أئمة مساجد من حماه يخضعون لدورات في “قم” الإيرانية

4 مايو، 2017

لم تترك إيران وسيلة لتثبيت أقدامها في سوريا وتكريس سيطرتها على مفاصل البلاد فاستقدمت ودفعت آلاف المقاتلين من ميليشياتها المختلفة للقتال إلى جانب النظام. وبالتوازي سعى الإيرانيون إلى شراء عقارات وأراض في عدد من المدن السورية، بتسهيلات من حكومة نظام الأسد، لتوسع بذلك سيطرتها وتصل إلى مرحلة أشبه بـ”الاحتلال”.

لكن أساليب نظام الملالي تجاوز كل ذلك نحو توظيف الجوانب الفكرية، واستخدام العامل المذهبي والطائفي لتدجين أفكار السوريين، وفق منطق إيران التي كان لها اليد الطولى منذ انطلاقة الثورة السورية في دعم الأسد ومحاولاته لإخماد انتفاضة الحرية.

 

ضمان الولاء

 اليوم تعد مدينة حماه التي تقع تحت سيطرة النظام هدفاً للخطط الإيرانية الساعية لغسيل أدمغة السوريين لضمان ولائهم، من خلال أئمة ومنابر المساجد التي يرتادها أهالي هذه المدينة.

وعلمت “صدى الشام”، من أحد العاملين في مديرية الأوقاف التابعة للنظام في مدينة حماة، والذي رفض ذكر اسمه، أن المديرية وبدعم من جهات المدينة الأمنية قامت بتكليف المدعو “حسين الخراشي” بترؤس وفد يتجاوز عدد أفراده أربعين شخصاً وإرسالهم إلى إيران وذلك لتجهيزهم ليكونوا رجال دين ليعتلوا منابر مساجد حماة وجوامعها بعد عودتهم من إيران، واستكمالهم لدورات مكثفة يخضعون لها حالياً في مدينة قمّ الإيرانية، كما تم إرسال ما يقارب ثلاثين آخرين من أئمة مساجد مدينة حمص للغرض نفسه.

وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تهدف للسيطرة الفكرية على من تبقى من شباب وسكان مدينتي حمص وحماة، ليضمن النظام وحلفيته إيران الولاء السكاني في كلتا المدينتين وبالتالي ليستكلموا إحكام قبضتهم على المنطقة الوسطى دون عناء عسكري يذكر.

 

الخوف من المدينة ما زال قائماً

 بدوره قال مدير فريق الرصد والتوثيق في مركز حماة الإعلامي عامر المحمد لـ “صدى الشام” إن المدعو حسين، المترئس للوفد الديني من حماة إلى إيران، وعقب التقصي عن سيرته الذاتيه فقد تبين أنه ليس من أهل العلم الشرعي ولا يحمل أية إجازة في الشريعة وعلومها، وإنما هو رجل يبلغ من العمر ستين عاماً، اعتلى سابقاً أحد منابر مساجد حماة “مسجد الشيرازي”  بأمر من أجهزة المخابرات السورية.

وأشار إلى أن محاولات زرع أفكار طائفية غريبة عن المدينة ليست بالأمر الجديد في حماة، حيث أن النظام وبدعم إيراني حاول مرات عديدة تشييع الكثير من أهالي حماه، وخاصة أبناء الطبقة الفقيرة منها، من خلال إغرائهم بالأموال.

أما رامي الحسن، أحد الناشطين الميدانين في مدينة حماة، فأشار إلى أن النظام يسعى بكافة الوسائل لجعل هذه المدينة تحت سيطرته بشكل كامل، لتأمين ظهره في معاركه القادمة نحو مدينة إدلب، رغم أن مدينة حماة أصبحت شبه خالية من أي حراك ثوري بسبب التشديد الأمني الكبير عليها، إلا أن النظام يعلم بان هذه المدينة لم ولن تكون يوماً إلى جانبه وخاصة عقب ما شهدته من إجرام نظام الأسد في عام 1982 وخلال أعوام الثورة السورية.

وأضاف أن القوات اللبنانية والإيرانية الطائفية المتمركزة في اللواء 47 جنوبي حماة باتت تستقطب وتطلب من شبّان مدينة حماة التطوع فيها والعمل إلى جانبها، مقدمةً تسهيلات ومغريات كبيرة منها الإعفاء من الخدمة الإلزامية ومن التخلف والإحتياط بالإضافة إلى راتب شهري يتجاوز 200$ أي ما يقارب مئة وعشرين ألف ليرة سورية، وهو يعتبر مردوداً مادّياً كبير للعوائل النازحة والفقيرة في حماة، علاوةً عن مغريات السلطة والحصانة الأمنية للمنتسبين لهذه الميليشات.

 

 

تغلغل عسكري ومجتمعي

 تقدّر إحصائيات المتطوعين من مدينة حماة وريفها في اللواء 47 بأكثر من 1500 شاب، وهو ما يعني تغلغل الفكر الإيراني بمبرراته الطائفية في 1500 عائلة يجد أفرادها أنفسهم أمام فكر وممارسات دخيلة على نسيجهم الاجتماعي.

وبالإضافة إلى ذلك يجري حديثاً فتح مكاتب تطويع لميليشيات طائفية أخرى في حماة، كميليشات فجر آل هاشم، وميليشات المقاومة الإسلامية في سوريا أحد أذرع حزب الله اللبناني في حماة، وغيرها الكثير من العصابات المقاتلة إلى جانب النظام تحت شعارات دينية تحملها من إيران في محاولة لتغيير وجه سوريا واستنساخ تجربة جنوبي لبنان باستخدام العامل الديني.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]