نظام الأسد يصعّد على الحدود مع الأردن ويقصف بالطيران.. فما التطورات الهامة في الجنوب السوري؟


قصفت طائرات تابعة لقوات نظام بشار الأسد، اليوم الثلاثاء، مواقع لمقاتلي المعارضة السورية قرب الحدود الأردنية، لتقترب المواجهات بذلك من الأردن على الحدود الجنوبية لسوريا والبلد الذي يعد حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أردني قوله إن "الغارات الجوية التي وقعت نحو الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلي، هي الأولى التي تقع قرب هذا الجزء من الحدود".

وقال طلاس السلامة قائد جيش "أسود الشرقية" وهو فصيل من الجيش السوري الحر يقاتل في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن: "طائرات النظام قصفتنا بأربع غارات". وأضاف أن ضربة جوية أصابت منطقة حدودية تأوي عائلات لمقاتلي المعارضة، فيما أصابت ضربات أخرى موقع لمقاتلي المعارضة على مسافة ثمانية كيلومترات من مخيم الركبان الذين يضم أكثر من 80 ألف لاجئ.

وقال السلامة الذي تعرض فصيله لهجوم طائرات روسية العام الماضي أثار غضب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والأردن إن "غارات يوم الثلاثاء لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى"، لافتاً أن مقاتلي المعارضة ردوا بإطلاق صواريخ على مطار خلخلة العسكري شمال شرقي مدينة السويداء التي تسيطر عليها الحكومة.

وتشهد الحدود السورية الأردنية تطورات ملفتة، تتزامن مع تصعيد كلامي وتهديد متبادل بين الأردن ونظام بشار الأسد. إذ هدد الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، بعمل عسكري داخل الأراضي السورية، في حال اضطرت لحماية حدودها، فيما رد نظام الأسد عبر وزير خارجيته وليد المعلم بالإشارة إلى أن خيار المواجهة مع الأردن يصبح مطروحاً في حال دخلت قوات أردنية للأراضي السورية دون تنسيق مع النظام.

وبالموازاة مع ذلك، قالت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد من بينها قناة "الميادين" والإعلام الحربي لميليشيا "حزب الله" اللبناني، إن هنالك معلومات عن وجود حشود عسكرية أمريكية وبريطانية وأردنية على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء، ودرعا، من تل شهاب إلى معبر نصيب، وإلى منطقة الرمثا وانتهاء في خربة عواد.

وقالت "الميادين" إن هنالك دبابات بريطانية ثقيلة من نوع "تشالنجر"، مع أكثر من ألفي مسلح وعدد من الطائرات المروحية من طرازي "كوبرا" و"بلاك هوك" عند الحدود، مشيرة إلى أن نحو 4 آلاف مسلح، تم تدريبهم في الأردن، موجودون في منطقة التنف داخل الحدود السورية، كما نشر "الإعلام الحربي" صوراً لما قال إنها للحشود العسكرية.

وتأتي هذه التطورات، بعدما نشطت في الآونة الأخيرة هجمات فصائل المعارضة السورية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة الصحراوية القريبة من الحدود الأردنية.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مخابرات غربية، قولها إن فصائل تابعة للجيش السوري الحر ممولة من غرفة "الموك" (وهي غرفة عمليات دولية تترأسها الولايات المتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري ودول عربية أخرى) تلقت المزيد من الدعم في الأسابيع القليلة الماضية في إطار حملة لإخراج مقاتلي التنظيم من المنطقة.

كما وسعت الولايات المتحدة قاعدة التنف التابعة لمقاتلي المعارضة والواقعة إلى الشرق على امتداد الحدود مع الأردن، والتي يتوقع المعارضون ومصادر من مخابرات غربية - بحسب رويترز - أن تستخدم كقاعدة انطلاق لهجوم على البوكمال معقل "تنظيم الدولة" على الحدود السورية العراقية.

ونجحت قوات المعارضة في الأسابيع القليلة الماضية في إخراج التنظيم من مساحات كبيرة من الأراضي في القلمون الشرقي قرب البادية السورية، فيما تشير المصادر الاستخباراتية أنه من المعتقد أن مقاتلي التنظيم تجمعوا من جديد في الشمال الشرقي لدير الزور.

وصعّدت قوات نظام الأسد مدعومة بميليشيات إيرانية حملتها الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على مناطق يسيطر عليها "تنظيم الدولة" في الصحراء السورية، ليدخل في سباق مع الجيش السوري الحر للسيطرة على أراض في المنطقة من التنظيم.

وفي هذا السياق، تسعى المعارضة للسيطرة على منطقة سبع بيار، الواقعة على الطريق الواصل بين دمشق وبغداد، الذي يسيطر التنظيم على معظمه.




المصدر