نادي جامعة تشرين السينمائي…الذهنية الوصائية


عارف محمود

استعاد النادي السينمائي في جامعة تشرين نشاطَه مع بداية موسم الفصل الدراسي الثاني في هذا العام. يتسع النادي لـ 550 شخصًا، وسعر تذكرة الدخول 50 ليرة سورية، وتُقدّم العروض السينمائية في فترتي اليوم الصباحية 12 ظهرًا، ويعاد الفيلم نفسه الساعة 3 بعدَ الظهر.

قال مدير النادي السينمائي مروان أحمد لـ “صحيفة الوحدة” المحلية: “النادي يتبع للمكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة، سياسيًا، وماليًا، وثقافيًا، أي إن التوجيهات وخطط العمل تأتي عن طريقه”.

وعن كيفية اختيار الأفلام في النادي أضاف أحمد: “يتم انتقاء الأفلام بناءً على القوائم المقترحة من قبل الطلبة وتُستبعد أفلام هوليوود التي تروّج للبطل الأميركي الخارق، وتُختار الأفلام التي تحقق شعار النادي، وهو “نحو ثقافة سينمائية طلابية جادة”.

علّق الطالب الجامعي حمزة: “الادعاء بأن الأفلام من اختيار الطلبة ليس إلا التفافًا لتبرير الذهنية الوصائية التي يمارسها اتحاد الطلبة وهيئاته الإدارية في الكليات الجامعية”، ويؤكد حمزة أن محاولاته مع زملائه لتقديم عروض سينمائية تفتح آفاقًا اجتماعية، سياسية، ثقافية، لتجارب شعوب العالم أمام الطلاب تُؤجَّل وتُلغى دائمًا”. وعند اطلاعه على قائمة الأفلام المقرر عرضُها في النادي السينمائي، في جامعة تشرين خلال شهر أيار الجاري، قال حمزة: “جدول الأفلام المقررة يتضمن 12 فيلمَ رعب من أصل 30 فيلمًا، والباقي منوّع بين دراما واقعية ورومانسي وكوميدي. ألا يكفينا كل الرعب الذي نعيشه منذ ست سنوات من دون انقطاع لكي نشاهد كل هذه الأفلام الهوليوودية المرعبة!”.

افتُتح النادي السينمائي في جامعة تشرين، في آذار 2007، وأذكر أنه كان محطة جيدة في سنواته الثلاثة الأولى، وكانت مجموعة الشباب المشرفين على اختيار الأفلام ينتقون أفلامًا أوروبية وإيرانية تحمل صبغة إنسانية في مجملها مبتعدين قدرَ الإمكان عن أفلام هوليوود العنيفة. وأذكر أني تعرفت إلى الممثل الإيرلندي (دانييل دي لويس) عبر شاشة هذا النادي بواسطة فيلمه البديع “كائن لا تحتمل خفته” المأخوذ عن رواية التشيكي (ميلان كونديرا) التي يحمل الفيلم اسمها. وكان النادي فرصةً للتعرف إلى الأفلام بسيطة الإمكانات، أصيلة المحتوى في عدم التنكر للوجدان الشعبي للناس البسطاء والالتحام مع آلامهم مثل فيلمي الإيراني مجيد مجيدي “أطفال السماء” و “باران”.

كذلك كان النادي أيضًا فسحة ممتازة لإغناء ذهن الطالب غير المختص، بمفردات العمل البصري، عن طريق اللقاء بفنانين سوريين كالمرحوم نضال سيجري الذي كان له جهد لعمل شيء جدّي وهادف بين الشباب الجامعي، من خلال تنشيط مسرح الجامعة، عبر ورشات تدريب مسرحي وعروض تُقدّم على مسرح المركز الثقافي في اللاذقية، لكن مشروع نضال لم يكتمل، مع الأسف، لغياب العمل المؤسساتي المستمر وارتباط المبادرات بالفرد؛ فتزول بزواله.

ترى الطالبة رهف أن وجود النادي فرصةٌ جيدة للقاء الشباب الجامعي المهتم بالعمل السينمائي والتعرف إلى المشروعات السينمائية القصيرة التي يقومون بها، ولكن المشكلة تكمن دومًا في عدم الثقة بالشباب؛ فأي فيلم قصير يحاولون تنفيذه يُتدخَّل فيه ويُعدّل، من السيناريو إلى مواقع التصوير! وتقول رهف عن تجربتها مع اتحاد الطلبة لتنفيذ فيلم قصير: “رُفض سيناريو فيلمِي؛ لأنه يتكلم عن شخصيات طلابية من عدة طوائف في المجتمع السوري، ويحوي مشهدًا، لا يتجاوز الدقيقة ونصف الدقيقة، عن فساد أستاذ جامعي ومحاولاته اللاأخلاقية مع طالبات الجامعة”. وأضافت: “يريدون طلابًا من دون فاعلية، ويحاولون أدلجة أي فكرة نطرحها لصالحهم، وهذا أمرٌ لا يمكن قبوله في عصر الاتصالات الحديثة والفضاء المفتوح”.




المصدر