الخوذ البيضاء.. قصة بحثٍ عن حياةٍ تعيد المهجّرين إلى بقايا منازلهم


زيد العمر: المصدر

لم يكتفِ أصحاب الخوذ البيضاء بالبحث بين الركام عن أشلاء ضحايا قصف الطيران وعن الناجين المفقودين بين ذلك الركام نفسه، بل أخذوا على عاتقهم أيضا جمع بقايا دمار منازل المدنيين الملوثة بدمائهم والتي ربما علقوا تحتها ساعات طويلة ينتظرون من ينقذهم من تحتها ويعيد لهم  الحياة من جديد.

في الوقت نفسه الذي يبحث زملائهم عن الناجين العالقين تحت ركامٍ خلفه قصف النظام وحلفائه الروس في المدن التي ما زالت تتعرض للقصف، قرروا البدء بمرحلة “إزالة الركام” في مدينة جسر الشغور في حملة أسموها “جسر الشغور بيتنا” من أحياء المدينة بعد بدء الأهالي بالعودة إلى بيوتهم.

أراد “أصحاب الخوذ البيضاء” إظهار المدن والبلدات المحررة بأبهى حلة وإعادة الحياة إليها بعد الغارات التي تعرضت لها من طيران النظام وحليفه الروسي، بهدف تشجيع المدنيين على العودة إليها وإحيائها من جديد، كما يقولون.

و صرح  “دريد حاج حمود” مسؤول المكتب الإعلامي  للدفاع المدني في جسر الشغور لـ “المصدر” إن عناصر الدفاع المدني بالاشتراك مع عدة فعاليات من ضمنهم فريق “نماء التطوعي” بدؤوا منذ شهر بتجميع الركام و مخلفات القصف في أحياء المدينة وهدم جدران المنازل التي على وشك الانهيار وجمعها على شكل أكوام تمهيدا لنقلها بالآليات الثقيلة خارج المدينة.

ونوّه “حاج حمود” في حديثه إلى أن المدينة تعيش فترة هدوء نسبي حذر بعد إعلان قرار مناطق تخفيف التوتر، في نفس الوقت الذي ما زال يتعرض فيه الريف الغربي للمدينة لخروقات من طيران النظام وحليفه الروسي.

وتابع مسؤول المكتب الإعلامي بأن ما أطلقوا عليها حملة “إزالة الركام” ستكون على عدة مراحل وستنفذ خلال عدة أيام بدأت يوم الاثنين وستستمر حتى تنظيف كامل المدينة من مخلفات القصف وناشد أهالي المدينة الذين عادوا إليها بالقول “عندما تنظف وتزيل الركام من أمام بيتك و دكانك وحارتك فهذا ليس انقاص من قدرك بل هو إعلاء لحس المسؤولية تجاه مدينتك”.

ساهمت فرق الدفاع المدني بشكل فعال رغم قلة الإمكانات المتوفرة في إخماد الحرائق التي أصابت وتصيب المحاصيل الزراعية في موسم الحصاد هذه الأيام، حيث كانت الحرائق تتسبب خلال السّنوات الماضية بإتلاف مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية بسبب الغارات الجويّة والقصف.





المصدر