3 قتلى أشقاء من ميليشيات النظام: تكريمٌ أمام العدسات وعائلاتٌ على حافة الموت


رشا دالاتي: المصدر

من بين آلاف القصص التي تطفو على السطح عن إهمال حكومة النظام لذوي قتلاه الذين قدموا أرواحهم حفاظاً على كرسيّ بشار الأسد، خرجت اليوم إلى العلن قصة ذوي ثلاثة قتلى أشقاء، من عائلةٍ مواليةٍ تقطن حيّ المهاجرين في حمص.

صورة جمعت الأشقاء الثلاثة في أحد الشوارع الرئيسة في الحيّ، فيما يبدو أنه تقديرٌ لـ “تضحياتهم”، لكنّ منزلهم يخفي قصة مأساةٍ نقلها موقعٌ موالٍ للنظام، لثلاثة أرامل احترن كيف يحصلن على لقمة الخبز لأطفالهن، وأبوين أنهكتهما الأسقام دون أن يكترث بهم أحد.

يوسف وحسن وسمير، أولاد صالح الضاهر، قتلوا جميعاً في معارك ضدّ كتائب الثوار بجانب الجيش الذي يدافع عن كرسي الحكم في سوريا، في معارك منفصلة، ومع ذلك لم يتذكر أحدٌ ذويهم وأبناءهم بما يسدّ رمقهم، ويغنيهم سؤال الناس.

أرملتا الشقيقين الضاهر، ندى اليوسف وربى رستم، وجدتا عملاً في “ترويب ” اللبن وغسل الطناجر في معمل صغير في حي المهاجرين لتعودا إلى المنزل لتشرفا على دراسة الأطفال.

تقول ربى زوجة يوسف ضاهر إن زوجها تطوّع في القوات الخاصة وفُقد في معارك كسب منذ أربع سنوات، وشهد من كان معه بمصرعه إلا أن حكومة النظام لم تعترف بمقتله، ومنحتهم بطاقة “مفقود” فقط، وتضيف “أنا أعيش الآن مع اولادي الثلاثة في منزل ذويه وتعويضه الشهري لا يكفينا، فلذلك بحثت عن عمل يطعم صغاري ويعلمهم”.

وعن عملها، قالت “أنا بغسل طناجر بـ 12 ألف ليرة بالشهر وما عندي غير يوم واحد عطلة وداومي وساعات عملي طويلة، بروح سبعة الصبح برجع خمسة المسا، أنا ما بميز هلا بين المسؤول والطنجرة، برأيي كلهم بدهم تنضيف”.

ويضيف المصدر أن ندى اليوسف زوجة سمير في تشاركها العمل في ورشة ألبان في حي المهاجرين وبذات الراتب 12 ألف شهرياً، فزوجها لقي مصرعه في تلبيسة بريف حمص الشمالي ولديها 4 بنات.

أما الأب، والد القتلى الأشقاء الثلاثة فهو مصاب بمرض السكري وقلبه سقيم، يقول الموقع الموالي عنه إنه “يعد ساعات النهاية، وأمل اللقاء بالأولاد، حاملاً في وجهه الشاحب خطوطاً أ كثر من خطوط الطول والعرض في مجسم الكرة الأرضية، وتجاعيد تبدو كمقبرة شهداء متكاملة”.

وأم خضر، لم يعد قلبها يحتمل الكثير من الدقات، فالأولاد الذين رعتهم حتى كبروا، وزوّجتهم، هم الآن مجرد ذكريات وصور، ولا أحد يرثي لحالها ولحال أراملهم وأطفالهم.





المصدر