العيادات المتنقلة في حلب نجاح يستحق دعم المنظمات


جيرون

يتوزع في ريف حلب الجنوبي والغربي 10 عيادات متنقلة، تقدّم الخدمة الطبية المتكاملة لمن يصعب عليهم ارتياد المراكز الطبية الثابتة، وتواجه هذه العيادات صعوبات متعددة، في مقدمها محدودية الإمكانات وعدم الاستمرارية.

وقال أحمد دبيس مسؤول الأمن والسلامة، في اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية (UOSSM) إن: “هذه العيادات استجابة طارئة لظرف خاص من قِبل المنظمات المانحة، مثل التهجير القسري، ويستمر دعمها مدة 3 أشهر فقط، ومن ثمّ يتوقّف، إذ يرى الداعمون أنها حققت الهدف المرجو منها في مدة زمنية معينة، وأن بإمكان المرضى، بعد انقضاء هذه المدة، التوافد إلى مناطق فيها مراكز طبية ثابتة”.

وأضاف في حديثه لـ (جيرون) “تزداد الحاجة إلى العيادات المتنقلة في ظل الاستهداف المقصود للمستشفيات من مقاتلات النظام وروسيا؛ إذ تغطّي هذه العيادات حاجات المرضى غير القادرين على التنقّل، وتقدّم الخدمة الطبية المتكاملة بدءًا من الاستشارة، ومرورًا بالتشخيص، وانتهاءً بالعلاج، وتخفّف هذه النقاط الطبية الأعباء عن الأهالي المهجرين قسرًا من الذين ليس بمقدورهم تحمّل نفقات العلاج، وتحميهم من أخطار التنقّل”.

والعيادات المتنقلة هي سيارة مُجهّزة بالمستلزمات الطبية الأولية، تحوي طبيبًا واحدًا أو اثنين، وممرضًا، إضافةً إلى فني صيدلاني لصرف الأدوية، وتزور هذه العيادة المتنقلة بانتظام القرى والبلدات البعيدة عن المنشآت الطبية.

حول هذه التجربة، قال أبو مجاهد الحلبي مدير مكتب (شبكة شام) في حلب: “تلاقي هذه الخدمة قبولًا واستحسانًا عند معظم أهالي حلب المحليين والنازحين والمهجرين قسرًا، وهم الذين باتوا يخشون زيارة المستشفيات لكثرة استهدافها، وتقدّم هذه العيادة خدمات طبية معقولة للمرضى الذين لا يحتاجون إلى أعمال جراحية أو علاجات متقدمة”.

في سياق متصل أشار دبيس إلى المزيد من المخاطر والصعوبات التي تتعرّض لها العيادات المتنقلة، ومنها “الاستهداف من قبل الطائرات الحربية، بسبب تجمّع عدد كبير من المرضى قرب العيادة في أيام الزيارة، أضف إلى ذلك كثرة المرضى وعدم قدرة الكادر الطبي المتواضع على استيعاب كل الأعداد، وتقديم الخدمة الطبية الجيدة لهم، فقد يضطر طبيب العيادة إلى استقبال ما يزيد عن 200 مريض في اليوم الواحد، في حين يُفترض أن يستقبل 35 مريضًا حدًّا أقصى”.

شدد دبيس على أن “هذه العيادات بمقدورها مساعدة المرضى (أمراض وإصابات بسيطة) فحسب، أما إصابات الحرب، والأمراض الخطيرة والمزمنة فليس لها نصيب من الرعاية المُقدّمة من خلال تلك النقاط، إذ إنها تحتاج إلى ظروف خاصة وتجهيزات متطورة وأمكنة معقمة”.

وكانت جمعية (الرحمة العالمية) أطلقت منذ نحو أسبوع المستوصفَ المتنقل الثاني لعلاج النازحين السوريين في حلب، وقال أحد الإداريين في الجمعية: “إن العيادة المتنقلة تهدف إلى علاج الأمراض في بدايتها، قبل وصولها إلى حالات متقدمة يصعب علاجها، وتهدف أيضًا إلى توفير أجور النقل على الأمهات من المخيم إلى العيادات المنتشرة على الحدود، وتسعى إلى نشر النصائح الوقائية للأمراض بين أهالي المخيمات، ومعرفة الأوبئة والأمراض المنتشرة بينهم، والسيطرة عليها قبل تحوّلها إلى جوائح”.

تُعدّ هذه العيادات، على قلتها وتواضع إمكاناتها، حلًا إسعافيًا للمدنيين الذين أصابهم رهاب المستشفيات، بسبب تحولها إلى آلة موت، وتساعد هذه العيادات في تغطية العجز في الأُطُر (الكادرات) والمستلزمات الطبية، إذ تحقق الاستفادة العظمى من المعدات الطبية بعدم تجميدها في مكان واحد، فالمنشأة الواحدة تخدم 7 قرى، إلا أن قواعد إحداثها الصارمة وعدم استمراريتها يخفّف من فاعليتها وبحسب دبيس “فإن المناطق التي تتعرض أسبوعيًا للقصف غير مُدرجة في خطط العيادات المتنقلة، وهدف هذه النقاط هو المناطق التي تتعرض للقصف شهريًا، فما فوق”.




المصدر