سيدة من الغوطة تروي مآسي ما يعيشه السكان جراء اقتتال فصائل المعارضة وحصار الأسد (فيديو)

2 أيار (مايو - ماي)، 2017

نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، تسجيلاً صوتياً لسيدة من داخل الغوطة الشرقية المحاصرة، والتي تشهد لليوم الرابع على التوالي اشتباكات دامية بين “جيش الإسلام” من جهة، و”هيئة تحرير الشام”، و”فيلق الشام” من جهة أخرى، في أسوأ اقتتال يشهده ريف دمشق بين قوات المعارضة.

وتحدثت السيدة التي غلبها البكاء أثناء حديثها، عن الاشتباكات التي تدور في الغوطة، وسقوط الضحايا جراء المواجهات بين الفصائل، وعن  وضع المدنيين الذي ازداد سوءاً جراء الاقتتال، لكونهم يعانون في الأساس من الحصار المفروض عليهم من قوات نظام الأسد والميليشيات الطائفية المساندة له.

كما أشارت السيدة إلى استهداف يتعرض له المدنيون خلال المواجهات، كما ذكرت وجود جثث في الشوارع، وقالت إنه منذ يومين لم يتمكن المدنيون من أكل الخبز، بسبب إقفال المحال جراء الاشتباكات.

وتواصلت المواجهات، اليوم الثلاثاء، بين فصائل المعارضة في مناطق متفرقة بالغوطة الشرقية، وقال “فيلق الرحمن” إن القيادي في قواته سامر الصالح الملقب بـ”أبو نجيب”، قُتل من قبل “جيش الإسلام” في مدينة زملكا، ووفقاً لما ذكره بيان الفيلق فإن “أبو نجيب” قُتل خلال محاولته وقف اعتداء “جيش الإسلام” على زملكا. 

وذكر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أن “أبو نجيب” هو مدير مكتب قائد “فيلق الرحمن” عبد الناصر شمير. ولم يصدر تعليق رسمي من “جيش الإسلام” على ما ذكره الفيلق في بيانه.

ويتهم كل فصيل الآخر ويحمّله مسؤولية ما يحصل في الغوطة الشرقية، واشتعلت “حرب بيانات” بين الفصائل المتقاتلة، حيث اتهم “جيش الإسلام” في بيان له، هيئة “تحرير الشام” بـ”البغي”، وقال إن مقاتليها اعتدوا على المؤازرات المتوجهة للجبهات”، ولفت أن الخلاف محصور مع هيئة “تحرير الشام”، محاولاً تهدئة التوتر مع “فيلق الرحمن”.

لكن هذا البيان لم يمنع من التصادم بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، إذ أصدر الأخير بياناً اتهم فيه “جيش الإسلام” بالاعتداء على مقراته في مدينة عربين، وبلدتي كفربطنا وحزة بالغوطة الشرقية. وقال الفيلق إن الهجوم أسفر عن مقتل عصام القاضي، أحد القادة العسكريين في الفيلق، فضلاً عن إصابة آخرين.

ومن جانبها، أصدرت هيئة “تحرير الشام” بياناً، مساء يوم الجمعة الفائت، اتهمت فيه “جيش الإسلام” ببدء الهجوم، وادعت الهيئة رواية مغايرة لما حصل، وقالت إن المواجهات بدأت عقب “إخطار جيش الإسلام لحاجز فيلق الرحمن على مداخل مسرابا، أنهم يريدون أن يمروا برتل مؤازرة للمجاهدين في القابون، وعندما مر الرتل ودخل عربين بدأوا بشكل مباغت بمحاصرة قواتنا الحيوية، وترافق ذلك مع تحرك خلاياهم ودخول المدرعات من محاور الأشعري، وبيت سوا، ومديرا”.

كما قالت الهيئة في بيانها أن “جيش الإسلام بدأ بتصفيات ميدانية للأسرى”، وأنه قتل وقنص المارة من عوام الناس، حسب قولها. وتوعدت الهيئة الجيش بما قالت إنه “عقاب ومحاسبة” على ما فعله، بحسب ما جاء في بيانها.

وأول أمس الأحد أصدر “جيش الإسلام” بياناً أكد فيه عزمه إنهاء وجود هيئة “تحرير الشام” في الغوطة الشرقية.

وتواجه فصائل المعارضة المتقاتلة انتقادات واسعة من المعارضين السوريين، الذين حملوها مسؤولية تدهور الأوضاع بالغوطة وقتل المدنيين، وتدهور مقاتلي المعارضة في حي القابون.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]