‘“حزب الله” ينقل مقاتلين إلى جنوبي وشرقي سوريا’
16 أيار (مايو - ماي)، 2017
عملت ميليشيا “حزب الله” اللبناني مؤخراً على سحب عدد من عناصرها من عدّة نقاط كانت تعد مراكز عسكرية كبيرة لها في سوريا، كالقلمون وتدمر والقصير، ونقلهم إلى نقاط أخرى مشتعلة كدير الزور حيث يتمركز مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في عدد من الأحياء هناك. بالإضافة إلى نقل عناصر آخرين من الحزب إلى مناطق جنوبي سوريا.
وأفاد مصدر مطلع من فصائل المعارضة في درعا، لـ صدى الشام، بأن قسماً من مقاتلي ميليشيا حزب الله تم نقلهم منذ أيام إلى درعا والقنيطرة على وجه الخصوص، خوفاً من أي تقدم من يمكن أن تحققه الفصائل في الأيام القادمة، خاصة مع وصول عدد من مقاتلي وقيادات هيئة تحرير الشام من مدينة إدلب إلى محافظة درعا، بحسب المصدر.
وأشار إلى أن “حزب الله” يعيد تموضع قواته داخل سوريا وإشراكها في معارك جديدة سيخوضها النظام في المناطق التي ما زالت خارجة عن سيطرته، رغم اتفاق تخفيف التصعيد والتي تعد درعا من ضمنه”.
بدوره أكّد الناشط الإعلامي، أبو محمد الديري، لـ صدى الشام أن “حزب الله” نقل ما يقارب ألف مقاتل إلى دير الزور، معظمهم ممن شاركوا في معارك السيطرة على تدمر والقلمون، وأضاف أنه قد تم سحب هؤلاء إلى دير الزور لمواجهة “داعش” في الأيام القادمة.
وطبقاً لآخر التحركات العسكرية فإن النظام وحزب الله يسعيان إلى السيطرة على معبر التنف الواصل بين كل من سوريا والعراق، والذي يعد ممراً استراتيجياً مهماً بالنسبة لميليشيات إيران في سوريا، للحصول على الأسلحة والذخيرة من العراق.
ويحاول “حزب الله” من خلال تحركه شرقاً أن يعطي انطباعاً بأنه يشارك في “قتال الإرهاب”، ويقف بجانب الدول العظمى في مواجهة “داعش” في سوريا، خصوصاً في ظل التركيز السياسي والإعلامي الدولي على تلك المنطقة المهمة.
ويُنظر إلى خطوة “حزب الله” عسكرياً نحو دير الزور ودرعا، على أنها مسعى لتحقيق هدف أساسي يتمثل بتوسيع مناطق عمله ونفوذه وإثبات قوته وتواجده في كلتا المنطقتين الساخنتين.
فـ “حزب الله”، وبحسب الديري، باتت مخططاته استراتيجيةً سياسية يبحث من خلالها عن إمكانية تقديم نفسه على أنه شريك قوي وخيار صحيح في مواجهة الإرهاب و”داعش”، بالمشاركة مع إيران وقواتها المتواجدة على الأراضي السورية.
وعلى هذا الأساس يمكن القول أن عمليات الانسحاب التي قام بها “حزب الله” اللبناني من نقاطه المختلفة في سوريا، لم تكن انكفاءاً عن الحرب السورية كما فسّرها بعض المراقبين، وإنما إعادة تموضع وتوزيع قوات من المناطق الهادئة والتي باتت بالكامل تحت سيطرته وإدارة قياداته كما حصل في القصير والقلمون، إلى مناطق جديدة ومحاولة ضمّها إلى سيطرته.
من الجدير بالذكر أن “حزب الله” سبقَ وقام بخطوة مماثلة في ريف حماة، وكذلك في ريف دمشق وفي ريف حمص، حيث فرض سيطرته على المنطقة ووضعها تحت إدارته دون أي تدخل للنظام فيها.
ومن المناطق التي يسجل فيها تواجد كبير لمقاتلي الحزب، محافظة حمص ودمشق واللاذقية وريف حماة والحدود السورية اللبنانية والتي تخضع تلك لسيطرته وإدارته الكاملة.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]