خنساء النعيمة… رفضت مفارقة رفات أبنائها فقتلها قاتلهم

لا يكاد يمرّ يومٌ إلا وتخرج فيه السيدة صباح العبود في بلدة النعيمة بدرعا، إلى مقبرة البلدة، حيث دفنت ثلاثةً من فلذات أكبادها، ليكون قدرها أمس بالانضمام إلى أحبابها الذين نزلوا تحت التراب، ولاقت مصيرها باللحاق بهم على يد القاتل ذاته.

جميع أهالي بلدتها باتوا يعرفونها بلقب “خنساء النعيمة”، أو “أم الشهداء”، فهي بشكل يومي تزور مقبرة البلدة لتسقي قبور أبنائها الثلاثة الذين قتلوا على يد قوات النظام والطيران الحربي الروسي، وقد خرجت قبل أسابيع في شريطٍ مصورٍ من مقبرة البلدة وتحدثت عن أبنائها (الشهداء)، وقالت إن ابنها الصغير (إبراهيم المنجر) قتل في معركة تحرير كتيبة (السهوة) بريف درعا الشرقي بتاريخ 14 شباط/فبراير عام 2013، وعقب ذلك فقدت أبناءها (سامر وأحمد).

وأضافت أن ابنها الكبير قتل بالمقربة منها إثر استهداف الطيران الروسي لبلدتهم.

ودعت “الخنساء” أبناء بلدها الشرفاء للأخذ بثأر أبنائها وتخليص البلاد من المحتلين.

أما الخنساء بكان موعدها أمس الأحد مع اللقاء بهم، حين تسبب قصف الطيران الروسي لبلدة (النعيمة) في ريف درعا الشرقي بمقتل شخصين هما (صباح العبود والطفل رامي العبود)، وذلك ضمن حملة القصف اليومية على البلدة من قبل الطيران الروسي ومروحيات النظام منذ أسبوع.

وقال الناشط موسى المصري لـ “المصدر” إن أبناءها التحقوا بصفوف كتائب الثوار مع بداية الحراك المسلح، وقد قتل أولهم وأصغرهم (إبراهيم) في أولى عمليات التحرير بريف درعا الشرقي خلال شهر شباط/فبراير 2013 وذلك بعملية تحرير كتيبة (السهوة) شرق درعا، بينما قتل أبنها الثاني (أحمد) خلال تصدي كتائب الثوار لمحاولات اقتحام قوات النظام لمدينة (خربة غزالة) في شهر أيار/مايو من نفس العام، بينما قتل أبنها البكر (سامر) باستهداف منزلهم ببلدة (النعيمة) بالطيران الروسي قبل أشهر.

وأشار إلى أنها رفضت النزوح من بلدتها على الرغم من نزوح معظم الأسر بسبب القصف اليومي من قبل قوات النظام والطيران الروسي للبلدة، كونها أقرب المناطق المحررة إلى الأحياء المحررة من درعا البلد، والتي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر بين كتائب الثوار وقوات النظام.

المصري أضاف أن أقاربها وجيرانها حاولوا إقناعها بالنزوح، إلا أنها كانت ترفض وتقول لهم بأنها تريد البقاء حول أبنائها وأن “الحياة والموت بيد الله وحده”، لتلحق بأبنائها الثلاثة يوم أمس نتيجة قصف الطيران الروسي لمنزلها.