واشنطن تتهم الأسد بحرق جثث معتقلي سجن صيدنايا


عاصم الزعبي

قال ستيوارت جونز -القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميريكي لشؤون الشرق الأدنى- في إفادة صحفية لوزارة الخارجية، أمس الإثنين: إن الولايات المتحدة لديها دليل على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا العسكري.

وأضاف جونز أن “مسؤولين أميركيين يعتقدون أن المحرقة يمكن أن تُستخدم في التخلص من الجثث في سجن صيدنايا، حيث يُعتقد أن حكومة الأسد أمرت بعمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء، خلال الحرب المستمرة في سورية، منذ نحو ست سنوات”.

وأكد جونز أن “مصادر موضع ثقة كانت تعتقد أن الكثير من الجثث تم التخلص منها في مقابر جماعية، وأن النظام أقام محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا، حيث يمكن التخلص من رفات المعتقلين من دون ترك أي دليل”.

كما أضاف جونز أن “الولايات المتحدة تعتقد أن محرقة الجثث يمكن أن تكون استُخدمتْ للتغطية على عمليات القتل الجماعية في السجن، وسوف تقدم الدليل على ذلك إلى المجتمع الدولي”.

وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت، في شباط/ فبراير من العام الحالي، تقريرًا عن سجن صيدنايا العسكري، حمل عنوان (المسلخ البشري)، تحدث عن قيام النظام السوري بإعدام آلاف المعتقلين خارج نطاق القضاء العادي، في عمليات شنق جماعية تُنفذ ليلًا، حيث قدّر التقرير عدد الضحايا من المعتقلين الذين أعدموا بنحو 13 ألف معتقل. وأوضح التقرير حينئذ أن جثث المعتقلين تُنقل إلى مشفى تشرين العسكري، لتُسجّل، وتُعدّ شهادات وفاة تنحصر في توقف القلب، ثم تُدفن في مقابر جماعية في قرية نجها، أوفي بلدة مضايا غربي دمشق، في أرض تابعة للفرقة العاشرة من جيش النظام.

ومن ضمن شهادته، قال منير الفقير -وهو معتقل سابق في سجن صيدنايا- لـ (جيرون): “بعد أن عدت إلى سجن صيدنايا في أواخر صيف عام 2013، بعد أن استدعيت إلى الاستخبارات الجوية، حدثني العديد من المعتقلين أن روائح حرق الجثث ملأت المهاجع في تلك الفترة، وقد سرت إشاعة بين أهالي المعتقلين أن حريقًا ضخمًا نشب في الطوابق العليا من السجن”.

وأضاف الفقير: “تسربت عدّة أخبار، عام 2014، عن محرقة قدمتها إيران للنظام، للتخلص من جثث المعتقلين، موجودة في مستشفى حرستا في ريف دمشق، وذلك بعد ظهور الصور المسربة (صور سيزر)، لإخفاء الأدلة على جرائم القتل بحق المعتقلين، كما أن هناك معلومات سُربت من داخل النظام، ومن سكان الأحياء المحيطة بمستشفى المزة العسكري 601، عن روائح مخرشة، ناتجة عن بركة أسيد أُنشئت قرب المستشفى في صيف 2014، للتخلص من جثث المعتقلين، وأيضًا بعد فضيحة الصور المسربة.

صدرت تقارير عديدة حول الانتهاكات في سجن صيدنايا خلال السنوات الماضية، إضافة إلى المعلومات المؤكدة التي جمعتها منظمات حقوقية عديدة من خلال توثيق ما يجري فيه، وجاء كل ذلك ليصب في تصريحات المسؤول الأميركي الذي لم يبد خلال حديثه أي تفاؤل تجاه ما يُسمى (مناطق خفض التوتر)، وقال إنه في ضوء فشل الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار هناك ما يبرر شكوك إدارته، وقال إن على نظام الأسد وقف كل الهجمات على المدنيين، وعلى قوات المعارضة، وأكد في الوقت نفسه مسؤولية روسيا وإيران، عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد، مشيرًا بذلك إلى ما بدأ به حديثه عن محرقة سجن صيدنايا.




المصدر