‘“حزب الجمهورية” و”اللقاء الديموقراطي”.. مشروع سياسي مشترك لاستعادة نموذج الدولة الوطنية’

4 أيار (مايو - ماي)، 2017
7 minutes

على الرغم من ظهور مرجعيات سياسية متعددة في سوريا خلال السنوات الستة الماضية، إلّا أنه لم يحصل تمثيل فعلي لكافة أطياف المجتمع السوري، لكن وخلال الثورة السورية برزت تيارات تدعو إلى إعلاء الصوت السوري الوطني في الحياة السياسية، ومن بين هذه التيارات “حزب الجمهورية” و”اللقاء الديموقراطي”.

وفي مطلع شهر شباط الماضي أسس التياران لحوار بينهما يهدف إلى تكوين رؤية موحدة لشكل الدولة الوطنية في سوريا، والتي تجمع كل السوريين على اختلاف أطيافهم وخلفياتهم السياسية والعرقية والدينية، وأصدرا بياناً مشتركاً، أكدا فيه حرصهما على تعميق العلاقات الثنائية بشكل مستمر لما فيه مصلحة الشعب السوري وتحقيق أهدافه في الحرية والكرامة والديمقراطية.

“صدى الشام” التقت الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية، مضر الدبس، الذي رأى أن ميزة السوريين هي” أنهم منفتحون على التنوع”.

وتوقف الدبس عند محطات رئيسة في العمل السياسي السوري، مشيراً إلى أن “بذور الدولة الوطنية في البلاد كانت قد بدأت بالتشكل مباشرة بعد الاستقلال إلى أن عرقل انقلاب البعث عام 1963 عجلة التاريخ، ومن ثم أسس لحكم الطغمة العصبوي عام 1970، وشكل سدًا أمام أي تطور حتى اندلعت ثورة الحرية والكرامة عام 2011”.

وأضاف: “مع انطلاق الثورة، بدأ السوريون يطمحون إلى عمل سياسي نموذجي لاستعادة الدولة الوطنية، التي تمثل الحل للقضايا كافة ومن أهمها القضية الكردية والتنوع المذهبي وسواها”.

وتابع: “نحن في حزب الجمهورية نسعى إلى قيام دولة وطنية حديثة تقوم على مبدأ العمومية والحياد الإيجابي إزاء كافة الأطياف والديانات والإيديولوجيات، ولا نؤمن بصهر الشعب على النمط البعثي ولا نؤمن بهذا النوع من الاندماج القسري، وإنما نؤمن بدولة توحد خلافات المجتمع المدني سياسيًا، ونظام ديموقراطي وتداول للسلطة”.

ولفت الدبس إلى أن حزب الجمهورية يلتقي في هذه النقاط مع اللقاء الوطني الديمقراطي، وينظر “بإيجابية وتقدير لموقفه المتقدم من المسألة الكردية”، ويشاركه رؤيته بأن “حل هذه القضية يكون بقيام دولة وطنية تشكل انطلاقًا لحياة سياسية عقلانية”.

وأكّد الدبس أن “الشرط االلازم وغير الكافي هو إسقاط النظام حتى يصبح هناك أفق لقيام دولة وطنية في سوريا، وهو ما يتطلب من القوى السياسية بناء تيار وطني يضمها جميعاً في عمل وطني موحد”، مشدّداً على “الإيمان بهذا الاندماج المشترك لا يُلغي الاعتراف بالآخر ككيان ثقافي مستقل وموجود”.

وأردف الدبس: “نرى أن الظلم الذي وقع على الأكراد هو من جملة مظلوميات وقعت على السوريين جميعاً، وقد أرادها النظام ممنهجة وتطال كافة أطياف الشعب “.

ويركّز الحوار القائم مع التيار الديمقراطي أيضاً على شكل الحكم في سوريا، واعتبار القضية الكردية واحدة من  القضايا الوطنية السورية التي يتم حلها مع قيام دولة مستقلة في سوريا.

وأكّد الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية أنه إضافة لهذا البيان الذي هو أساس العمل المشترك الحوار، يتم العمل الآن على تكوين رؤية سياسية مشتركة إزاء قضايا التنوع والتعدد الطائفي في سوريا، ولكن المتفق عليه حتى الآن هو أن يكون الحوار وطنيًا ينظر للسوريين كمواطنين لهم حقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والإثنية والمذهبية.

واعتبر الدبس أن “أي أصوات لتقسيم سوريا واهمة لسببين: الأول لأنه لا يُمكن التنازل عن وحدة سوريا، ذلك أن مشروع التقسيم يصطدم بمنطق التاريخ، والثاني أن احتياجات الإنسان السوري هي العيش بوطن موحد ومستقل، وهذا اقل ما يمكن تقديمه لهذا الشعب”. ورأى أن “ضياع البوصلة والسديم السياسي الذي تعيشه سوريا والمواقف غير العقلانية التي يصدرها بعض المعنيين سببه أن النظام قام باختطاف الدولة لدمجها بالسلطة القمعية، الأمر الذي أثر على الحياة السياسية، لذا سنحتاج إلى جهدٍ للتعافي وأهم طرقه هو الحوار العقلاني”.

من جانبه قال ميداس عزيزي، الناطق الرسمي باسم اللقاء الديمقراطي السوري، لـ صدى الشام”: “إن اللقاء تأسس في 22 نيسان 2012 من شخصيات وطنية كردية، تبنّت رؤية وطنية سورية جامعة، وهي أول مرة يتخلى فيها الكيان السياسي الكردي عن صفته القومية ويأخذ الصفة الوطنية السورية”.

وأضاف أنه بعد اندلاع الثورة كان من الضروري إيجاد تيار وطني يضم الأكراد والعرب والآشوريين، ويكون لديه رؤية واسعة عبر إنتاج تنظيمات اجتماعية وسياسية لا تقوم على أسس إيديولوجية وإنما برامج وطنية.

واعتبر أن سوريا اليوم تتكوّن من ثلاثة تيارات وهي حزب البعث والإخوان المسلمون والأحزاب القومية العربية، مشدّداً على ضرورة انضمام تيار رابع لتحقيق التوازن السياسي وهو التيار الديمقراطي الوطني، وعلى هذا الأساس “يتم العمل بين التيار الديمقراطي وحزب الجمهورية لإنشاء جسم يكون نواة هذا التيار، ويتبنى مشروعاً وطنياً سورياً”.

ولفت عزيزي إلى أن الفكرة بدأت منذ أكتر من شهرين عبر حوارات وتبادل  الآراء مع حزب الجمهورية، وكانت الأفكار متقاربة من خلال الفهم والتصور المشترك لكل قضايا سوريا.

وأردف: “ندرك أن القضية السورية أكبر من أحزابنا وأننا لا نملك أدوات التغيير، لكننا نطمح لتحقيق هدفنا المتمثل باستعادة القرار السياسي السوري المستقل، والعمل من أجل مستقبل سوريا من خلال الاتفاق على انتاج رؤية تمثل التيارين”.

وكشف أن التيار الديمقراطي وحزب الجمهورية تواصلا مع قوى عربية وكردية وآشورية  وقوى أخرى بهدف تشكيل تيار وطني ديمقراطي سوري، معترفاً بصعوبة الأمر، لكنه أشار إلى وجود إرادة حقيقية بين الطرفين لتكون التجربة الأولى في تاريخ سوريا منذ استلام البعث وحتى يومنا هذا تسعى لتمثيل كل السوريين.

وتابع: “نحن وحزب الجمهورية ليس لدينا أي استعجال وإنما نعمل برؤية وتأنٍ في إطار وطني شامل، والحوار كان سلساً لذلك دخلنا بمرحلة أكثر عملية”، مشدّداً على أن التيار ضد الانفصال، مضيفاً: “نطمح لتوحيد السوريين ونقلهم إلى دولة موحدة من حالة التشتت”.

أما فيما يخص الفيدرالية فقال: “ليس لدينا أي إشكالية معها، لكن يجب أن تكون مبنية مع شركاء الوطن والمكونات السورية الأخرى”، لافتاً إلى أن الأكراد أخطؤوا في طرح الفدرلة، لأن البعث غرس فكرة أن الأكراد يريدون أن ينفصلوا، بالتالي ساهم طرحها من جانب القوى الكردية بترسيخ فكرة البعث، كما أنه يجب على الأكراد السوريين أن يقوموا بإقناع بقية المكوّنات بالفكرة وتشكيل أكثرية سياسية، وقال: “نحن ننتهج اللامركزية الموسّعة”.

وختم أنه بدون إسقاط الأسد لا يمكن لسوريا الحديثة أن تقوم، لأن وجود النظام إشكالي، لذلك لا مستقبل للنظام ورئيسه في البلاد.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]