رياض سيف يبدأ رئاسة الائتلاف بخطة إصلاحية من 23 بندًا


صبحي فرنجية

يجلس صاحب فكرة الائتلاف السوري المعارض، رياض سيف، اليوم على كرسي رئاسته، بعد تعاقب خمسة رؤساء قبله، وفي يديه حزمة إصلاحية من 23 بندًا، من بينها “نقل أغلب نشاطات الائتلاف من إسطنبول إلى الداخل السوري” و”دعم الهيئة العليا للتفاوض”.

وقال رياض سيف إن خطته الإصلاحية تهدف إلى أن “يقوم الائتلاف بالدور الذي وُجد من أجله؛ ليكون قيادة للشعب السوري في المناطق المحررة من النظام، ويحشد كل الإمكانات لإسقاط النظام، ويؤمن الخدمات والاحتياجات للشعب السوري في هذه المناطق”.

وأضاف سيف، في تصريحات صحفية، أن “إصلاح الائتلاف يبدأ من الناحية البنيوية والعضوية، إذ إن هناك صعوبة في قبول أعضاء جدد، وإنهاء عضوية من لم يقدم أي شيء للائتلاف؛ لذلك يجب وضع آلية بعد هذه الانتخابات لإعادة بناء بنية الائتلاف”.

وأوضح أن “النظام الأساس كان عائقًا، في كثير من الأحيان، أمام تحقيق بعض الإصلاحات، وكذلك توزيع المهام ونظام المحاسبة والمراقبة، ولذلك يجب التأكيد عليه وتجديده”، مؤكدًا أن “الإصلاح يتطلب جدية في العمل، ومشاركة الدول الداعمة في إيجاد أفضل طريقة للتعاون معهم”.

وحول الحزمة الإصلاحية، قال مصدر معارض لـ (جيرون): إن “سيف سيحاول من خلالها إعادة الائتلاف إلى التصور الذي وضعه عنه عندما اقترح الفكرة في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012”.

وبحسب مصادر (جيرون) فإن الحزمة الإصلاحية التي وضعها سيف على طاولة الائتلاف، في اليوم الأول له، تتضمن 23 بندًا، منها: الاهتمام بالوضع المالي لأعضاء الائتلاف، اعتماد مبدأ الكفاءة بتطوير مؤسسة الائتلاف والمؤسسات المنبثقة عنها، التقيد التام بدقة المواعيد في نشاط الائتلاف، الالتزام الكامل بوثائق الائتلاف.

وأضافت المصادر أن رياض سيف يعمل على إعادة الشرعية الشعبية للائتلاف، من خلال نقل معظم نشاطه إلى الداخل، وإبقاء مكتب في إسطنبول يمكن عدّه مكتب علاقات خارجية، وتفعيل دور الائتلاف في تمكين عمل المجتمع المدني، وتفعيل دوره لتنسيق المواقف والخطط السياسية مع الفصائل، العمل على ضمان جميع حقوق المهجرين، التأكيد على دور المرأة والشباب.

كما تستهدف خطته الجالية السورية في كل أنحاء العالم، من خلال بناء مؤسسات لتنظيم الجاليات السورية في العالم، الاهتمام باللاجئين والعمل على تأمين مشروعات أعمال لتوظيفهم.

وعن علاقة الائتلاف بالهيئة العليا للمفاوضات، تشير خطة سيف إلى العمل على دعم الهيئة، وتفعيل دورها في التفاوض. ولم يُهمل سيف الجانب التركي، إذ ضمّن، في خطته، العمل على بناء المؤسسات لتنظيم العلاقة وتطويرها مع الجمهورية التركية.

وأوضحت المصادر أن خطة سيف تتضمن دعم أعضاء الائتلاف وتدريبهم، والعمل على التواصل مع الدول الداعمة لتنسيق الجهود، والإشراف على المساعدات الآتية إلى الشعب السوري، ومحاولة الضغط على الدول ذات الشأن من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسورية، والعمل على التمويل الذاتي للحكومة المؤقتة.

وبحسب مصدر آخر في الائتلاف، فإن رياض سيف أمضى يومه الأول في الائتلاف في الاجتماع مع الهيئة السياسية الجديدة، يبحث معها أبرز الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة، وأكد خلال اجتماعه أنه ما من بديل عن الائتلاف، لذلك يجب العمل بكل الإمكانات من أجل إعادته إلى الدور الذي خلق من أجله، وهو تمثيل الشعب السوري.

وبالتزامن مع ذلك، التقى سيف أمس الإثنين، بالمسؤولة السياسية في الاتحاد الأوروبي، لارا سكاربيتا، مؤكدًا خلال اللقاء أن “القيادة الجديدة المنتخبة للائتلاف الوطني ستركز على تعزيز الثقة والمصداقية لدى الشارع السوري”، وطالب بـ “دعم معنوي لترتيب زيارات سريعة رفيعة المستوى وعملية إلى دول الاتحاد الأوروبي كافة”.

ونبّه سيف، خلال اللقاء، إلى أنه “هناك توقعات إيجابية، وحاليًا لدينا فرصة لإثبات أنفسنا أمام الشعب السوري”، وتابع “يرتبط بخطة الـ 100 يوم وهي تركز على إصلاح البيت الداخلي للائتلاف، وزيادة القوة التمثيلية، وبناء شبكة علاقات مع كافة الأطياف والقوى الفاعلة مدنيًا ونقابيًا وعسكريًا وثوريًا عبر آلية مستمرة ومستدامة ومنتظمة”.

وكان رياض سيف، البالغ من العمر 70 عامًا، قد انتخب رئيسًا للائتلاف يوم السبت الماضي، بعد أن حصل على تأييد 58 عضوًا من أعضاء الائتلاف والبالغ عددهم 102.




المصدر