الجالية السورية و(حرمون) يختتمان الأسبوع الثقافي في فلورنسا


جيرون

اختتمت الجالية السورية، أمس السبت، فاعليات الأسبوع الثقافي السوري الذي نظمته، بالتعاون مع مركز حرمون للدراسات المعاصرة في مدينة فلورنسا الإيطالية، واستمر ثلاثة أيام. وشهد اليوم الأخير جلسة حوارية عن الأب “باولو دالوليو” والغنى الأثري في سورية، شارك فيها ريكاردو كرستيانو، الصحفي من الفتيكان، وجان لوكا سوليرا، الكاتب المهتم بقضايا الشرق الأوسط، وألبيرتو سافيولي من جامعة أوديني.

وقال الحكم أفندي -رئيس الجالية العربية السورية في إقليم توسكانا- في مستهل الجلسة: إن الحوار حول العنوانين العريضين سيتناول في قسمه الأول “الوضع السوري مع تركيز خاص على نشاط الأب باولو دالوليو، في حين سيتناول القسم الثاني آثار سورية”.

وعبّر ريكاردو كرستيانو، الصحفي في الفاتيكان ومؤسس جمعيَّة الصحفيين الأصدقاء للأب باولو، عن إعجابه “بشجاعة المصور (قيصر) الذي خاطر بحياته وحياة أسرته في سبيل إيصال هذه الصورة للعالم علماً أنه أكثر إنسان يعلم حجم التعذيب الذي يتعرض له المعتقلين في سجون نظام الأسد”.

وتحدث كرستيانو، عن حياة الأب باولو في سورية، في مدة 30 سنة، وكيف أن نظام الأسد قام بطرده من سورية، بعد اندلاع الثورة السورية؛ بسبب مواقفه الداعمة لحقوق الإنسان والديمقراطية، ليعود “مجددًا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد في الشمال سوري، ومن ثمّ اختُطف لاحقًا” وأكد أن أسباب عودته إلى سورية كانت إنسانية بحتة.

في حين دعا جان لوكا سوليرا، الكاتب والناشط المهتم بقضايا الشرق الأوسط، إلى “الإفادة من عقلية الأب باولو لتوصيف الحاضر ورؤية المستقبل”، وروى كيف استطاع “الأب باولو أن يوظف انتماءَه المزدوج، انتماءَه لدينه المسيحي وللأرض التي اختار أن يعيش فيها، لكي يرسم لوحة محبة وإخاء فريدة من نوعها” إذ إنه “جعل جزءًا من المعبد مسجدًا يصلي به المسلمون في تلك المنطقة، إضافة إلى عقده لجلسات حواريَّة مع أبناء الديانات الأخرى ومع الملحدين، وكان يركز دوماً على إيصال فكرة أن العنف ليس هو الحل”.

وختم سوليرا مداخلته بتأكيد أن “الأب باولو استطاع جذب اهتمام كثيرين إلى القضية السورية، وأنا واحد منهم” ثم طالب الحضور بأن “يكونوا أقوياء مثل الأب باولو ومع الحق دوما”.

أوضح ألبيرتو سافيولي، عضو الهيئة التدريسية في قسم الأثار بجامعة “أوديني”، وكان له مشروعات كثيرة في سورية، ولا سيّما في منطقة قطنا، على مدى 14 عاما أن “أهمية الحفاظ على الإرث الأثري السوري هي واجب على كل إنسان، إذ تلعب الآثار دورًا بارزًا في تحديد الهوية الثقافية السورية” ولفت إلى “محاولات داعش الحثيثة في محوها”.

وعرض لنتائج دراسة عن التنقيب غير الشرعي في سورية، قام بها أحد زملائه، أثبتت “عن طريق تحليل صور الأقمار الصناعية أن النسبة الأكبر من التنقيب وسرقة الاثار إلى خارج سورية، كان في مناطق سيطرة القوات الكردية و(داعش) أولًا، ومن ثم في مناطق سيطرة النظام، وهذه كانت مفاجئة بالنسبة إلي، حيث إن النظام يظهر نفسه دومًا حاميًا لهذا الإرث، وكانت النسبة الأقل هي تلك التي تمت في مناطق سيطرة الثوار”.

وختم سافيولي مداخلته بأن من “يقوم بسرقة هذه الآثار يعتقد أنها تحمل قيمة مادية فقط، ويغيب عن ذهنه القيمة الحقيقية لها وهي القيمة التاريخية، إذ تمثل كل قطعة سطرًا في كتاب تاريخ البشرية، وفي حال سرقتها أو تدميرها سوف نفقد معلومة مهمة من تاريخنا”.

بعد انتهاء الجلسة الحوارية، شاهد الحضور الفيلم الوثائقي “Syria’s disappeared” للمخرجة سارة أفشار، وتضمن شهادات أشخاص ناجين من معتقلات النظام السوري، وشهادات أهالي بعض الشهداء الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، وشاهدوا صور أولادهم ضمن الصور التي هربها قيصر.

وانطلقت الأربعاء فاعليات الأسبوع الثقافي السوري، في مدينة فلورنسا الإيطاليَّة، وتنظمه الجالية السورية في إيطاليا، بالتعاون مع مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة وبلديِّة مدينة فلورنسا.

تضمن نشاط الأسبوع لقاءات مع شخصيات سورية وإيطاليَّة، تناولوا خلالها قضايا المرأة والثورة السورية، حقوق الإنسان في سورية، قبل وبعد، عام 2011، وناقشوا خلالها قضية الأب باولو دالوليو، والتراث الأثري السوري، وعرض خلال أيام الفاعلية أفلام وثائقية، وشاهد الحضور صور قيصر، وخلال الأسبوع أقيمت دورة تدريبيَّة في مجال حقوق الإنسان.

يأتي تنظيم الأسبوع الثقافي السوري، في مدينة فلورنسا في مقاطعة توسكانا الإيطالية، في “وقتٍ بدأ فيه الرأي العام الشعبي في العالم الغربي، وبخاصة في إيطاليا، بالبحث عن مصادر إعلامية ذات صدقية، تقدم أجوبة مقنعة عن مأساة الشعب السوري ذي التاريخ العريق”. وفق رئيس الجالية العربية السورية، في إقليم توسكانا، الحكم أفندي.




المصدر