"الأسد المتأهب" في الأردن تقلق النظام وإيران.. وتوقعات بـ"عملية وشيكة" بسوريا تقودها عمان


كشف قصف لطائرات حربية تابعة لنظام الأسد فجر أمس، مواقع لفصائل المعارضة السورية عند الحدود الأردنية، عن تصعيد جديد بين نظام الأسد وعمّان، في ظل أنباء عن حشود على الجانب الأردني من الحدود السورية وتوقعات بـ"عملية وشيكة" تقودها فصائل مدعومة من الأردن ودول غربية.

وعلى رغم أن هذه العملية يُفترض أنها ستستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" أو جماعات مرتبطة به، إلا أن حكومة الأسد وحلفاءها، لا سيما ميليشيا "حزب الله" اللبنانية وطهران، أصدروا في الأيام الماضية سلسلة تحذيرات من مغبة دخول قوات أردنية إلى الأراضي السورية، لكن عمّان أكدت مراراً أنها لا تُخطط لذلك. وامتنعت عمّان حتى الآن عن الرد على وزير خارجية النظام وليد المعلم الذي قال الإثنين الماضي إن "نظامه سيعتبر أي قوات أردنية تدخل سورية قوات معادية" إذا لم تنسّق معهم مسبقاً"، لكنه استدرك بأن "المواجهة مع الأردن ليست واردة".

وجاءت تصريحات المعلم بعد نحو أسبوعين من تأكيد الملك عبدالله الثاني أن بلاده ليست بحاجة إلى إدخال قواتها إلى الأراضي السورية، وإنما ستواصل سياستها الدفاعية الاستباقية لحماية حدودها الشمالية.

ولفت مراقبون إلى أن التراشق الإعلامي بين نظام الأسد وعمّان يتزامن مع أنباء عن حشود عسكرية أميركية وبريطانية أردنية تستهدف مناطق جنوب سوريا، ومع بدء مناورات "الأسد المتأهب" التي يستضيفها الأردن وتشارك فيها 22 دولة.

وأعلنت واشنطن أنها ستستخدم خلال المناورات صواريخ متطورة.

وقالت مصادر أردنية مسؤولة لصحيفة "الحياة" إنه "لا يمكن فصل حال التراشق الإعلامي عن مسار تدخلات دول إقليمية ودولية في ملف القضية السورية"، مشيرة إلى أن هذه "التدخلات تأخذ المفهوم العسكري- الأمني أكثر من السياسي- الديبلوماسي".

وعلى رغم نفي المصادر الأردنية أن قوات برية أردنية ستدخل الأراضي السورية، وأن الجيش الأردني سيكتفي في هذه المرحلة بـ "سياسة دفاعية"، إلا أن المصادر أكدت أن "من حق الأردن الدفاع عن حدوده ضد أي تهديدات محتملة، أياً كان مصدرها"، مضيفة أن "هدفنا ينحصر ضمن هذه الاستراتيجية" أي حماية الحدود، في حين أن للولايات المتحدة في المقابل أهدافاً أخرى "قد تتمحور حول حماية إسرائيل من أي تواجد إيراني في المناطق الجنوبية السورية وتحديداً في القنيطرة المحاذية للجولان". لكن المصادر الأردنية أشارت في الوقت ذاته إلى أن الخطر الإيراني يهدد الأردن كما يهدد إسرائيل.

ووفق تقديرات المصادر الرسمية الأردنية، فإن تصريحات المعلم تمثّل "انعكاساً واضحاً" للمخاوف الإيرانية، ولا تعبّر في جوهرها عن مخاوف السوريين أنفسهم من التحركات على حدودهم الجنوبية.

وقالت مصادر أمنية لـ "الحياة" مؤخراً إن "عمليات أردنية- أميركية- بريطانية مشتركة على وشك أن تنطلق للقضاء على تنظيمات إرهابية تتحرك على الحدود الشمالية مع سوريا"، وعلى رأسها "جيش خالد بن الوليد"المحسوب على "تنظيم الدولة". لكنها استبعدت أي وجود عسكري لقوات أردنية داخل سوريا.

وقبل يومين أورد "الإعلام الحربي المركزي" التابع لميليشيا "حزب الله"، صوراً قيل إنها "حشود عسكرية غير مسبوقة داخل الحدود الأردنية مع سوريا"، و"الحشود عبارة عن آليات عسكرية ووحدات من المشاة تمركزت على المثلث الواصل بين الحدود الأردنية والسورية والعراقية".

وأكد مسؤول أردني لوكالة "رويترز" أن "الغارات السورية التي وقعت قرابة الثالثة صباحاً أمس، هي الأولى التي تقع قرب هذا الجزء من الحدود".

وكان "الإعلام الحربي" لميليشيا "حزب الله" وزّع معلومات مساء أول من أمس، أشار فيها إلى أن "سورية وحلفاءها رصدوا تحركات لقوات أميركية وبريطانية وأردنية باتجاه الأراضي السورية"، وتحدث عن مسعى لإنشاء "حزام أمني" في جنوب سورية، معتبراً أن "سورية... وكل من يحالفها لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه". وتوجّه إلى "الأميركيين وحلفائهم" قائلاً: "إنهم سيدفعون الثمن غالياً، وسيكونون أهدافاً بسبب استباحتهم الأرض السورية".

ونقلت "رويترز" أمس عن طلاس السلامة قائد "جيش أسود الشرقية" التابع للجيش السوري الحر، الذي يقاتل في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن: "قصفنا الطيران النظامي أربع مرات". وقالت مصادر استخبارات غربية إن جماعات الجيش الحر تلقت مزيداً من الدعم في الأسابيع الماضية في إطار حملة لإخراج "تنظيم الدولة" من المنطقة.

ووسعت الولايات المتحدة قاعدة التنف التابعة للمعارضة والتي يُتوقع أن تستخدم قاعدة انطلاق لهجوم على البوكمال معقل "تنظيم الدولة" على الحدود السورية - العراقية.

ونجحت قوات المعارضة في الأسابيع القليلة الماضية في إخراج التنظيم من مساحات كبيرة من الأراضي في القلمون الشرقي قرب البادية السورية، فيما تشير المصادر الاستخباراتية أنه من المعتقد أن مقاتلي التنظيم تجمعوا من جديد في الشمال الشرقي لدير الزور.




المصدر