الأسد يرضخ لإيران ويسلمها إدارة الميليشيات السورية.. النظام يوافق على قرارات مهينة له
2 أيار (مايو - ماي)، 2017
نشرت ميليشيا “فوج عشائر منبج – رعد المهدي” التي تدعمها إيران في سوريا، اليوم الثلاثاء، وثيقة تحمل توقيع بشار الأسد، بحسب الصور المنشورة، وتتضمن مقترحات وافق عليها النظام، من بينها أن تكون قيادة الميليشيات المحلية تابعة للجانب الإيراني وليس لجيش النظام.
ووفقاً لما نشرته الميليشيا على صفحتها في موقع “فيس بوك”، فإن الأسد وافق على 8 مقترحات متعلقة بتنظيم المقاتلين السوريين الموجودين في الميليشيات المحلية، ضمن صفوف القوات الإيرانية العاملة في سوريا. ويبدو من خلال المقترحات أن إيران بعد موافقة النظام على المقترحات ستكون قد بسطت سيطرتها بالكامل على تلك القوات لكونها ستتولى مسؤولية تقديم الدعم لها.
ويحمل القرار رقم 1455، ويبدو أنه تم الموافقة عليه في تاريخ 4 – 4 2017، إلا أنه لم يُكشف عنه سوى لليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2017.
ووافق نظام الأسد على أن يجري تنظيم العناصر المدنيين والعسكريين السوريين الذين يقاتلون مع الجانب الإيراني ضمن “أفواج الدفاع المحلي”، وأُرفقت المقترحات الموافق عليها والتي كُتب عليها أنها “سرية جداً”، بجدول يوضح انضمام مقاتلي الميليشيات المحلية إلى القوات الإيرانية.
تسوية أوضاع المتخلفين
كما وافق النظام على تسوية أوضاع العسكريين (الفارين) من القتال في صفوف جيشه، على أن يجري ضمهم إلى أفواج “الدفاع المحلي” الذي ستتولى إدارته إيران، وبذلك فإن العناصر الذين سويت أوضاعهم سيعملون مع الجانب الإيراني بشكل مباشر.
كما سيكون بإمكان إيران تنظيم عقود تطوع لمدة سنتين للمدنيين، على أن يقاتلوا في صفوفها، ويشير نص القرار إلى أن إيران ستقبلهم بغض النظر عن شروط التطوع المعمول بها في جيش النظام.
ومن أبرز المقترحات التي وافق عليها الأسد – بحسب صور القرار – أن قيادة أفواج ميليشيا “الدفاع المحلي” العاملة مع الجانب الإيراني ستكون لإيران وليس تحت قيادة نظام الأسد.
وتتعهد إيران في المقابل، بتأمين ما يحتاجه المقاتلون من الميليشيات المحلية الذي سيعملون تحت إمرتها، على أن تقدم لهم دعماً مادياً. كما تتكفل بـ”تأمين الحقوق المادية للشهداء والجرحى والمفقودين العاملين مع الجانب الإيراني”، وفق نص القرار.
وانتهى نص المقترحات بموافقة وتوقيع كل من رأس النظام بشار الأسد، ووزير الدفاع فهد الفريج، العماد علي أيوب.
وفي سياق متصل، نشرت ميليشيا ” فوج عشائر منبج – رعد المهدي”، تعميماً من نظام الأسد يطالب فيه فروع المخابرات التابعة له بعدم التعرض للمقاتلين في الميليشيات المحلية العاملين مع الجانب الإيراني “ريثما تسوية أوضاعهم”.
كما نشر موقع “المحاور” الموالي للنظام نص التعميم، وتناقلته وسائل إعلام أخرى تابعة للنظام، ويحمل التعميم إشارة إلى رقم القرار 1455 الذي تضمن موافقة النظام على تسليم إيران قيادة الميليشيات المحلية.
وثمة أسباب رئيسية وراء فرار الجنود من جيش الأسد وانضامهم إلى الميليشيات الإيرانية في سوريا، ومن بينها حصول المقاتلين على أجور أفضل من تلك التي يتقاضونها من جيش النظام، فضلاً عن تحسن نوع الطعام وبعض الخدمات الأخرى.
كما توفر الميليشيات الإيرانية حماية للعناصر المتخلفة من الملاحقة من قبل قوات النظام وفروع مخابراته.
ويكشف قبول النظام لهذه القرارات عن عجزه في التعامل مع قواته المحلية، وعدم قدرته على ضبطتها وإعادتها لصفوفه، ورعايتها وتقديم العون لها. فضلاً عن عدم قدرته على تحمل أعباء ملف عائلات جنوده الذين يقتلون بالمعارك ولا يستطع النظام تقديم الرعاية لهم، وهو ما عرضه لانتقادات واسعة للغاية من الموالين له.
يشار إلى أن “فوج عشائر منبج” هي ميليشيا جديدة، أعلنت عن تأسيسها يوم 30 مارس/ آذار 2017، وتقول الميليشيا إن قائدها المقاتل “معمر أبو فاتح”، وأنها تتشكل من عدد من شباب حلب وريف حلب.
وأشارت الميليشيات عند الإعلان عن تشكيلها في أنها تتلقى تدريبات من ضباط و”حجاج” وكلمة حجاج تشير إلى ضباط إيرانيين يتولون قيادة مقاتلين سوريين ضمن الميليشيات المحلية لنظام الأسد.
[sociallocker] [/sociallocker]