب من النظام تتعلق بملف تنظيم داعش نفسه في المنطقة، من المعلوم أن علاقة التنظيم مع النظام في المنطقة علاقة مد وجزر، وربما هناك مصالح للتنظيم لم يتمكّن من تحقيقها بسبب رفض النظام. ففتح المعركة وخلق حالة بلبلة قد يعيد طرح هذه المصالح على الطاولة مجدداً لإجبار النظام على تحقيقها”.

وأضاف “من مصلحة النظام إتمام الاتفاق دون أي مشاكل، نظراً لأنه سيستعيد السيطرة على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في المخيم، أي أن هذه المناطق ستنتقل من سيطرة فصيل معارض إلى النظام وليس إلى تنظيم داعش، عدا عن تأثير هذه التوسعة والتغير بمساحة السيطرة على طبيعة المعركة في مخيم اليرموك، وموازين القوى في جنوب دمشق”.

لكن كيف ستنتقل السيطرة إلى قوات النظام؟ يجيب إسماعيل “كما حصل في حلب. خروج تحرير الشام ودخول قوات النظام والميليشيات الفلسطينية الموالية لها إلى مناطقهم واستلام قطاعاتهم. مع العلم أن هذه الجزئية ما زالت غامضة ومقاتلو هيئة تحرير الشام لا يوضحون مثل هكذا تفاصيل”، وفقاً لتعبيره.





المصدر