دي ميستورا: بديل جنيف تكرار تدمير حلب في عشر مدن


لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز – سيطرت أجواء «تفاؤل حذر» في موسكو إزاء نجاح زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف واشنطن بـ «تقليص مساحة الخلاف» بين روسيا وأميركا في سورية، في وقت حذر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من أن بديل مفاوضات جنيف هو تدمير عشر مدن سورية أخرى كما حصل في حلب التي استعادتها القوات النظامية نهاية العام الماضي. في الوقت ذاته، انتشرت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية في مدينة الطبقة بعد طرد «داعش» منها، إثر وصول أسلحة أميركية ثقيلة ضمن الاستعداد لطرد التنظيم من الرقة، بالتزامن مع اندلاع اقتتال جديد بين فصائل إسلامية معارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال أمس، إن روسيا «تنظر بتفاؤل حذر إلى تطور علاقاتها مع واشنطن» بعد لقاء لافروف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، معتبراً أنه «على رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت الزيارة الناجحة، من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات حول عودة الدفء إلى علاقات البلدين».
وحملت تصريحات السفير الأميركي في آستانة جورج كرول عن أن بلاده لا تنوي الانضمام إلى مفاوضات آستانة بصفة مشارك وضامن، إشارات إلى تحفظات ما زالت لدى واشنطن حول هذا المسار. وقال كرول إن واشنطن تلقت الدعوة إلى آستانة بصفة مراقب، و «لسنا مشاركين في العملية الجارية هناك»، موضحاً أنه «حتى الآن لا توجد لدينا نية للمشاركة، بل نخطط للرقابة على سير الحوار فقط».
في جنيف، قال مسؤول إغاثة بالأمم المتحدة يان إيغلاند، إن الأمم المتحدة لا يزال لديها «مليون سؤال» في شأن اتفاق آستانة بين روسيا وتركيا وإيران. وقال إن الدول الثلاث أبلغت الأمم المتحدة أنها «ستعمل في شكل منفتح ونشط للغاية مع الأمم المتحدة والشركاء في مجال المساعدات الإنسانية لتطبيق اتفاق آستانة». وأضاف: «لدينا مليون سؤال ومخاوف لكن أعتقد أننا لا نملك الرفاهية التي يملكها البعض في التعامل في هذه اللامبالاة والقول إنه (الاتفاق) سيفشل. نحتاج إلى أن يكلل (الاتفاق) بالنجاح».
وقال دي ميستورا إن مفاوضات «عملية أكثر وقصيرة إلى حد ما» ستعقد بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف بين 16 و19 الجاري لاستغلال قوة الدفع الناجمة عن الاتفاق. وأضاف أن البديل سيكون «10 مدن أخرى مثل حلب»، في إشارة إلى ثانية كبريات المدن السورية التي استعادتها القوات النظامية نهاية العام الماضي.
ولفت الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إلى أن إسقاط الجيش الأردني طائرة من دون طيار قرب حدود سورية رسالة مفادها «أن كل من يقترب من حدودنا ويهددها سيكون مصيره القتل والتدمير». وأضاف: «نتمنى الأمن والاستقرار لسورية، لكن سنتعامل بكل حزم أمام أي محاولة لمسّ أمن الحدود».
وباشرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس عملية نزع الألغام من محيط سد الطبقة على نهر الفرات بعد يوم من نجاحها في طرد تنظيم «داعش». وأعلنت أن التنظيم شن هجوماً جديداً بهدف استعادة الطبقة بعد يوم من استكمال الطرف الأول سيطرته عليها وعلى سدها المجاور بدعم أميركي مباشر.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية «تمكنت من التقدم في حي القابون الدمشقي»، مشيراً إلى سيطرتها على كتلة سكنية في محيط مسجد التقوى ومحطة الكهرباء الواقعة عند الأطراف الشمالية الشرقية للحي، في وقت أشار «المرصد» إلى أن «فيلق الرحمن» داهم مقرات لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» في مدينة عربين بغوطة دمشق الشرقية بعد أيام من اقتتال بين «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» التزمت «أحرار الشام» الحياد إزاءه.



صدى الشام