ناشط ثوري يثير جنون جنود الروس والنظام لدى مغادرته حي (الوعر)


زين العمر: المصدر

يخرج آلاف الأشخاص أسبوعياً من حي الوعر في حمص، ضمن خطة التهجير القسري التي رسمها نظام بشار الأسد ورعاها حليفه الروسي، بعد اتفاق التهديد والوعيد الذي أجبر أهالي حي الوعر على توقيعه في بداية شهر آذار من العام الجاري.

يخرج الثوار والنشطاء مرفوعي الرأس بسلاحهم أمام إعلام نظام بشار الأسد وأعداد كبيرة من جنود النظام والجنود الروس الذين أتوا ليتموا هذا الاتفاق حتى نهايته.

“إسلام محمد علي” شاب في مقتبل العمر عمل كناشط ثوري برع في مجال الإعلام وتوثيق جرائم النظام في أوقات القصف والتصعيد العسكري، خرج وهو يرفع علم تركيا وينظر ساخراً مستفزاً عناصر الروس وجنود النظام الموجودين حول الحافلات في لفتةٍ لم تظهر منذ بدء عمليات التهجير وحتى اليوم.

تحدث “إسلام” لـ “المصدر” عن سبب حمله العلم التركي فأجاب “كثيراً من الثوار كانوا يرتدون علم الثورة، وجدران حينا خططناها به منذ سنوات لترصده قواتهم وقناصتهم، والكثير منا من يرتدي سوار الثورة وقبعةً منقوش عليها علم الثورة، فأصبح الأمر أشبه للاعتيادي بالنسبة للجنود الروس وعناصر النظام، لذلك فضلت رفع العلم التركي لأزيد من غيظهم واستطعت تحقيق غايتي حين نظرت لأعينهم وأصابعهم التي تشير إلي من بعيد حيث وجدت هذا العمل سيهزأ بالجنود الروس  ويجعل منهم سخريةً أمام وسائل الإعلام التي توثق عملية تهجيرنا القسري”.

وأضاف “إسلام” تابعت تحركاتهم وأعينهم التي تراقبني وتنقل كاميرات البث المباشر بعيداً عني كي لا يظهروني، كنت أشعر أني في حديقة مليئة بالذئاب الموضوعة داخل الأقفاص وقفل عليها وبحاجة لفتح الباب لتنهش لحمي الذي لطالما لم يشبعوا منه على مدى 6 سنوات.

وقال “إسلام”: قتلوا أهلي ثم أخرجونا من بيتنا ووطننا لنضيع في المجهول القادم، روسيا والنظام يهجراننا وتركيا تستقبلنا وترعى أهلنا في حين يوجد العديد من الدول العربية التي مازالت تقف بجانب نظام الأسد وتؤيد إبادته لنا، لذا كان اختياري لهذه الدولة دون غيرها من الدولة الصديقة للشعب السوري لأرفع علمها أثناء خروجي من حي الوعر.

وكالات وصفحات إعلامية محسوبة على نظام بشار الأسد اتهمت “إسلام” بالإرهابي لرفعه العلم التركي في حين أنها نسيت العلم الروسي والإيراني وأعلام حزب الله وميليشياته ترفرف حول حي الوعر منذ سنوات.

شبكة “نادي شباب حمص” الموالية تحدثت عن “إسلام” بألفاظ نابية واتهمه بالإرهاب لرفعه العلم التركي، بينما انهالت على المنشوري مئات التعليقات التي تطلب الموت له وتلوم عناصر الأمن التي لم ترديه قتيلاً، دون الانتباه أو الالتفات للأعلام الروسية التي ترفرف في المنطقة ذاتها أو أعلام حزب الله وإيران التي ترفرف على الجهة المقابلة من الحي.

يعيش الموالون لنظام الأسد على مبدأ “يحللون لهم ما يحرمونه على غيرهم” وكأن سوريا مزرعةً لهم يحضرون لها من يريدون ويطردون منها من يشاءون، في نسيان لكلمة الشعب السوري الحر، الذي بات يخوّن ويطرد من بلده، فيوصف كلمة إرهابي وكأنها إلقاء تحية عليه، فقط لأنه رفض حكم نظام بشار الأسد.





المصدر