on
في دير الزور… الرعاية الصحية حكرٌ على مبايعي (داعش) والمدنيون خارج الحسابات
مراد الأحمد: المصدر
تفتقر مدينة دير الزور لأدنى جوانب الرعاية الصحية، وما يقدَّم فيها لا يرقى للرعاية الصحية بالمعنى الحقيقي، فلا أطباء متخصصين ولا ممرضين أو فنيين مجازين ولا صيادلة، ولا حتى من له صلة بالطب، وفي ظل ذلك يعاني المدنيون من إهمال مستشفيات تنظيم “داعش” لهم، واهتمامها بعناصر ومبايعي التنظيم.
الممرضون المتواجدون في مستشفيات دير الزور هم عمال ومراقبون كانوا يعملون في المستشفى قبل سيطرة التنظيم على المدينة، وتعلموا بعض الخبرات والإسعافات الأولية، وأصبحوا ممرضين، بعد تهجير التنظيم للكوادر الطبية التي كانت تعمل في هذه المستشفيات إبان سيطرة الجيش الحر سابقاً على المدينة.
يتواجد في مدينة دير الزور مستشفى وحيد يعمل حتى الآن، معروف باسم “فارمكس”، إضافة لوجود مستشفى ميداني صغير أشبه بالعيادة، مختص بالأطفال، وتم دمج التوليد والنسائية معه بعد خروج المستشفى النسائي والتوليد عن الخدمة بشكل كامل، جراء استهدافه بغارات من الطيران الحربي التابع للنظام.
ويدير المستشفى المسؤول الطبي في المدينة، المدعو “أبو النور”، الذي ليس له علاقة بالطب أو التمريض، وتم تعيينه مديراً للمستشفى فقط لأنه مبايع للتنظيم، ونائبه “أبو العباس” يصفه الأهالي بأنه شخص انتهازي وصل لهذه المرتبة بالولاء والانصياع لأوامر التنظيم.
والمعاملة في المستشفى والأفضلية في الرعاية للمبايعين من عناصر التنظيم، وأما العوام فلا يقدم لهم شيء، ولا أقل ما يحتاجونه من الطعام والدواء اللازم.
وقد أغلق التنظيم الصيدلية التي كانت تابعة للمجلس المحلي أيام سيطرة فصائل الجيش الحر على المدينة، والتي كانت تقدم الدواء بالمجان للأهالي، بحجة تمويلها من قبل “الكفرة والمرتدين”، حيث كانت تلك الصيدلية المجانية باب عطاء وتخفيف للأعباء المالية الملقاة على كاهل المدنيين، ليصبح الدواء غير متاح بالمجان إلا لمبايعي التنظيم، ويصرف بموجب وصفة، أما العوام من المدنيين فعليهم شراء ما يحتاجونه من الدواء على نفقتهم الخاصة.
وروى “أبو عبد الله”، أحد أبناء دير الزور، لـ (المصدر)، ما جرى مع ولده، وقال إنه بعد إصابة ولده “عمر” بشظايا قذيفة، تم نقله إلى مستشفى “فارمكس”، وسأله الكادر الطبي إذا كان ولده من المبايعين أم من العوام “المدنيين”، فأجاب أنه من العوام، فتُرك لوحده، وتسارع الممرضون يسألون الجرحى عن المبايعين من عناصر التنظيم لعلاجه، ما اضطر “أبو عبد الله” لنقل ولده فوراً لمدينة الميادين في ريف دير الزور، وإدخاله مستشفى خاص ليتلقى العلاج اللازم.
وقال “أبو محمد”، أحد أبناء دير الزور أيضا، إنه تم تشغيل مستشفى الأطفال بعد قصف مستشفى التوليد في المدينة، وتم دمج التوليد والنسائية والأطفال في مكان واحد، يتعرض للقصف بشكل دائم.
وأضاف في حديث لـ (المصدر)، “نضطر للذهاب إلى هناك، فعندما حان موعد ولادة زوجتي نقلتها إلى المستشفى، وطُلب مني فوراً تسديد مبلغ 5 آلاف ليرة سورية رسوم التوليد”.
وأردف “في حالات القصف تتنقل سيارات الإسعاف بسرعة كبيرة لمكان الحدث، ولكنهم يسألون هل من مبايع بين الجرحى، فإذا كان الجواب لا، ترفض السيارات غالباً نقل العوام للمستشفى، وتعود أدراجها لأنها تعمل فقط من أجل المبايعين، ويقوم المدنيون بنقل جراحهم بأنفسهم في أغلب الأحيان”، على حد قوله.
المصدر