قائد “جيش مغاوير الثورة” لـ صدى الشام: لسنا بيادق بيد قوات التحالف


تخوض فصائل عدة، في الآونة الأخيرة، معارك متفرقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بهدف تقطيع أوصال مناطق التنظيم في الشمال والشرق السوري، وفصلها عن المناطق الأخرى في الجنوب، كما تسعى الفصائل من خلال هذه المعارك للوصول إلى مدينة الزور، انطلاقاً من بعض المناطق الحدودية السورية- الأردنية- العراقية.

ومن بين هذه الفصائل يبرز “جيش مغاوير الثورة” المنبثق عن “جيش سوريا الجديد”، بعد حل الأخير العام الماضي، ويعمل هذا الفصيل بدعم وتنسيق مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، ويخوض “الجيش” معاركه عبر “عمليات سريعة” حسبما ذكر قائده المقدم مهند الطلاع، الذي أشار إلى أنهم يتلقون “السلاح من الولايات المتحدة الأمريكية”، بالإضافة لوجود مقاتلين أجانب من قوات التحالف يشاركون في المعارك إلى جانب عناصر “جيش مغاوير الثورة”، نافياً في الوقت ذات، وجود تنسيق بين “المغاوير” وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تقوم بتصرفات “غير مقبولة”، حسب وصفه.

 

وفيما يلي نص الحوار:  

 

 

– لو تُحدثنا عن “جيش مغاوير الثورة”، من حيث النشأة وعدد المقاتلين وما إلى ذلك؟

يضم جيش مغاوير الثورة مقاتلين سابقين في الجيش الحر، انسحبوا من مناطقهم من دير الزور وحمص وريف حلب وغيرها، بسبب احتلال تنظيم الدولة لتلك المناطق، وقد تم جمعهم تحت مظلة واحدة سميت من قبل  “جيش سوريا الجديد”، الذي انبثق عنه لاحقاً “جيش مغاوير الثورة”.

أما عن عدد عناصر هذا الجيش فهو يناهز حالياً 400 مقاتل، وهم مقاتلون تلقوا تدريبات جيدة، وبتسليح جيد، ويعمل الجيش كشريك للتحالف الدولي في منطقة البادية، في سبيل طرد تنظيم الدولة من هذه المناطق الشاسعة، تمهيداً لتحرير مدينة دير الزور.

 

 

– ما هي نوعية الأسلحة التي بحوزتكم، وهل تمتلكون مدرعات وعربات عسكرية ثقيلة؟

سلاحنا أمريكي، ولدينا كل الأسلحة باستثناء الدبابات، ومع حاجتنا إليها إلا أنها غير مجدية في عملياتنا، نحن نتحدث عن مناطق شاسعة ومفتوحة، فلا قيمة لها في هذا النوع من الحروب، التي تشبه إلى حد بعيد حرب العصابات.

 

– أين تتواجدون الآن، وما هي طبيعة العمليات العسكرية التي تخوضونها الآن على الأرض؟

ننطلق في عملنا العسكري من قاعدتنا بمعبر التنف الحدودي السوري- العراقي، وننفذ عمليات قصيرة ومتوسطة ضد التنظيم، ونقوم بتسيير دوريات بشكل مستمر في البادية، تحضيراً للمعارك القادمة في دير الزور.

 

– ما هي أهمية البادية السورية عسكرياً للتنظيم وللمعارضة وللنظام؟

البادية هي الجسر الذي يربط وادي الفرات بالجنوب السوري أي بدمشق ودرعا، وبالمنطقة الوسطى، بالتالي المعارك التي نخوضها تؤثر وبشكل كبير على التنظيم، فهي تشل حركته وتقطع أوصاله بين الشرق والغرب، وأيضاً تعيق حركة التنظيم بين العراق وسوريا، بالإضافة لذلك فإن البادية بمثابة بوابة للوصول إلى أرياف حمص ودمشق، وخصوصاً في الغوطة والقلمون الشرقي، وهي مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وتتعرض لحصار، وأخيراً فإن السيطرة على البادية تعني ضرب عقدة تحركات النظام في الجغرافية السورية.

 

 

– في البادية السورية يوجد أكثر من فصيل، من بينها تجمع الشهيد أحمد العبدو، ولواء أسود الشرقية، ولواء شهداء القريتين، ولهذه الفصائل تحركات أيضاً على طول البادية من الجنوب إلى المنطقة الوسطى، هل تنسقون فيما بينكم؟

نحن على علاقة جيدة بهم، لكن هم يقاتلون في جهة ونحن نقاتل في جهة أخرى، بالطبع نقاتل أحياناً في مناطق متجاورة، ونتشارك معهم في بعض الأحيان عندما يكون لديهم عمل عسكري كبير.

 

– في آذار عام 2016، سيطرتم على معبر التنف بعد إنزال جوي بجانب منفذ التنف، ثم عاد التنظيم واستهدف نقاطكم، اليوم وبعد كل هذه المدة ماذا حققتم عسكرياً؟

خضنا العديد من المعارك، وتقدمنا في مناطق في عمق البادية، لكن لم نستطع في السابق التمسك بمواقعنا بسبب قلة عدد المقاتلين، واشتركنا بمعارك إلى جانب فصائل أخرى.

 

– تقاتلون ضمن ظروف صعبة، وفي مناطق مفتوحة، يعتادها التنظيم المتمرس في هذا النوع من القتال، بالتالي ألا تعتقدون أن مهتمكم انتحارية بمعنى من المعاني؟

لا بالمطلق، صحيح أن هنالك صعوبة كبيرة بالعمل العسكري في الصحراء وفي المناطق المفتوحة، لكن بالنتيجة هذه الظروف الحرجة تمرّ علينا وعليهم.

 

– بعد إعلانكم في أواخر العام 2015، عن تشكيل “جيش سوريا الجديد”، واجهتم الفشل حينها وتمكن التنظيم من توجيه ضربات قاسية لكم، الآن على ماذا تعولون كـ”جيش مغاوير الثورة” في نجاح مهمتكم القتالية ضد التنظيم، علماً بأنكم تعملون في نفس الظروف والمنطقة التي عملتم فيها سابقاً؟

بكل صراحة لقد ارتكبنا أخطاء في جيش سوريا الجديد، ومن بين الأخطاء حينذاك تعيين أشخاص غير عسكريين على رأس الجيش، من دون ذكر الأسماء، لكن الحال اليوم اختلف عن السابق، لأن تشكيلنا الجديد يضم ضباط عسكريين، ناهيك عن أن التشكيل الجديد مبني على المأسسة الصحيحة، وكذلك لدينا العتاد الجيد وبكميات أفضل من السابق، وعناصرنا يتلقون تدريبات جيدة، وحتى تواصلَنا مع قوات التحالف صار أفضل أيضاً.

 

– على ذكر التحالف، هل يقتصر دعمه لكم على الجانب العسكري اللوجستي والتغطية الجوية، أم أن هناك قوات أجنبية تشارككم القتال؟

هناك قوات برية أجنبية تشاركنا القتال من التحالف وهم شركاء لنا، ولن أفصح عن جنسية هؤلاء المقاتلين.

 

– هل صحيح أن لديكم أوامر بعدم قتال النظام، مهما كانت الأسباب والمبررات؟

نحن نقاتل تنظيم الدولة في المرحلة الراهنة، ونقاتل عصابة الأسد وليس النظام.

 

– قد لا يختلف  النظام عن العصابة الأسدية كما سميتها أنت، بالنهاية هما جهة واحدة برأي مراقبين؟

عندما تقول بأنك تريد قتال النظام، فهذا يعني أنه يجب عليك ضرب كل الأهداف التابعة للنظام من مدراس ومشافي وجامعات وما إلى ذلك، ولهذا نحن سنقاتل العصابة الأسدية التي قتلت السوريين، والجيش على رأس أهدافنا المستقبلية.

 

– لكن لم يحدث وأن قاتلتم النظام منذ إعلانكم عن “جيش سوريا الجديد”، واليوم في “جيش مغاوير الثورة” المنبثق عن الأول؟

للآن عملياتنا ضد التنظيم، وهذا الأمر مرتبط بنوعية مقاتلينا، بالنتيجة هم يريدون العودة إلى ديارهم المحتلة من قبل هذا التنظيم.

 

– بعض المراقبين يعزون دعم التحالف لكم إلى حماية حقول الغاز والنفط في المنطقة وحسب، وخصوصاً أن الداعم الرئيس لكم هي غرفة عمليات “العزم الصعب”، الغرفة الأمريكية البريطانية، ما ردكم على هذا؟

هذا الكلام غير صحيح بالمطلق، ليس من مهمامنا حماية حقول الغاز والنفط، ثم أين هذه الحقول الذي يتحدثون عنها، في المناطق التي نتواجد بها لا وجود لهذه الحقول.

 

– إذاً لماذا يصر التحالف على تواجدكم في هذه المنطقة، علماً بأنها منطقة صحراوية، ولا يتواجد بها تجمعات سكانية مهددة بالإرهاب، أليس من الأولى تواجدكم على سبيل المثال في محيط الرقة؟

أولاً إن معبر التنف يقع في منطقة لا يتواجد فيها لا حقول نفطية ولا حقول غاز أيضاً، وثانياً تواجدنا في هذه المنطقة هو تواجد بغاية الأهمية، ثم إننا نخطط لمعركة دير الزور.

 

– ذكرت أن “جيش مغاوير الثورة” مؤلف من 400 مقاتل، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تستطيعون بهذا العدد المتواضع لربما، خوض معركة كبيرة بحجم معركة دير الزور، ضد التنظيم الذي تكاد تعجز عنه جيوش مؤلفة، ألا يعد الحديث عن ذلك ضرباً من الخيال؟

ما زلنا في إطار تجميع قواتنا، وهذا العدد مرشح للزيادة، ولن نفتح معركة دير الزور دون التخطيط الجيد والاستعداد الجيد.

 

– لنفترض جدلاً أنكم فتحتم معركة دير الزور، فهل ستقاتلون إلى جانب قوات النظام المتواجدة في أجزاء من المدينة، أم ستعتمدون على قوى محلية عشائرية مثلاً؟

لا نقاتل إلى جانب قوات النظام ولن نفعل ذلك، موقفنا معروف، ونحن ننتمي للجيش الحر، ولا أعرف لماذا يتهمنا الجميع بهذه التهم، منذ بداية مشروعنا ونحن نواجه بهذه التهم من قبيل التنسيق أو التبعية للنظام، علماً بأن قواتنا تعرضت لغارات من مقاتلات روسية في العام الماضي.

 

 

– أين ومتى؟

قصفت المقاتلات الروسية معسكرنا في التنف في شهر حزيران الماضي في 2016.

 

– طالما أنكم تعلنون تبعيتكم للجيش الحر، فقد يكون من الطبيعي ذلك، بعيداً عن هذا ما هي علاقتكم بـ “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي الجهة التي تتلقى دعماً من التحالف؛ الجهة ذاتها الداعمة لكم؟

لا علاقة لنا بهم بالمطلق، لكن إن كانوا فعلاً يقاتلون التنظيم بهدف تحرير المناطق وتسليمها بعد ذلك لأهلها، فنحن لا نقف ضدهم، لكن وكما يتضح بالدليل القاطع فإن هذه القوات تمنع عودة الأهالي وتخطط لكيان انفصالي، ولديها تصرفات غير مقبولة.

 

 

– هل تتمتعون بعلاقات جيدة مع المملكة الأردنية الهاشمية؟

نعم المملكة بلد شقيق وصديق، ولهم دور مشكور في التعاون بتوصيل الدعم الذي يقدمه التحالف لنا من الأراضي الأردنية.

 

– ما هي رؤيتكم في جيش مغاوير الثورة لشكل سوريا المستقبلي؟

نحن نريد سوريا خالية من العصابة الأسدية، وسوريا لكل السوريين بدون تمييز على أساس مذهبي أو عرقي، ونحن نقف إلى جانب الشعب في تحديد شكل الحكم المستقبلي، ونتمنى أن نتتهي، بأقرب وقت ممكن، من الإرهاب في سوريا والمتمثل بتنظيم الدولة والعصابة الأسدية، ليتمكن الأهالي من العودة إلى ديارهم، واسمح لي أن أجيب عن اتهامات بعض المتابعين لنا بأننا لسنا أكثر من بيادق بيد قوات التحالف، فأقول نحن نقاتل ضد الإرهاب، وأود أن أوجه السؤال التالي لكل من يتهمنا: “من هي الجهة السورية سواء من النظام أو من المعارضة التي لا تتلقى دعماً من جهة خارجية”؟ نحن فصيل نقاتل إلى جانب قوات التحالف التي تريد القضاء على الإرهاب لتمكين الشعب السوري.



صدى الشام