جبهة “الإنقاذ الوطني” والسلام مع إسرائيل
15 أيار (مايو - ماي)، 2017
microsyria.com عبد العزيز عجيني
لقد دفع السوريون ثمنا باهظا لقاء تشربهم نظرية المقاومة والممانعة التي زرعها حافظ اسد وزمرته في عقول السوريين. فقد دأبت الزمرة الحاكمة في سوريا ولعقود على ترويج فكرة الصراع مع إسرائيل. هذا الصراع الذي بدا وكأنه لن ينتهي ولن يتطور الى حرب وشكل ذريعة لاستغلال السوريين وتحويل حياتهم لجحيم لا يطاق. لقد فتن السوريون بنظرية المقاومة والممانعة وهي نظرية قدمتها ورعتها لإيران وحلفاءها.
وعندما انطلقت الثورة السورية وكشفت زيف هذه النظرية، فقد بدا السوريون حائرين منذهلين حول كيفية ترتيب أعدائهم. ومع مرور الوقت فقد سنحت الفرصة لأولئك الذين لم يصدقوا يوما تلك النظرية البائدة ” نظرية المقاومة والممانعة” والذين ما اعتقدوا للحظة أن نظام الأسد كان في عداء مع إسرائيل. كانت فرصة لهم رغم أن كثيرا من السوريين لم يكن يعرف لماذا كان يصدق تلك النظرية التي أدخلت في عقولهم بفعل البروباغاندا. لم يكن الكثيرين يعرفون أسباب عدائهم لإسرائيل وحبهم لمن يدعي مجابهتها.
المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني-فهد المصري
المنسق العام في جبهة الانقاذ الوطني “فهد المصري”، قال خلال حديث صحافي لإحدى المواقع الإلكترونية: “جبهة الإنقاذ الوطني في سورية ليست حزباً ولا تيارا سياسيا بل إطار وطني جامع يتجاوز مسألة المعارضة والموالاة إلى الحالة الوطنية الأشمل نتيجة وصول سورية إلى أعلى مراحل الخطروتجاوزه كل الأطراف السورية نظاما و موالاة وصامتين و معارضة و تضم المدنيين والعسكريين في مسار وطني واحد للخلاص وإنقاذ سورية وسورية ودون أي تمييز.”
وأضاف المصري، “الدافع بالسلام السوري الاسرائيلي قمنا بتأسيس منظمة سوريون و يهود وتضم المئات من النشطاء ودعاة السلام من الاسرائيليين والسوريين والمنادين بالسلام وحاليا خلال فترة قياسية اصبح للمنظمة تمثيل في القدس وتل ابيب وحيفا والرياض و باريس وفيينا وبرلين وبروكسل واوسلو و لندن ونيويورك وواشنطن وليس انجلوس وفلوريدا وسان فرانسيسكو”.
شعار جبهة الإنقاذ الوطني
كما قال المصري: “اغلب اللاجئين الفلسطينيين في سورية اما مع نظام الاسد او مشاركين في الميليشيات التي تقاتل لجانبه وكذلك اغلب القوى السياسية الفلسطينية وعلى راسها السلطة الفلسطينية وفتح وحماس والجهاد كما ان اغلب اللاجئين العراقيين تحولوا ايضا للقتال في الميليشيات الشيعية العراقية على الاراضي السورية، اللبنانيون ايضا طعنوا الشعب السوري وخانوه من خلال مشاركة حزب الله في القتال او من خلال الاساءة للاجئين السوريين في لبنان بعد كل هذه الخيانات لا بد من اعادة تقييم لكل المفاهيم والمواقف فسورية والشعب السوري فتح ذراعيه لكل من لجأ اليه وكل من لجأ اليه طعنه بالظهر”.
كان استمرار العداء المفبرك بين النظام الأسدي وإسرائيل لعقود هو حجر الزاوية في ديمومة نظام الأسد ولهذا لم يكن حافظ راغبا بتوقيع معاهدة سلام مشرفة مع إسرائيل حسب شهود عاصروا المفاوضات في ذلك الحين.
لهذه الأسباب انبرت نخبة من المثقفين السوريين لأخذ زمام المبادرة وتأسيس ” جبهة الإنقاذ الوطني في سورية” لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة التي غزت عقول السوريين لعقود. السوريون أمضوا حياتهم يقاتلون أو يستعدون لمقاتلة إسرائيل في الوقت الذي كان الفلسطينيون أنفسهم يجهدون لصنع السلام مع الإسرائيليين.
وكان الأسوأ قادما عندما بدأ العديد من الفلسطينيين القتال ضد الشعب السوري الثائر لمصلحة نظام الأسد. لقد قاتل الفلسطينيون في سبيل بقاء الأسد في السلطة وانخرطوا مباشرة في الصراع والحرب ضد الشعب السوري.
تعمل جبهة الانقاذ الوطني جاهدة لتفنيد ذلك العداء الملفق بين بين السوريين والإسرائيليين ولذلك أطلقت منتدى للحوار الوطني بمقاربة سياسية جديدة للصراع مع إسرائيل. تعتبر جبهة الإنقاذ أن السلام مع إسرائيل أصبح ضرورة ملحة للسوريين والإسرائيليين على حد سواء.
تقوم نظريتهم على منظور مستقبلي لكلا الشعبين. فهم في جبهة الإنقاذ يعتقدون أن الصراع مع إسرائيل يجب ينتهي وإلى الأبد. لابد من صنع السلام لحياة أفضل للأجيال القادمة والمنطقة برمتها. لقد تعبت شعوب المنطقة من هذه الإيديولوجيا البالية التي رعاها وعززها منظرون على جانبي الصراع.
هذه المقاربة بدأت تحقق زخما بين السوريين بعد أن استفاقوا من تخدير النظرية الزائفة لمحور المقاومة والممانعة وذلك بعد أن اكتشفوا أن من جرفهم الى ذلك هم أنفسهم من يدمرون سورية الآن ويقتلون شعبها (إيران ونظام الأسد وحزب الله اللبناني).
ستكون سوريا حسب اعتقادهم أفضل واحة للسلام والازدهار والديمقراطية في الشرق الأوسط إذا من تم صنع السلام وذلك لكونها غنية بمواردها الطبيعية والبشرية إضافة لموقعها الاستراتيجي المتميز. لقد خاطبت جبهة الإنقاذ الراي العام الإسرائيلي عدة مرات عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وفي مقابلات عديدة لتعبر عن مقاربتها للسلام. يبدو أن هناك صدى لتلك الحركة في الشارع السوري وكما أن عدد لإسرائيليين الراغبين في السلام مع الجوار في تزايد مستمر.
كما تدعوا جبهة الإنقاذ جميع السوريين في بياناتها، للالتفاف حولها والتعبير عن تضامنهم مع هذا التوجه وذلك من أجل مستقبل أفضل للسوريين والمنطقة.
- 135