أبوستروف: المخابرات الأمريكية.. هذا ما ينتظر العالم في الثلاث الأشهر المقبلة؟


من المتوقع أن تكون الثلاثة الأشهر المقبلة حافلة على الساحة الدولية، وذلك وفقا لخبراء من الاستخبارات الأمريكية. ففي الأيام القليلة المقبلة، ستعمد الولايات المتحدة الأمريكية إلى حل القضية النووية في كوريا الشمالية. أما الدول الأعضاء في أوبك، ستواصل التخفيض في حجم إنتاج النفط لمدة ست أشهر أخرى. وفي الأثناء، ستواجه روسيا البعض من المشاكل الداخلية، بينما ستشهد أوروبا مرحلة من الجمود في انتظار نتائج الانتخابات الفرنسية.

في المقام الأول، سيكون أمام قادة العالم الكثير من القضايا التجارية العالقة، ففي حين لا يزال الصراع بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والكونغرس الأمريكي قائما، على خلفية الاشتباه بوجود صلة بينه وبين الكرملين، يحاول فريقه توجيه الرأي العام الأمريكي نحو الاهتمام بجدول الأعمال التجارية.

ولتحقيق ذلك، قام البيت الأبيض بتسليط الضوء على إستراتيجيته الجديدة في هذا المجال التي تقوم بالأساس على مكافحة التلاعب بالعملة خارج البلاد. وفي الإطار ذاته، يعمل كبار المسؤولين على تشديد الرقابة على التشريعات التجارية الحالية والاستعداد لإعادة النظر في اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة.

وفي ظل عدم يقينهم من نوايا سياسة البيت الأبيض الجديدة، سيسعى الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة، للبحث عن علاقات اقتصادية جديدة في مناطق أخرى، حسب ما ورد على لسان الخبراء. وفي الوقت نفسه، سيستغل البعض من شركاء الولايات المتحدة الأمريكية التعاون في مجال الأمن إلى جانب وعود الاستثمار لتمتين العلاقة مع واشنطن.

والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على التصدي للتمدد التجاري الصيني الذي تمكن من السيطرة على السوق العالمية خلال العقدين الماضيين، على حد تعبير بعض الخبراء. وفي السياق نفسه، طفت على السطح العديد من الخلافات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، على غرار مسألة البرنامج النووي لكوريا الشمالية، فضلا عن مطامع الصين الإستراتيجية في بحر الصين الجنوبي، التي قد تساهم بدورها في عرقلة المفاوضات التجارية الصينية الأمريكية التي يطغى عليها التوتر.

علاوة على ذلك، سيحاول البيت الأبيض استفزاز الجار الصيني “العنيد”، إلى درجة أنه قد يقدم على تعزيز المساعدات العسكرية في تايوان لإجبار بكين على المشاركة في الحرب. أما فيما يخص البرنامج النووي لكوريا الشمالية، سيتحتم على الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو كان لديها خطة واضحة لفرض عقوبات على بيونغيانع وإبطاء برنامجها النووي، اللجوء في نهاية المطاف إلى رادع عسكري قوي ضدها. ومن المرجح أن تساهم هذه الخطوة في تفاقم الفجوة بين واشنطن وبكين.

وفي شأن ذي صلة، يعد شن الولايات المتحدة لهجوم صاروخي على القاعدة الجوية السورية، بمثابة إنذار موجه إلى بكين وبيونغيانغ فحواها أن البيت الأبيض من الممكن أن يتخذ خطوات عسكرية جادة في حال اضطر لذلك. ومن هذا المنطلق، يمكن القول أن هذا الهجوم هو مجرد تنبيه إلى خصوم الولايات المتحدة. وفي الأثناء، خلقت هذه الخطوة العسكرية تعقيدات عميقة بين واشنطن وموسكو على الساحة العسكرية السورية.

ومن المرجح، حسب المحللين والخبراء، أن تقوم روسيا بتصعيد نسق الاشتباكات في سوريا لمكافحة “تنظيم الدولة” ولتحقيق المزيد من التقدم في مجال محاربة الإرهاب وذلك بغية دفع ترامب للقبول بخوض محادثات جدية معها. وفي الأثناء، ستشهد موسكو تدهورا حادا على المستوى الداخلي، وذلك على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت روسيا، بالإضافة إلى انعدام الثقة بينها وبين أوروبا وتدهور العلاقات بينهما.

أما بالنسبة لتركيا، فستولي المزيد من الاهتمام إلى شمال العراق، حيث يدور النزاع بين القوات العربية والكردية. ووفقا لتقديرات الخبراء، تعتبر منطقة كركوك الغنية بالنفط عاملا رئيسيا للصراع التنافسي على النفوذ بين تركيا وإيران. من جهة أخرى، ستعمل الولايات المتحدة على ترجيح كفة الدول السنية بقيادة المملكة العربية السعودية في موازين القوى في الشرق الأوسط، كما أن وجهة النظر الأمريكية تجاه إيران لن تتغير.

وبالتزامن مع ذلك، ستأخذ المملكة العربية السعودية وحلفائها من دول الخليج العربي، على عاتقها مسؤولية الحفاظ على مبادئ منظمة أوبك والتخفيض في إنتاج النفط لمدة ستة أشهر أخرى. ومن جانب آخر، ستستمر الأزمة الاقتصادية والسياسية في فنزويلا، إذ تشهد البلاد نقصا في السيولة منذ فترة طويلة. وفي ظل عجز النظام الحاكم بقيادة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على معالجة هذه المشاكل الاقتصادية من المتوقع أن تتنامى الاضطرابات الشعبية والاحتجاجات ضد النظام.

على الجانب الآخر من العالم، تسير السياسة الهندية نحو التوجهات السياسية اليمينية المعتدلة، وينبثق هذا التوجه السياسي عن رئيس الوزراء الهندوسي، ناريندرا مودي عن حزب بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) وهو ثاني أكبر حزب في الهند. وفي الأثناء، سيركز زعيم هذا الحزب، الذي يدافع على القومية الهندوسية، على إعادة هيكلة واسعة النطاق للسياسة الضريبية في الهند. والجدير بالذكر أن مخططات هذا الحزب تعد واقعية وقابلة للتنفيذ نظرا لتعاظم قوة القوميين الهندوس في البلاد.

في المقابل، لن تحظى نيجيريا بفرصة فعلية لتطبيق الإصلاحات اللازمة، خاصة مع تفاقم الصراع الطائفي بين الأقليات العرقية والدينية في هذا البلد الأفريقي الذي يعيش في الفقر المدقع على الرغم من أنه من البلدان الغنية بالنفط والغاز الطبيعي. إلى جانب ذلك، تتواتر العديد من الأسئلة حول الوضع السياسي الحالي لنيجيريا ومن سيحل محل الرئيس نظرا لتعكر الحالة الصحية للرئيس النيجيري، محمد بخاري.

أما في أوروبا، يواجه قادة الدول الأوروبية تهديدا متزايدا من شأنه أن يمس بسلطتهم الفعلية في بلدانهم، وذلك حسب ما أقره الخبراء. وفي هذا السياق، تضع الانتخابات الفرنسية، التي تليها الانتخابات الإيطالية، النخبة السياسة الأوروبية أمام مرحلة من التردد وعدم اليقين والخوف من المستقبل على الصعيد السياسي والاقتصادي.

المادة مترجمة عن صحيفة أبوستروف للإطلاع على المادة الأصلية هنا




المصدر