مدنيون يرون النور في اللطامنة بعد 10 ساعاتٍ من البحث تحت الأنقاض


ولاء عساف: المصدر

استهدف الطيران الحربي الروسي فجر اليوم مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي بصواريخ ارتجاجية، أدت إلى دمار كبير في الممتلكات وتهدّم أحد الأقبية، ودفن من فيه حيا، بعد أن دخل هذا القبو أربعة مدنيين ليحتموا من القصف.

وقام رجال الدفاع المدني بعمل جبار استمر لمدة 10 ساعات متواصلة، وأخرجوا المدنيين الأربعة أحياء مصابين بجروح فقط.

وقال أحد الناجين: “نزلنا القبو نحتمي من قصف الطيران عندما كانت الطائرات تحوم فوقنا، اعتقدنا أنه أكثر الأماكن أماناً، لم نكن ندرك أننا سنُدفن تحت جدرانه وسقفه”.

وتابع قائلا: “كنا 4 أشخاص، وسمعنا صوت الضربة الأولى قريبة جدا، رحنا ندعو وراحت ألسنتنا تردد أدعية وكلمات تخفف عنا الخوف والرعب الذي كنا نعيشه، ولكن كان الطيران قد قصف المكان بصواريخ ارتجاجية هزت الأرض من تحتنا وأطبقت علينا الجدران والسقف، للحظات ظننت أنني لن أعيش، تشهدت وسلمت أمري إلى الله. حتى هدء كل شيء ولكن كنا في ظلام دامس وتحت أنقاض لا تعد، رحت أصرخ بأسماء الأشخاص الذين كانوا معي ولكن لم يرد أحد، ظننت أنهم ماتوا، فأنا لو لم أكن في الزاوية لكنت الآن في عِداد الأموات”.

وأضاف “عدت أصرخ من جديد، فرد عليّ أحدهم بصوت متعب: إنني هنا حي أُرزق، فرحت لثوانٍ ثم تذكرت هذا المصاب الذي نحن فيه. فماذا يعني أننا على قيد الحياة؟ وبقينا هكذا وقتاً طويلا، ساعة نبكي وساعة نتمنى الموت، إلى أن سمعنا صوت آلات تتحرك وأشخاص تتكلم، فلعلها طاقة فرج مرسلة من الله”.

وأردف الناجي “وبعد ساعات لا أعرف عددها لكنني رأيت فيها الموت ألف مرة، كان الرجال حولي يحملونني ويكبرون فرحيين بأنهم وجدوا شخصاً حيا، كم أنتم عظماء أيها الرجال”.

“كانوا يعملون منذ 10 ساعات وأكثر على أمل إيجاد شخص حي ما تحت كل هذا الركام”.

إنهم رجال الدفاع المدني، رجال ترفع لهم القبعات وتنحني لهم القامات، هم رجال يحملون رسالة إنسانية نبيلة يعملون بكل جهدهم على حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وتقديم خدمات إنسانية في سبيل التخفيف على الناس وتقليل نسبة الخسائر، هؤلاء الأشخاص لم يسلموا أيضاً من بطش النظام وإجرامه، فقد خسر الدفاع المدني ثمانين شاباً وهو يحاول البحث عن أرواح حية ليخسر روحه في هذا القطاع من سوريا.





المصدر