الفصائل المتناحرة في دمشق وغوطتها الشرقية


تعتبر مدينة دوما الواقعة تحت سيطرة جيش الإسلام مركز وبداية الشرقية لدمشق الممتدة نحو الشرق والجنوب المحيطة بدمشق بواسطة زملكة وجرمانا وعقربا وحزة وكفر بطنا وعربين إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية لتكمل احتضان دمشق.

وتعتبر الغوطة الشرقية أولى المناطق المنتفضة والمطالبة بإسقاط نظام الأسد الذي حاول اقتلاع الحراك الشعبي بالعنف السياسي والعسكري واعتقال وقتل المتظاهرين السلميين من أبناء الغوطة ودمشق وكافة المدن الأخرى. وبعد فشل نظام الأسد في إدارة المنطقة وإصراره على مجابهة الحراك بالطائرات و الصواريخ والمدفعيات الثقيلة، شكّل أبناء المنطقة جماعات مسلّحة هدفها الدفاع عن أهاليها في الغوطة، ولكن سرعان ما أغرقت الفصائل والجماعات بالمال السياسي المؤدلج الهادف لزرع الفرقة بين أبناء البلد الواحد، بغية سهولة استخدامها في تحقيق أجندات بعينها دون دراية من قبلهم بحقيقة هذه الأجندات، فغالباً ما كانت خلافات المقاتلين في الغوطة سياسية وصراع على نفوذ أكثر من كونها خلافات أيديولوجية حسب ما يسوّق لها، وفي عجالة نستعرض التشكيلات العسكرية المسيطرة على الغوطة الشرقية وأهم الأسس والأيديولوجيات التي تقوم عليها.

أولاً: جبهة النصرة

لا يزيد عدد المنتمين لهذا الفصيل العسكري عن 500 مقاتل، حيث أن جبهة النصرة لا تتمتع بشعبية تذكر في الغوطة الدمشقية، وإنما يعتبر فكرها دخيل على الواقع الاجتماعي للغوطة، ما قوّض حركتها وحدّ من تمددها. ([1])

تنتمي جبهة النصرة وجبهة فتح الشام للفكر الجهادي وتصنفها الولايات المتحدة في خانة الإرهاب، وتم تشكيل الجبهة في أواخر سنة 2011 بعد اندلاع الحراك الشعبي السوري، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المسلحة لخبرة رجالها وتمرّسهم على القتال. وتعتبر الجبهة الذراع التنفيذي لتنظيم القاعدة في ، وقد ربطتها تقارير استخبارية أمريكية بتنظيم القاعدة في العراق، حيث دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون الثاني 2012 السوريين لحمل السلاح في وجه نظام الأسد الذي عجز عن إيقاف الحراك الشعبي السلمي المطالب بإسقاطه. ([2])

وإنّ أغلب عناصر الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذي قاتلوا سابقاً في ساحات القتال مثل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها ممن لهم باع طويل في قتال الجيوش. وهي مطعمة كذلك بمقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين ([3])، إلّا أنّ أغلب قادتها ليسوا من السوريين بعكس القاعدة (المقاتلين) التي تتكون منها. ([4])

وفي ديسمبر 2012 قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية وهو الأمر الذي لقي رفضاً من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وأطياف واسعة من الثوار الذين أجبرهم تقصير المجتمع الدولي على الالتحاق بها كونها القوة المسيطرة. وفي 30 مايو 2013 أجمع مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة على إضافة الجبهة إلى قائمة الكيانات التابعة لتنظيم القاعدة. ([5]) إلّا أنّه في 28 يوليو 2016 غيّر زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني اسم جبهة النصرة لتصبح جبهة فتح الشام ([6])، داعياً أنه ليس لها علاقة بأي جهة خارجية.

وفي 28 كانون الثاني /يناير 2017 أعلنت فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنة عن حل الفصائل المذكورة وتشكيل هيئة تحرير الشام بقيادة أبو جابر هاشم الشيخ قائد أحرار الشام سابقا. ([7]) ويذكر أنّ الجبهة قادت العديد من العمليات ضد نظام بشار الأسد، وكان أبرزها تحرير محافظة إدلب وتفجير واقتحام مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل أكتوبر 2012. وكذلك تفجير مبنى المخابرات الجوية في حرستا إضافة لنسف مبنى نادي الضباط في ساحة سعد الله الجابري في حلب. وأيضا للجبهة مشاركة قتالية وثيقة وغرفة عمليات مشتركة مع العديد من الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر وكتائب أحرار الشام .

يمكنكم تحميل القراءة التقرير كاملاً من هنا




المصدر