موجة غضب بعد فيديو لاعتداء على طفل سوري بلبنان


ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية بردود فعل غاضبة، عقب نشر مقطع فيديو استفزازي، لشخص لبناني وهو يضرب طفل سوري بعنف ويشتمه بألفاظ بذيئة، ما أثار موجة سخط واسعة بين السوريين وحتّى لدى بعض اللبنانيين أيضاً.

ويظهر في الفيديو طفل سوري، قام أحدهم بالإمساك به وضربه عدّة مرات على وجهه، وهو يوجّه له عبارات تستهدف الطفل والسوريين بشكلٍ عام، وترافق ذلك مع كلمات تشمَت بصفحة لبنانية اسمها “وينيه الدولة”.

 

انتقام

 وفي متابعة للقصة، فقد تبيّن أن الطفل ذاته كان قد تعرّض سابقاً لضربٍ مماثل في مقطع فيديو مشابه ومن الشخص نفسه والذي يدعى “أبو رياض”، وقامت صفحة “وينيه الدولة” على فيسبوك حينها بنشر الفيديو وفضح عملية الضرب هذه، وعلى هذا الأساس قام هذا الشخص اللبناني بتحدّي الصفحة والسلطات اللبنانية، وعاد وأمسك بالطفل السوري وضربه مرّة أخرى وصوّره ونشر الفيديو، ليقع الطفل السوري “سعيد” ضحية انتقام “أبو رياض” من ناشري الفيديو.

وقالت صفحة “وينيه الدولة” في منشورٍ لها: “إنها كانت قد أرسلت معلومات وتفاصيل عن المعتدي إلى الأمن اللبناني بعد تصوير المقطع الأول لعلمية ضرب الطفل، وذلك بهدف معاقبة المعتدي، إلّا أن أجهزة الأمن اللبنانية لم تحرّك ساكناً” حينذاك.

لكن وبعد انتشار الفيديو الثاني قالت صفحة “قوى الأمن الداخلي اللبناني” على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عقب الحادثة بساعات: “إن شعبة المعلومات أوقفت ج.ج المجرم بحق الطفولة، والذي ظهر بفيديو وهو يتعرّض لطفل بريء بالضرب بطريقة غير إنسانية وسادية”.

 

 

 

المحاسبة

وعقب انتشار هذا الفيديو “الانتقامي” الجديد شهد الشارع السوري غلياناً على أكثر من صعيد، وقال علاء، وهو لاجئ سوري في لبنان لـ صدى الشام”: “لماذا لم يتم محاسبة الجاني من المرّة الاولى”، وتسائل:” لو كان هذا الطفل لبناني أو سعودي أو من أي جنسية أخرى غير السورية فهل كان سيتم السكوت عن الأمر إلى هذا الحد”، واعتبر علاء أنه لو كان الأمن اللبناني يحترم نفسه لعاقب الرجل الذي ضرب الطفل من المرّة الأولى، ولما كان المعتدي تجرّأ على ضربه وتصويره مرّةً أخرى، لولا تأكّده بأنه لا قانون يحمي السوريين”.

من جهتها تقول منار، وهي أيضاً سوريّة تعيش في لبنان: “إن سفارة النظام السوري مشغولةً بجمع الدولارات من جيوب اللاجئين ثمناً لجواز السفر وجمع المعلومات الاستخباراتية عن السوريين المعارضين لاعتقالهم، ولا يهمّها إطلاقاً، إهانة مواطنين سوريين مقيمين خارج بلادهم”، مشيرةً إلى أنه حتى قبل اندلاع الثورة لم يكن للسوري أي قيمة لا في لبنان ولا غيرها، بينما يحسب السوريون ألف حساب قبل التعاطي مع أي أجنبي في داخل بلادهم، حسب قولها.

 

 

جرائم دون تصوير

 وفيما تواصلت موجة الاستنكار بين السوريين سواء في العالم الافتراضي أو الواقعي، اعتبرت بعض الآراء القريبة إلى واقع السوريين في لبنان، أنه لا معنى للغضب، وقال لاجئ سوري في لبنان رفض الكشف عن هويته لـ صدى الشام: إن الغضب لا ينفع هنا لأن الأشخاص الذين سيسمعون بموجة الاستنكار السورية هذه سوف يظنون أن بقية السوريين يعيشون في قمة الرفاهية، وأنها المرة الأولى التي يتعرّض فيها شخص سوري لمثل هذه الحادثة”. وشرح أن معظم السوريين في لبنان يعيشون أسوأ الظروف، ويواجهون مواقف مشابهة لموقف هذا الطفل لكن دون أن يتم تصوير الجريمة، لافتاً إلى أنه قبل أيام، كان هناك سوريون عالقون في الصحراء بين الجزائر والمغرب، وقبلها من هم عالقون على الحدود السورية التركية وفي اليونان وداخل دول الجوار ويواجهون أبشع الظروف الحياتية.

 

 

ليست الأولى

يذكر أن حادثة ضرب الطفل ليست الأولى على صعيد التعامل مع السوريين في لبنان، فقد سبق ووقعت أعمال لاأخلاقية بحق الأطفال السوريين اللاجئين من اغتصاب وإهانة وزواج قسري واستعباد جنسي في أرجاء مختلفة من لبنان، وآخرها كانت حادثة اغتصاب قام بها لبناني (65 عاماً) بحق طفلتين سوريتين لاتتجاوزان 10 سنوات من عمريهما، وقام بإخفائهما في محل لبيع الورود يعمل فيه.

وبالمقابل لاتزال فئة كبيرة من اللبنانيين لا تتوانى عن تقديم يد العون والمساعدة وإظهار مشاعر التعاطف مع اللاجئين السوريين والوقوف بوجه الاعتداءات والحملات العنصرية على السواء.

 



صدى الشام