on
مجاعة بين السكان في دير الزور.. النظام يستأثر بالمساعدات لقواته ويترك 20 ألف نسمة لمصير مشؤوم
زاد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال الأيام الماضية من حصاره المطبق على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور، لكن يبقى حي هرابش شرق المدينة الأكثر تضرراً من هذا الحصار، وذلك بعد نحو 3 أشهر من قدرة التنظيم على فصلهما عن المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام في غربها وجنوبها.
معاناة المدنيين في حي هرابش المجاور للمطار تفاقمت بشكل كبير، حتى باتوا يعيشون "مرحلة المجاعة" التي تفوق بكثير الحال الذي يعيشه أقرانهم في الأحياء الغربية (الجورة – القصور – مساكن عياش)، وجميع هذه الأحياء مضى على حصارها أكثر من عامين.
الناشط الحقوقي رامي العساف أكد لـ"السورية نت" دخول الحي مرحلة المجاعة، مبيناً أنه في بداية الحصار عمد النظام إلى إلقاء الخبر على الحي والمطار العسكري عبر المروحيات، لكن لم تدم هذه الحال أكثر من 10 أيام، ليقتصر إمداد النظام على جنوده المحاصرين داخل المطار.
وأضاف العساف، أن سكان الحي يقدر عددهم بنحو 20 ألف نسمة، وهناك نقص كبير في الدواء، ويشمل ذلك الأدوية المتعلقة بالإسعافات الأولية، مبيناً أنه تم تسجيل حالتي وفاة نتيجة الجوع خلال الأسبوعين الأخيرين، منوهاً إلى بدء تسرب الصور التي تبين المجاعة ومعاناة المدنيين المعيشية.
ونوه الناشط الحقوقي، إلى أنه مع توقف محطة المياه الوحيدة للحي، تم حفر 3 أبار بتمويل من بعض أبناء دير الزور المقيمين في الخارج، لتستطيع سد جزء من احتياجات السكان.
من جانب آخر، أدى تدهور حال جنود النظام داخل المطار العسكري، إلى إطلاق المناشدات من الشبكات والصفحات المؤيدة للنظام لرفع معاناة هؤلاء الجنود، مطالبين بالإسراع بفك الحصار.
وأشارت شبكة "أخبار حمص المؤيدة" في هذا المجال، إلى وجود نقص كبير في المياه، وأن "العساكر يتم تخييرهم بين أن يستحم، أو أن لا يشرب".
وتابعت: "منذ أكثر من شهر لا يوجد شيء اسمه استحمام وجميعنا نعرف حر دير الزور.. بانتظار بدء الحملة باتجاه المنطقة لتحرير هؤلاء الابطال وتخليصهم من قذارة بعض الخونة".
هذا وأفادت مصادر أهلية من داخل الأحياء المحاصرة، أن معاناة جنود النظام تتفاقم بسبب الفساد المستشري داخل هذه القوات والميليشيات التابعة لها، مع احتكار القادة وكبار الضباط لمعظم الحصص التي ترسلها الأمم المتحدة، أو الطائرات الروسية في بعض الأحيان عبر الطائرات، وهو ما أدى إلى حصول خلافات تتطور إلى اشتباكات أحياناً، ويحاول النظام تطويقها في كل مرة، لكن دون إيجاد الحلول للأسباب التي أدت إليها.
يذكر بأن "تنظيم الدولة" يسيطر على أغلب مناطق محافظة دير الزور منذ منتصف يونيو/ حزيران 2014، بينما تقتصر سيطرة قوات النظام على عدد من أحياء المدينة ومطار حربي في شرقه ولواء عسكري جنوبه، ويحاصرها التنظيم منذ أكثر من عامين، ويعاني سكانها من أوضاع معيشية صعبة.
ومما زاد في معاناة المدنيين، استيلاء النظام على النسبة الأكبر من الحصص التي ترسلها الأمم المتحدة عبر الطائرات بشكل شبه يومي، إضافة إلى عدم قيامه بأي حلول عملية للمشكلات الخدمية التي يعانيها سكان هذه الأحياء خاصة المتعلقة منها بالصحة والمياه والكهرباء، والأخيرة غائبة تماماً من نحو عام ونصف.
وفي حملة عسكرية كبيرة بداية العام الجاري، تمكن "تنظيم الدولة" من عزل المناطق الخاضعة للنظام في غرب وجنوب المدينة (اللواء 137، أحياء الجورة، القصور، مساكن عياش)، عن المطار العسكري وحي هرابش الواقعة في شرقها.