الفصائل تخوض معارك استرجاع مواقعها في البادية السورية
10 أيار (مايو - ماي)، 2017
خالد محمد
بدأت فصائل تابعة للمعارضة السورية، يوم أمس الثلاثاء، بشن سلسلة هجمات استهدفت تجمعات قوات النظام في محيط الطريق المؤدية إلى تدمر ودير الزور، داخل البادية السورية، في محاولةٍ منها لاستعادة بعض المواقع التي تقدم فيها النظام السوري خلال اليومين الماضيين في تلك المنطقة.
وقال طلاس سلامة -القائد العام لفصيل “جيش أسود الشرقية” التابع للجيش السوري الحر- لـ (جيرون): إن مقاتليه “شنوا هجومًا، منذ صباح أمس، على المواقع التي سيطر عليها النظام أخيرًا في منطقتي السبع بيار، وظاظا القريبتين من أوتوستراد دمشق-بغداد الدولي، بالتزامن مع استهدافهم لمطار خلخلة بريف السويداء ومحطة سانا الحرارية، براجمات الصواريخ؛ ما أسفر عن خسائر كبيرة للنظام تمثلت -في حصيلةٍ أولية- عن تدمير دبابتين، وأسر عنصرين من قواته”.
وأضاف أن “الاشتباكات بين الطرفين ما تزال جارية حتى اللحظة، في هذه المناطق الاستراتيجية بغية استعادة السيطرة عليها مجددًا”، مؤكدًا أن “قوات النظام تحاول بجدية قطع الطريق على جيش أسود الشرقية، لاستكمال عملية فك الحصار عن منطقة القلمون الشرقي وربطها بالبادية، وذلك عبر الوصول إلى منطقة محسة القريتين، وتحريرها من سيطرة تنظيم (داعش)”.
ووفقًا لما أشار إليه طلاس، فإن “منطقة السبع بيار وظاظا تُعد ذات أهمية كبيرة للنظام السوري والمعارضة على حدٍ سواء؛ لقربها من مطار السين والضمير الحربيين، ولأنها تُؤمن عمقًا جغرافيًا وميدانيًا مهمًا في معارك فك الحصار عن الغوطة الشرقية، فضلًا عن أنها تُشكل عقدة طرق مهمة باتجاه حاجزي البصيري، والطريق الدولي الواصل إلى معبر التنف الحدودي، من جهة أخرى”.
وحول ردة فعل قوات النظام، على هجمات المعارضة في البادية السورية، أوضح طلاس أنّ “الطيران التابع للنظام السوري ردّ من فوره على هجوم أسود الشرقية، وشن عدة غارات حربية استهدفت مواقعه القريبة من الأردن، من دون تسجيل إصابات في صفوفهم حتى الآن”، وقد شن “أربع غاراتٍ ليلية أخرى استهدفت محيط مخيم الركبان للنازحين، على الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى سقوط جرحى بين المدنيين”.
ويرى طلاس أن معركة تحرير دير الزور “آتيةٌ لا محالة، وجميع المعطيات تشير إلى أن تنظيم (داعش) يعيش-اليوم- أسوأ حالاته؛ نتيجة الخسارات المتتالية والكبيرة في صفوفه سواء في القلمون الشرقي، والطبقة، أو في الموصل”.
مدينة السخنة
من جهةٍ أخرى، علمت (جيرون)، من مصدر ميداني في القلمون الشرقي، أن النظام السوري استقدم تعزيزات عسكرية قوامها 20 دبابة، وتشكيلات برية مقاتلة غالبيتها من الميلشيات الطائفية الموالية، تمهيدًا لقطع الطريق على المعارضة السورية التي بدأت أولى خطواتها باتجاه مدينة دير الزور.
وأكد المصدر كذلك على نية النظام الاستيلاء على مدينة السخنة، وهي ثاني أهم مدن البادية السورية بعد تدمر، وتخضع حاليًا لسيطرة “تنظيم الدولة”؛ إذ تعد مدخل الريف الجنوبي لمحافظة دير الزور، لافتًا إلى أن الأخير “قام بإجراءات احترازية في المنطقة، وأخلى مقارّه داخل مدينة السخنة، مع وصول تعزيزات له من دير الزور وريف حماة الشرقي”.
على صعيدٍ متصل، ذكرت صحيفة (تشرين) التابعة للنظام السوري أنّ “وحدات من الجيش تقدمت باتجاه منطقة السبع بيار أقصى ريف دمشق الشرقي، في عملية مهمة لمنع تمدد القوات الأميركية والبريطانية، وعملائهم في المخابرات الأردنية، إلى جانب مرتزقة أجانب وسوريين نحو بوابة دمشق، من جهة صحراء الحماد والطرق التجارية إلى العراق” بحسب وصفها.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت عقب معركة “سرجنا الجياد لتطهير الحماد” التي أطلقتها في شهر آذار/ مارس الماضي، بهدف فتح الطريق إلى منطقة القلمون الشرقي المحاصر من قِبل قوات النظام السوري، و”تنظيم الدولة” معًا، على مساحات واسعة في البادية السورية الممتدة على ريف دمشق وريف السويداء، ومنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق”.
إلى ذلك، تمكنت فصائل المعارضة المنضوية في غرفة العمليات المشتركة في البادية السورية، وهي (قوات الشهيد أحمد العبدو، جيش أسود الشرقية، لواء شهداء القريتين) من انتزاع السيطرة على منطقة العليانية، في 20 نيسان/ أبريل الفائت، لتقترب مسافة كيلو متراتٍ من منطقة القلمون الشرقي المحاصرة من قبل “تنظيم الدولة” منذ أكثر من عامين.
جدير بالذكر أن “جيش أسود الشرقية” تشكل في آب/ أغسطس 2014، ويضم في صفوفه مقاتلين، ينحدر معظمهم من المنطقة الشرقية في سورية، ولا سيما من أبناء محافظة دير الزور، وقد خاض منذ بداية تشكيله معارك عنيفة ضد قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
[sociallocker] [/sociallocker]