الدول الراعية لمؤتمر "أستانة" تفرض "مناطق آمنة" وانسحابات لممثلين عن الفصائل


سمارت-جلال سيريس

وقعت الدول الراعية لمحادثات الأستانة، اليوم الخميس، اتفاقية إنشاء ما سمتها "مناطق تخفيف التصعيد" (المناطق الآمنة) في سوريا، على أن تبدأ السبت المقبل، فيما شهد المؤتمر انسحاب ممثلين عن الفصائل احتجاجا على اعتبار إيران ضامن للاتفاق.

وستضم المناطق الآمنة وفق ما أعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان، كلا من إدلب وأجزاء من حلب، واللاذقية وحمص ودمشق والغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة.

يشار أن بعض المناطق التي ذكرها بيان الخارجية التركية هي خاضعة لسيطرة قوات النظام، ولا تتعرض لقصف جوي، أو معارك عنيفة.

ووقع على الوثيقة ممثلو الدول الراعية وهم مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، ونائب وزير الخارجية الإيراني جابري أنصاري.

وفي أول رد فعل للمعارضة، انسحب القائد العسكري في "فيلق الشام"، الرائد ياسر عبدالرحيم، من المؤتمر احتجاجاً على مشاركة إيران لاعتبارها من الدول المعادية للشعب السوري.

فيما قال المستشار القانوني للجيش الحر، أسامة أبو زيد، في المؤتمر: "إننا نرفض أي دور لإيران والميليشيات التابعة لها".

من جانبه قال وزير الخارجية الكازخي (الدولة المضيفة) خيرت عبدالرحمنوف خلال ختام المحادثات، "إن المشاركين وافقوا على توقيع المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا".

وأضاف الوزير أن المشاركين في مفاوضات أستانا اتفقوا على إجراء اللقاء القادم منتصف شهر حزيران القادم، مشيراً أنَّ هذه المحادثات (أستانا) تستهدف "دعم العملية السياسية التي تجري في جنيف".

أما مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا قال، خلال مؤتمرٍ صحفي عقب التوقيع على الاتفاق، إنه يمكن لروسيا أن توقف جميع طلعاتها الجوية إذا التزمت "الفصائل العسكرية" بوقف إطلاق النار، مضيفاً أن بلاده مستعدة أيضاً لإرسال مراقبين إلى هذه المناطق.

وأشار المبعوث الروسي أيضاً أنه يستلزم المزيد من الجهود من أجل اتمام تحديد خرائط "مناطق تخفيف التصعيد"، واعداً توقف طيران النظام الحربي عن التحليق ضمن أجواء هذه المنطقة، بالإضافة إلى سحب القوات الإيرانية في حال التمكن من الحد من العنف.

ويشارك في المؤتمر عن الجيش الحر والكتائب الإسلامية (فيلق الشام، فرقة السلطان مراد، الجبهة الشامية، جيش العز، جيش النصر، الفرقة الأولى الساحلية، لواء شهداء الإسلام، تجمع فاستقم، وجيش الإسلام".

فيما رفض المشاركة كلا من (حركة أحرار الشام الإسلامية، صقور الشام، فيلق الرحمن، ثوار الشام، جيش إدلب، جيش المجاهدين، وحركة نور الدين الزنكي).

وتتضمن مسودة المذكرة التي تقدمت بها روسيا آلية لضبط الأعمال القتالية بين "الأطراف المتنازعة"، وإقامة نقاط تفتيش تضمن حرية تنقل المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، إضافة لإقامة مراكز مراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار.

كما طالبت المذكرة بضمان وفاء "الأطراف المتصارعة" بالاتفاقات، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواصلة القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" و"هيئة تحرير الشام"، وغيرها من الأشخاص والجماعات والمنظمات التابعة لها.

وكان وفد الفصائل علّق مشاركته في الجولة الرابعة من المحادثات المقامة في العاصمة الكازاخستانية، الأستانة، أمس الأربعاء، احتجاجا على استمرار قصف روسيا والنظام.