بين ثوريين متطوّعين وآخرين حملة شهادات… جدليّة العمل في مؤسّسات الثّورة


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

تشهد مؤسّسات الثّورة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام تجاذبات كبيرة، بين ثوّار متطوّعين، وبين أصحاب شهادات انضمّوا في السّنوات الثّلاث الأخيرة للعمل في هذه المؤسّسات، مع خروج مدن عديدة عن سيطرة النظام في الشّمال السّوري.

ونشأت العديد من المؤسّسات الثّورية الخدميّة الصغيرة، وما لبثت أن تطوّرت وأخذت شكل مؤسّسة، وكان يشرف عليها في كثير من الأحيان ويديرها أشخاص ثوريّون. قسم كبير منهم لا يحمل شهادة عالية، وعملوا في ظروف صعبة جدّاً، ويتمتّعون بروح ثوريّة وجرأة، اكتسبوا بعض الخبرة في العمل، ولكن كانت تنقصهم الخبرة الإداريّة.

وفي المقابل انضمّ مؤخّراً للعمل في مؤسّسات الثّورة، عدد قليل من أصحاب الشّهادات والموظّفين سابقاً في مؤسّسات الدّولة، بعد انقطاعهم عن العمل، ولديهم خبرة في مجال عملهم، وينقصهم الجرأة والحزم، وكثير منهم يعزف عن العمل بسبب الغارات الجويّة والقصف.

وقال عضو مجلس محافظة إدلب “زياد طبش”، إن “عدم انخراط أصحاب الشّهادات في العمل في مؤسّسات الثورة منذ بدايتها، كان له تأثير سلبي كبير على عمل تلك المؤسّسات، وكان ذلك بسبب بطش نظام الأسد واعتماده الخيار العسكري لقمع الثّورة منذ بدايتها”.

وأضاف “طبش” في حديث خاص لـ (المصدر): “هناك شرخ كبير في مؤسّسات الثّورة التي تجمع بين ناشطين ثوريين متطوّعين، وصلوا إلى إدارات العديد من المؤسّسات الثوريّة، ويشغلون مناصب فيها، وبين أصحاب شهادات انضمّوا مؤخراً لسوق العمل، ومن هذه المؤسّسات (المجالس المحليّة والمشافي، والدّوائر الخدميّة، وبعض المديريات)”.

وعن الحلول المقترحة، قال “طبش”: “للوصول إلى مؤسّسة ناجحة، يجب اعتماد معيار الثوريّة مع كل خطوة مع وجود الكفاءة إن أمكن، وليس اعتماد الثوريّة كمعيار أساسي في إدارة المؤسّسات”.

وبين من يتفاخر بثوريّته وبين من يحمل الشهادة، فشلت العديد من المؤسّسات الثوريّة واندثرت بسبب تلك الخلافات، ولعلّ أداء الكثير من المؤسّسات الثوريّة في الوقت الحالي يتعلّق بهذا الجّانب، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو التّغلّب على هذه المشكلة للوصول إلى مؤسّسات حقيقيّة فاعلة.





المصدر