مصادر تنفي سيطرة النظام على حي القابون
14 أيار (مايو - ماي)، 2017
محمد كساح: المصدر
نفت مصادر مطلعة الأنباء التي يروج لها إعلام النظام عن سيطرة قوات النظام على حي القابون شرقي دمشق.
وقال مصدر صحفي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن النظام لم يسيطر على المنطقة بل كل ما هنالك أن ثوار الحي انسحبوا من نقاط (الحفيرية) تنفيذاً للاتفاق الذي تم يوم الجمعة.
ونفى المصدر، في حديث لـ (المصدر)، المعلومات التي تحدثت عن إغلاق فيلق الرحمن لطريق الإمداد من الغوطة نحو القابون، مشيراً إلى أن الفيلق سعى إلى عدم مغادرة أي من مقاتلي الغوطة نحو القابون بحجة المؤازرات، خوفاً من خروج هؤلاء نحو الشمال السوري ضمن الاتفاق الذي تم يوم أمس.
وفي المقابل، قال مصدر خاص لـ (المصدر)، إن السبب في الوضع السيء داخل القابون هو فيلق الرحمن الذي يمنع الجميع حتى جيش الإسلام من مؤازرة مقاتلي القابون.
وأوضح المصدر بالقول “الفيلق معه خط الإمداد الوحيد نحو القابون. ولا يرسل مؤازرات، ومنع جيش الإسلام أيضا، وهو مشغول بحملة تصفية داخل الغوطة. وقطاع الفيلق انهار تماماً منذ أيام، وتمكن النظام من التوغل لعمق القابون”.
وكتب الناشط قصي عبد الباري على صفحته الشخصية على فيسبوك “القابون حتى هذه اللحظة تحت سيطرة الثوار ولا صحة لما تناقلته وسائل إعلام النظام عن سيطرة النظام على الحي”.
وتابع الناشط متحدثاً عن الوضع الذي يراه في القابون “كل شيء بات واضحا… الفيلق يهددنا في حال انسحبنا باتجاه الغوطة فإنه سيقوم بسحب سلاحنا كاملا، وهيئة تحرير الشام تتوعد مقاتلي جيش الإسلام في القابون باستئصالهم في الساعات القادمة، وقوات النظام تهددنا في حال عدم الاستسلام فإنها ستفني الحجر والبشر بشكل كامل… شو نعمل؟”.
التهجير غداً
شبكة (صوت العاصمة) المعارضة قالت قبل قليل إن “الدخان المتصاعد من شرق دمشق ناجم عن إحراق فصائل المعارضة لبعض المنازل والمقرات قبل الخروج غداً إلى الشمال السوري”، في حين أشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى اتفاق تم التوصل إليه يوم الجمعة يقضي بترحيل مقاتلي القابون وعائلاتهم يوم الأحد نحو الشمال السوري.
وبدورها نشرت صحيفة “المدن” اللبنانية تفاصيل حول الاتفاق الذي جاء فجأة، وقالت “بعد انتشار شائعات تنفي استكمال المفاوضات حول الحيين، وإصرار بعض قادة المعارضة العسكرية لفشل التفاوض مع النظام واستئنافه للحملة العسكرية من جديد، دخل المفاوض عن طرف المعارضة أبو عبدو البارون، إلى تلك الأحياء، منتصف ليل الخميس/الجمعة، معلناً التوصل لاتفاق، طالباً من الموجودين في حي تشرين، بمن فيهم النازحون من حي القابون، من الراغبين بالخروج، بالتهيؤ للإخلاء إلى الشمال بعد ساعات، بالتزامن مع خروج حافلات التهجير من حي برزة المجاور”.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادرها إلى أن الدفعة الثالثة التي ستقل ثوار القابون ربما ستخرج غداً الأحد.
الدفعة الثانية
وغادرت فجر الجمعة الفائت حافلات تضم مقاتلي حي تشرين الدمشقي بالتزامن مع خروج الدفعة الثانية من ثوار حي برزة المجاور إلى محافظة إدلب.
وفي وقت سابق قال الناشط قصي عبد الباري إن قرابة 11 حافلة حملت مقاتلي حي تشرين وغادرت فجر الجمعة نحو إدلب شمالي سوريا.
وأضاف لـ (المصدر) “الاتفاق أتى بصورة فجائية لنا… لم نشعر إلا والحافلات في انتظار المقاتلين… بعد تشرين سيأتي دور القابون”.
ونشرت صحيفة “الوطن” الموالية صوراً لحي تشرين خالياً من المقاتلين حيث دخلت قوات النظام إليه عقب مغادرة الثوار.
وقالت الوطن إن “صباح يوم الجمعة شهد وبشكل مفاجئ خروج أكثر من 400 مسلحاً مع عائلاتهم من مناطق سيطرتهم داخل حي تشرين والقريب من القابون ليصبح الجيش السوري مسيطراً بالكامل على هذا الحي”.
وفي الأثناء، تحدث المكتب الإعلامي لحي برزة عن خروج 8 حافلات من الحي نحو مدينة إدلب، وقال المكتب إن الدفعة الثانية تقل أكثر من 300 شخص بين مقاتلين وعائلاتهم.
المقاتلون تعبوا
بالنسبة للدفعة الثالثة التي ستخرج من أحياء شرقي دمشق فستؤدي إلى إخلاء حي تشرين والقابون تماماً وفقاً للعديد من المصادر.
“المقاتلون حزموا أمتعتهم بانتظار الحافلات”، هذا ما قاله مصدرنا متحدثاً عن القابون، متابعاً “الجميع تعب من المعارك …”.
وفي 19 شباط الفائت أغلق النظام معبر برزة خانقاً أحياء دمشق الشرقية في حين كانت قواته تشن هجمات عنيفة على بساتين برزة وأحياء القابون وتشرين وحرستا الغربية.
وأدت المعارك لسقوط بساتين برزة وأجزاء كبيرة من حرستا وتشرين في يد النظام. وتمكن النظام أخيراً من الفصل بين حيي القابون وبرزة محاولاً الاستفراد بكل منطقة لتسهيل فرض السيطرة عليها.
واستخدم النظام ماكينة حربية قاسية على الأحياء الشرقية. وأدى القصف العنيف لتدمير أجزاء كبيرة داخل المنطقة لاسيما القابون وتشرين.
وبعد الدفعة التي ستخرج غداً سيسدل الستار على أحياء تشرين والقابون بعد ثلاثة أشهر من القتال. وسيبقى الجيب المكتظ بـ 40 ألف نسمة في حي برزة تحت سيطرة المعارضة حتى انتهاء عملية التهجير.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]