النظام السوري يخرق اتفاق “تخفيف التصعيد”


في أول خرق لاتفاق مناطق “تخفيف التصعيد”، الذي بدأ سريانه عند منتصف ليلة الجمعة – السبت، دارت اشتباكات عنيفة في ريف حماة الشمالي بين قوات النظام والمعارضة، استمرت إلى ما بعد منتصف الليل، فيما نشرت روسيا خرائط قالت إنها للمناطق التي يشملها الاتفاق، وهو ما اعتبرته فصائل المعارضة غير صحيح وغير مقبول.

وأفادت مصادر محلية في محافظة حماة، بأن اشتباكات اندلعت مساء أمس الجمعة بين قوات النظام والمعارضة في محيط قرية الزلاقيات بريف حماة الشمالي، وتواصلت إلى ما بعد منتصف الليل على الرغم من دخول اتفاق خفض التصعيد حيز التنفيذ في الساعة (12:00 بالتوقيت المحلي).

وتابعت المصادر أن “قوات النظام استهدفت بلدة الزلاقيات بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة، في إطار هجومها على القرية وسيطرتها على أجزاء منها”، بينما أكّدت المعارضة أنها قامت بهجوم معاكس واستردت ما خسرته.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق “تخفيف التصعيد” تدخل حيز التنفيذ في منتصف ليل 6 من مايو/أيار الحالي.

وأكدت الوزارة، أنه تم تعليق استخدام الطائرات الحربية الروسية في تلك المناطق اعتباراً من مطلع الشهر الجاري، مشيرة خلال إيجاز صحافي إلى أن فريق عمل مشتركاً من الدول الضامنة سيتولى إعداد خرائط لحدود مناطق وقف التصعيد والمناطق العازلة التي ستمتد على حدود مناطق وقف التصعيد.

وأوضح رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي، أن المناطق العازلة التي تهدف إلى منع وقوع صدامات عسكرية بين الأطراف المتنازعة، ستتضمن نقاطاً للرقابة على الالتزام بالهدنة وحواجز لضمان تنقل المدنيين غير المسلحين، وإيصال المساعدات الإنسانية ودعم الأنشطة الاقتصادية.

وبين رودسكوي أن تنفيذ المذكرة سيسمح لجيش النظام بالتوجيه لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شرق البلاد، مشدداً على أن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم قوات النظام من أجل القضاء على التنظيم حيث ستركز الجهود الأساسية على إحراز تقدم شرقي مدينة تدمر ورفع الحصار عن دير الزور، واستعادة المناطق المحاذية لنهر الفرات شرقي ريف حلب.

وقد نشرت وزارة الدفاع الروسية خرائط قالت إنها لمناطق “تخفيف التصعيد” الأربع في سورية.

وفي هذا الصدّد، لفت رودسكوي إلى أن أكبر منطقة تم إنشاؤها في شمال سورية، وهي تشمل ريف إدلب والمناطق المحاذية – مناطق شمال شرقي ريف اللاذقية، وغربي ريف حلب وشمال ريف حماة، ويقيم في هذه المنطقة أكثر من مليون شخص، وتسيطر عليها تشكيلات مسلحة تضم أكثر من 14.5 ألف فرد.

وأضاف أن المنطقة الثانية تشمل ريف حمص الشمالي، وهي تشمل مدينتي الرستن وتلبيسة والمناطق المحاذية الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة تضم نحو 3 آلاف فرد، ويسكن في المنطقة قرابة 180 ألف نسمة، (وهي تضم عملياً نحو 300 ألف شخص).

أما المنطقة الثالثة، بحسب المسؤول الروسي، فهي الغوطة الشرقية، حيث يسكن قرابة 690 ألف مدني، موضحاً أن هذه المنطقة لا تشمل القابون التي قال إنه يسيطر عليها بالكامل تنظيم “جبهة النصرة” وينطلق منها القصف على دمشق، بما في ذلك على محيط السفارة الروسية. في حين تمتد المنطقة الرابعة، في جنوب سورية بالمناطق المحاذية للحدود الأردنية في ريفي درعا والقنيطرة.

وتخضع أغلبية الأراضي في هذه المنطقة لـ”الجبهة الجنوبية” التي تضم نحو 15 ألف مسلح، ويسكن في المنطقة نحو 800 ألف مدني. وأشار رودسكوي إلى أن عدد مسلحي قوات المعارضة في المناطق الأربع يصل إلى 42 ألف فرد.

في المقابل، طالب وفد المعارضة إلى مباحثات أستانة بأن يكون اتفاق التهدئة شاملاً لكل الأراضي السورية، ومتزامناً مع الحل السياسي وفق القرارات الدولية.

وأكّد الوفد، في بيان، رفضه لأية مشاريع تؤدي إلى تقسيم البلاد، موضحاً أن الخرائط المنشورة لـ”مناطق خفض التصعيد” ليست صحيحة ولن تكون مقبولة.

وأكّد الوفد أنه لم يتفاوض على أي خصائص بهذا الشأن، ولم تعرض عليه في أية اجتماعات، مبيناً أنه لا يمكن أن يقبل استثناء أي منطقة من اتفاق وقف النار، خصوصاً المناطق المحاصرة.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد رفضت، أمس الجمعة، خطة “تخفيف التصعيد”، التي وقعت عليها الدول الراعية لمؤتمر أستانة واعتبرتها “مشروعاً لتقسيم سورية”، من خلال “المضامين الغامضة” التي تحملها.

وقالت “الهيئة العليا”، في بيان، نشرته على حسابها في موقع “تويتر”، إنها قلقة من غموض هذا الاتفاق، الذي “أبرم بعيداً عن موافقة الشعب السوري”، معتبرةً إياه يفتقر للضمانات وآليات المحاسبة، وإدانة جرائم النظام، وخاصة مجزرة خان شيخون الكيميائية.

كما اعتبر المتحدث باسم حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي”، أن مخطط إنشاء المناطق الآمنة في سورية يسعى لتقسيم البلاد على أساس طائفي.

ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم الحزب الكردي، إبراهيم إبراهيم، قوله إن الخطة ترقى إلى حد “تقسيم سورية على أساس طائفي”، ووصفها بأنها “جريمة”. ورأى أن الخطة قد تهدد مناطق خاضعة للأكراد تحظى بحكم ذاتي في شمال البلاد.

إلى ذلك، وبعد تصريحات روسية بشأن منع طيران التحالف الدولي من دخول المناطق الآمنة المزمع إنشاؤها في سورية، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن قواتها ستستمر باستهدف تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في كل مكان.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين غالاواي، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم وقف تحليق طائراتها الحربية فوق مناطق وقف التصعيد في سورية، إن “تحالفنا سيواصل استهداف تنظيمي داعش والقاعدة في جميع الأماكن التي ينشطان فيها، حتى لا يبقى لديهما ملاذ آمن”.



صدى الشام