هل خشي ترامب فضيحة تهز إدارته حتى أقال مدير "إف بي آي"؟.. هذا آخر ما فعله كومي قبل الإطاحة به


قال مصدر الكونغرس الأمريكي لوكالة رويترز، إن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي، أبلغ مشرعين قبل أيام من قرار الرئيس دونالد ترامب عزله، بأنه سعى لمزيد من الموارد للتحقيق الذي يجريه المكتب في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.

ويواجه الرئيس الجمهوري عاصفة من الانتقادات من الكثير من المشرعين الديمقراطيين بل ومن بعض أعضاء حزبه على خلفية إقالة كومي، فيما اتهمت إدارة ترامب كومي بارتكاب "فظائع" خلال توليه منصبه، ونفت أن يكون عزله مرتبطاً بتحقيق "إف بي آي" بشأن روسيا.

وقال المصدر لوكالة رويترز إن "كومي أبلغ مشرعين في الأيام القليلة الماضية بأنه طلب من وزارة العدل إتاحة موارد إضافية وبالأخص المزيد من الموظفين من أجل تحقيق روسيا".

وأضاف أن كومي أبلغ المشرعين بهذا الطلب بعد أن طلبت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، التي تجري تحقيقاً منفصلاً في الأمر، من مكتب التحقيقات الاتحادي الإسراع بإتمام تحقيقه بشأن روسيا.

وقالت ديان فينستاين أكبر أعضاء الحزب الديمقراطي باللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للصحفيين إنها فهمت أن كومي كان يسعى لمزيد من الموارد من أجل التحقيق.

وفي خطاب لوداع الموظفين قال كومي الذي عينه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إنه "لطالما كنت مؤمناً أن بوسع الرئيس أن يعزل مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لأي سبب أو بلا أي سبب على الإطلاق". وأضاف أنه لن يمضي وقتاً في التفكير في قرار ترامب أو "الطريقة التي نفذ بها".

ترامب يدافع

واجتمع ترامب مع وزير الخارجية الروسي في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، وهاجم منتقديه ووصف الديمقراطيين بأنهم "منافقون متصنعون"، ودافع عن قراره الإطاحة بكومي يوم الثلاثاء الفائت من المنصب الذي يشغله منذ عام 2013.

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء الفائت إن "عزل كومي كان بسبب إدارته لتحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي خلال عام الانتخابات في استخدام المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون لخادم بريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية".

ووفقاً لمسؤولين في البيت الأبيض فإن غضب ترامب من كومي يتراكم منذ شهور لكن نقطة التحول كانت حين رفض مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إطلاع كبار مساعدي الرئيس على شهادته قبل الإدلاء بها أمام مجلس الشيوخ في 3 مايو/ أيار 2017 عن قضية رسائل كلينتون الإلكترونية، وهو ما اعتبره ترامب ومساعدوه عملا من أعمال العصيان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إن ترامب يدرس عزل كومي "منذ يوم انتخابه" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وأشارت إلى ما وصفتها بأنها "فظائع للتحايل على سلسلة القيادة" في وزارة العدل.

كما سارع كبار الجمهوريين للدفاع عن ترامب لكن البعض وصفوا الخطوة بأنها مقلقة. وقال جيسون تشافيتز رئيس لجنة الإشراف بمجلس النواب والمنتمي للحزب الجمهوري في بيان، إنه "طلب أن يقوم المفتش العام لوزارة العدل بمراجعة قرار ترامب عزل كومي الذي كان أمامه أكثر من ستة أعوام في المنصب الذي يقضي فيه شاغله عشر سنوات".

هجوم على ترامب

من جانبهم، كثف الديمقراطيون الاتهامات لترامب بأن الهدف من إقالة كومي هو تقويض تحقيق "إف بي آي"، وطالبوا بتحقيق مستقل في مزاعم بتدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، ووصف البعض قرار ترامب بأنه محاولة للتستر على مخالفات تتصل بروسيا.

وأدهش عزل كومي واشنطن وأثار مزيداً من الجدل بشأن صلات حملة ترامب المزعومة بروسيا والتي خيمت على الأيام الأولى بعد توليه الرئاسة.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي أثناء لقاء مع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر: "ببساطة شديدة لم يكن يؤدي عمله بشكل جيد".

وردا على تقارير إعلامية أفادت بأن كومي طلب من نائب وزير العدل رود روزنستاين الأسبوع الماضي تعزيز الموارد لغرض التحقيق، قال المتحدث باسم وزارة العدل إيان بريور في رسالة بالبريد الإلكتروني: "غير صحيح على الإطلاق".

وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية في تقرير أصدرته في يناير/ كانون الثاني إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر ببذل جهود للتأثير على انتخابات 2016 شملت التسلل إلى رسائل بريد إلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريبها بهدف مساعدة ترامب.

ونفت روسيا القيام بتدخل من هذا النوع. وتنفي إدارة ترامب المزاعم بالتواطؤ مع روسيا.

ورغم أن كثيرا من الديمقراطيين انتقدوا إدارة كومي بسبب التحقيق بشأن كلينتون، فقد عبروا عن قلقهم من توقيت عزله في ظل أن ترامب كان بوسعه أن يتحرك بعد توليه منصبه بقليل، بالإضافة لتوجيهه انتقادات متكررة لتحقيقات "إف بي آي" والكونغرس في دور روسيا في الانتخابات.

وكتب ترامب في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر: "كومي فقد ثقة كل شخص تقريباً في واشنطن سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً (...) عندما تهدأ الأمور سيشكروني".

وأضاف: "الديمقراطيون يشكون منذ شهور وشهور من المدير كومي. والآن بعد إقالته يدعون الاضطهاد. منافقون متصنعون!"

شكوك بالقرار

وقال زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر إن على وزير العدل روزنستاين أن يعين مدعياً خاصاً. ودعا شومر زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل لعقد جلسات مغلقة وربما سرية يحضرها كل أعضاء المجلس لاستجواب كبار مسؤولي وزارة العدل ووزير العدل جيف سيشنسز بالإضافة إلى روزنستاين.

وقال شومر: "نعلم أن المدير كومي كان يقود تحقيقاً فيما إذا كانت حملة ترامب تواطأت مع الروس وهي جريمة خطيرة. هل كانت هذه التحقيقات تقترب من الرئيس؟"

في حين قال بول ريان رئيس مجلس النواب وهو جمهوري لشبكة "فوكس نيوز" في مقابلة إن عزل كومي "يقع في نطاق دور وسلطة الرئيس" وإنه ليست هناك حاجة لمدع خاص.

أما مارك وارنر أكبر عضو ديمقراطي بلجنة المخابرات بمجلس الشيوخ قال إنه ورئيس اللجنة الجمهوري ريتشارد بور طلبا من كومي الإدلاء بشهادته أمامها سراً الثلاثاء القادم.

وقالت اللجنة ليل الأربعاء إنها أصدرت مذكرة تطلب وثائق من مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين فيما يتصل بتحقيقها بشأن روسيا.

واضطر فلين للاستقالة في فبراير/ شباط لأنه لم يكشف عن محتوى محادثاته مع سيرجي كيسلياك سفير روسيا بالولايات المتحدة ثم ضلل نائب الرئيس مايك بنس بشأن هذه المحادثات.

وفي هذ السياق، قال ترامب إنه عقد اجتماعاً "جيداً جداً" مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وإنهما بحثا الحرب في سوريا. ويعد اجتماعهما الاتصال المعلن الأعلى مستوى بين ترامب وحكومة بوتين منذ تولي ترامب الرئاسة.

ورد لافروف عندما سأله صحفيون في وزارة الخارجية الأمريكية قبل اجتماع مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن كان عزل كومي سيلقي بظلاله على المحادثات قائلا بنبرة ساخرة "هل عُزل؟ لا بد أنكم تمزحون".

وفي مدينة سوتشي الروسية قال بوتين إن عزل كومي لن يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.




المصدر