جنيف في يومه الثاني والمعارضة تدرس اقتراحًا حول الدستور


جيرون

تستمر مفاوضات جنيف السورية في يومها الثاني، على وقع اقتراح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا آلية تشاورية حول الدستور، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر معارضة لـ (جيرون) أن الهيئة ميالة نوعًا ما إلى الاقتراح.

واقترح دي ميستورا، أمس، آلية تشاورية حول عملية تشكيل الدستور السوري الجديد، تكون أساسًا، يُرتكز عليه في عملية التفاوض، وبحسب مصدر معارض فإن “الموفد الدولي يحاول التحرك خارج مسار الانسداد التفاوضي، بإنشاء آلية تريح عمليًا الجانب الروسي الذي يعطي الأولوية لبحث موضوع الدستور، على حساب عملية الانتقال السياسي التي تصر عليها المعارضة”.

وحول موقف المعارضة من الاقتراح، قال مصدر معارض لـ (جيرون): إن الوفد المفاوض لم يتخذ موقفًا حاسمًا من القصة بعد، موضحًا أن الوفد لديه بعض التعليقات والملاحظات على الاقتراح، وسيوافي المبعوثَ الأممي بها، اليوم الأربعاء. وفي سياق غير بعيد، قال مصدر معارض آخر: إن “المعارضة عقدت ليل أمس اجتماعًا لبحث اقتراح دي ميستورا، وسجلت كثيرًا من الملاحظات من دون أن تتخذ موقفًا بعد”، وأضاف في تصريحات لصحفية (الشرق الأوسط) قائلًا: “أبرز الملاحظات أن الاقتراح ينشئ مسارًا خامسًا (سلة خامسة)، يضاف إلى المسارات الأربعة (السلال الأربع) المطروحة في جنيف؛ ما قد يزيد الأمور تعقيدًا”. وأكّد أن المعارضة “تشدد على دعم أي خيار، يقود إلى عملية انتقال سياسي، وأن إنشاء مسارات جديدة قد يكون عملية صعبة”.

بدوره، رأى أحمد رمضان -عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والمشارك في المفاوضات- أن “مفاوضات جنيف هي جانب من المعركة مع نظام الأسد وحلفائه، في الميدان السياسي والقانوني”، مشيرًا إلى أن “النظام لم يبدِ التزامًا بعملية التفاوض، لكن المعركة في جنيف هي لتعرية النظام”. وأضاف رمضان، في تصريحات صحفية، أن أستانا والغطاء الروسي هيأت للنظام الفرصةَ لتهجير الأهالي من مناطقهم، لكن في جنيف “هناك ضغط ما من المجتمع الدولي في ما يتعلق بمختلف الملفات، والضغط ليس على النظام فحسب، بل على الجانب الروسي أيضًا”.

وأكد أن الوفد يعدّ أن “القضايا الإنسانية، بما فيها ملف المعتقلين والمهجرين والمحاصرين وإدخال المساعدات، ليست قابلة للتفاوض”. وأضاف: “نحن لم نقبل أن نتفاوض كي لا نتعرض للابتزاز فيها، هي مواضيع واجبة التنفيذ وعلى الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية”.

وفي السياق ذاته، قال سالم المسلط -المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات- إن وفد المعارضة ركز خلال محادثاته مع دي ميستورا “على الإفراج عن الأسرى”، في حين ركز الأخير “على الدستور”، مؤكدًا أن الوفد المعارض على استعداد للدخول في مباحثات مباشرة، وتابع: “إذا أبدى الطرف الآخر حرصًا على حياة السوريين، فإننا سنجلس إلى طاولة واحدة ونبحث جميع المواضيع، نريدُ حلًا ينهي هذه الكارثة في سورية”.

وعدّت الهيئة العليا للمفاوضات أن محادثات جنيف ذات أهمية، ووصفها رئيس وفد المعارضة نصر الحريري بأنها “السبيل إلى التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية، وتحقيق تقدّم، يسفر عن نتائج فعلية تنهي معاناة الشعب السوري”.




المصدر