درعا… ما الخطوات التي استبق بها النظام اتفاق (أستانة)؟


إياس العمر: المصدر

استبق النظام اتفاق (تخفيف التصعيد) الذي تم توقيعه في أستانة، بمجموعة من الخطوات الغير المسبوقة في درعا، الأمر الذي يعطي انطباعاً لمتابعي الشأن السوري بأن النظام كان على علمٍ بالاتفاق، وأنه سيكون علامة فارقة بالنسبة للتاريخ السوري.

النظام يعزل مناطقه

منذ مطلع العام الجاري، وعلى الرغم من عودة جبهات محافظة درعا للاشتعال، إلا أن قوات النظام كانت منشغلة بشيء آخر.

وقال القائد الميداني في كتائب الثوار أحمد الزعبي، إن قوات النظام رفعت متاريس ترابية بارتفاع ثلاثة أمتار على جميع الجبهات في محافظة درعا منذ مطلع العام الجاري، وذلك على جبهات (مثلث الموت) شمالا، إلى الطريق دولي دمشق ـ درعا، وطريق بصر الحرير ـ إزرع شرقاً، ولم يختلف الحال شمال شرق المحافظة، حيث رفعت قوات النظام المتاريس على طول طريق المسمية، وهو الرابط بين محافظتي درعا والسويداء.

وأضاف الزعبي في حديث لـ (المصدر)، أن قوات النظام من خلال هذه الخطوة تمكنت من بناء جدار عازل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة كتائب الثوار.

وأكد أن إعلان المناطق الأربع في (أستانة) يوم الخميس الماضي 4 أيار/مايو، تزامن مع انتهاء قوات النظام من الأعمال الإنشائية، مشيراً إلى أن النظام تمكن من عزل مناطقه من خلال بناء هذه الجدار الذي يربط جميع مناطق سيطرة النظام في محافظة درعا ببعضها البعض.

معبر تجاري

وبدوره قال الناشط محمد الحريري، إن انتهاء النظام من بناء جداره العازل تزامن مع افتتاح معبر خربة غزالة التجاري الأول من نوعه في محافظة درعا، كون المعبر تم افتتاحه بشكل رسمي من قبل قوات النظام، وتم توظيف أكثر من 30 موظفاً فيه، مهمتهم تحصيل الأتاوات وتصنيف السلع الداخلة والخارجة من المعبر التجاري.

وأضاف الحريري لـ (المصدر)، أن افتتاح المعبر كان يوم الثلاثاء 2 أيار/مايو، أي أنه تم قبل اتفاق المناطق الأربع بيومين، ما يدل على علم النظام بالاتفاق قبل وقت، وتجهيزه له، من خلال افتتاح معبر تجاري يمكنه من تحصيل مبالغ مالية ضخمة، ويضمن له دخول المنتجات الزراعية واللحوم من مناطق سيطرة كتائب الثوار.

إغلاق باقي المناطق

سليمان الرفاعي، وهو أحد مزارعي ريف درعا الشمالي، قال إن قوات النظام كانت تقوم بإغراء المزارعين في محافظة درعا، بفتح معابر لهم بهدف إخراج محاصيلهم من مناطق سيطرة كتائب الثوار إلى مناطق سيطرة النظام.

وأضاف في حديث لـ (المصدر)، أن هذه المعابر كان منها معابر (إنخل ـ الصنمين، كفر شمس ـ الصنمين) شمال درعا، ولكن قوات النظام أغلقت هذه المعابر مطلع الأسبوع الجاري، وطالبت المزارعين بإدخال سلعهم من معبر (خربة غزالة).

وأكد أن خطوة النظام تأتي لترسيخ عزل المناطق الخاضعة لسيطرتها في المحافظة عن مناطق سيطرة كتائب الثوار، وبهدف تحصيل مبالغ مالية على جميع المواد الداخل والخارجة، لتصبح المحافظة أشبه بدولتين تربطهما علاقة متوترة.

وأوضح الناشط أحمد الديري لـ “المصدر”، أن النظام يسيطر على ما يقارب 30 في المئة من إجمال مساحة محافظة درعا، وهي مدن (درعا ـ الصنمين ـ إزرع ـ الشيخ مسكين ـ خربة غزالة)، إضافة إلى عدد من البلدات شمال درعا، بينما تسطير كتائب الثوار على قرابة 60 في المئة من إجمالي مساحة المحافظة، ومنها مدن (الحراك ـ بصر الحرير ـ درعا البلد ـ بصرى الشام ـ نوى ـ جاسم ـ إنخل ـ طفس ـ داعل)، إضافة إلى كامل بلدات أرياف درعا الشمالية والغربية والشرقية، في حين يسيطر جيش خالد بن الوليد المرتبط بتنظيم (داعش) على قرابة 10 في المئة من إجمالي مساحة المحافظة في منطقة (حوض اليرموك) غرب درعا.





المصدر