في ظل الحرب… (الحجامة) تنتشر في إدلب كطب عربي بديل


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

يتّجه الكثير من السّوريين للعودة إلى الطّبيعة وخاصّة مع ظروف الحرب، والتي شهدتها البلاد وامتدّت لسنوات، وبسبب قلّة الخدمات الطبّية وصعوبة تأمين الأدوية والعلاج الفعّال، يجد السّوريون في الطّرق العلاجيّة القديمة راحة لهم، ولا سيما (الحجامة)، والتي انتشرت بشكل كبير مؤخّراً.

كانت الحجامة في السّابق تعتمد على أشخاص عاديّين، وأدوات بسيطة، وتغيب في كثير من الأحيان الأدوات الحديثة، وحتى كانت تستخدم هذه الأدوات أكثر من مرّة وبتعقيم بدائي بسيط، مما يضر بالشخص أكثر ما يفيد، وكانت تستخدم النّار من أجل إتمام عملية خروج الدّماء من الجسم.

ويبدأ موسم الحجامة في فصل الربيع، حيث يكون الجسم في بداية نشاطه مع الخروج من فصل الشّتاء، وتكون في ساعات الصّباح الأولى، قبل تناول الطّعام، وتستمرّ عمليّة الحجامة لمدّة عشرين دقيقة، وتدخل فيها الأدوات الجراحيّة.

وتكون الحجامة عن طريق أدوات خاصة، موجودة في كثير من الأحيان، ويتم تعقيمها باستمرار بعد كل استعمال، وهي عبارة عن كؤوس لها ثقب خلفي ويتم وصل جهاز يقوم بشفط الهواء من داخل الكأس، مما يؤدّي إلى حدوث انتفاخ في الجلد ومنه يخرج الدم. وللحجامة أماكن محدّدة من الجسم.

وقال “أحمد العيسى”، أحد أشهر المختصّين بالحجامة، في الريف الجنوبي لإدلب: “الحجامة سنّة عن الرّسول محمد (عليه الصلاة والسّلام) كان يستخدمها في علاج الكثير من الأمراض، وللحجامة أماكن خاصّة في الجسم، وأوقات محدّدة من السّنة، في الأيام المفردة من الأشهر القمريّة، وهي عمليّة قديمة حديثة من أجل إخراج الدماء الفاسدة من الجسم، والتي يعجز الكبد عن التّخلص منها”.

وأردف العيسى في حديث لـ (المصدر): “الحجامة هي علاج ووقاية من الأمراض، ولكل مرض في الجسم منطقة حجامة خاصة به، كما تساعد الحجامة في تنشيط الدّورة الدمويّة”.

وبالنسبة لعمر الشخص وجنسه، أوضح العيسى أنه “من المفروض أن يكون عمر الشّخص الذّكر فوق سنّ العشرين، وأن يكون غير مريض بأمراض مزمنة مستعصية، وأما بالنسبة للنّساء تكون الحجامة بعد سنّ اليأس، وذلك بسبب موضوع الدّورة الأنثويّة”.

ومع ضعف الخدمات الطبّية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ومع قلّة الاختصاصات في سوريا، وبسبب ارتفاع أسعار الدّواء وعدم توفّره، يجد السّوريون في العودة إلى الطّبيعة نجاة لهم من أمراض عديدة ازدادت مع ظروف الحرب.

في ظل الحرب… (الحجامة) تنتشر في إدلب كطب عربي بديل

.





المصدر