في انتظار التهجير.. حياتهم تتوقف في حي الوعر


تستمر حركة التهجير القسري للآلاف من أهالي حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في حمص، أو كما يحب أن يسميها المعارضون في سوريا “عاصمة الثورة”، في وقت ينتظر آلاف الرافضين لتسوية أوضاعهم مع النظام، التسوية القائمة على الرضوخ لسلطة الأخير، هم بانتظار أن يحين دورهم بالصعود إلى “الباصات الخضراء”، التي تحولت إلى رمز التهجير القسري في سوريا.

وقال الناشط مجد الحمصي، الذي ما زال داخل حي الوعر ينتظر دوره للانضمام لنحو 15 ألف مهجر سبقوه إلى إدلب وريف حلب، في حديث مع “صدى الشام”، “في حي الوعر توقفت الحياة، حياتنا قد لا تتعدى اليوم الذي نعيشه، فغدًا قد يكون آخر يوم لنا في هذا الحي الذي عشنا فيه لسنوات بكل ما فيها من أحلام وألم وقهر، فأجواء التهجير والاقتلاع تخيم على الحياة بالحي، فكل الناس حزمت حقائبها وتنتظر دورها”.

 

ولفت إلى أن “كثيرًا من العائلات التي اختارت البقاء في الحي، وليس أفرادها مطلوبين أمنيًا، غادروا الحي إلى مناطق النظام في انتظار ما قد تؤول إليه الأوضاع داخل الحي”، وبيّن الحمصي أنه إلى الأن “لم يدخل إلى الحي أية مجموعات مدنية أو عسكرية من القوات النظامية، باستثناء ورش تعمل على إحاطت الحي بحواجز إسمنتية مسبقة الصنع، يقولون إن الهدف منها حماية الحي”.

وأضاف أنه “تتوفر في الحي حاليًامواد غذائية للاستهلاك اليومي، والطبية لم تعد لها أهمية كبيرة”، متوقعًا أن يصل “عدد المهجرين من الحي إلى 22 ألف شخص بين مقاتلين ومدنيين”.

وبيّن أن من “يتجول اليوم في الحي يشاهد الناس وهي تخيط حقائب وأكياس من الشوادر لحزم أمتعتهم.. ويبيعون أغراضهم للباقين في الحي بأبخس الاسعار.. ويشترون قوت يومهم من مأكل ومشرب”.

وتابع الحمصي “كما تسمع من بقي في الحي يتبادلون الأخبار الواردة ممن سبقهم إلى إدلب وريف حلب، ومنهم من غيّر وجهة تهجيره بحسب ما وصله من أوضاع تلك المناطق، حتى أن عدة أشخاص فضلت أن تقوم بتسوية أوضاعها مع النظام رغم أنها تسوية مذلة بكل المقاسات، وأن لا تُذل بالمخيمات”، وأضاف “الغالبية العظمة من التجار أجروا تسوية مع النظام”.



صدى الشام