حرب بشار الأسد تستنزف طائفته… 60 في المئة من شبابها بين قتيلٍ وجريحٍ

17 مايو، 2017

المصدر: رصد

على امتداد ستّ سنوات من الثورة السورية، تستقبل القرى العلوية نعوش أبنائها وجرحاها، نخبهم العسكرية والأمنية التي كانت ولا تزال رافعتهم إلى الحكم تُستنزف بشكل كبير.

قضيةٌ ناقشتها حلقة الأمس من برنامج “للقصة بقية” على قناة الجزيرة، التي ذكرت أن البعض يراه استنزافاً يهدد ديمغرافية الطائفة، وفي نفس الوقت ظلت هناك أصوات داخل الطائفة تعارض النظام وتدعو لإسقاطه وإن كانت قد وُصفت بأنها أصوات في البرية.

وسلطت الحلقة الضوء على استخدام النظام للطائفة العلوية في سبيل بقائه في الحكم، وأكدت أن الطائفة فقد أكثر من نصف مليون شابٍ بين قتيلٍ وجريحٍ، وهو ما يعادل 60 في المئة من نسبة الشباب.

وكشف المصدر عن مقتل 150 ألف شابٍ على الأقل خلال ستّ سنوات، من أصل شبان الطائفة التي لا يزيد تعدادها عن مليون ونصف المليون نسمة.

وقدّر تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية عدد الشبان العلويين القادرين على حمل السلاح بنحو 250 ألف شخص، غير أن ثلث هؤلاء قتلوا في المعارك، وثلثٌ آخر خارج الخدمة نتيجة للإصابات، بينما يؤكد مراقبون أن الخسائر أكبر من ذلك بكثير.

وقال اللواء المنشق محمد الحاج علي رئيس الأكاديمية العسكرية السورية سابقاً إنه منذ عام 1963 كان حافظ الأسد بمثابة مهندس كل الانقلابات، وبالتالي كان خبيرا فيها.

وأضاف أنه عندما أصبح حافظ الأسد وزيرا للدفاع عمل على تقريب الأصدقاء والأقارب وأبناء الطائفة العلوية، وشكل ثقلاً سياسيا على القيادة البعثية التي انقلب عليها فيما بعد.

وحسب الحاج علي فإن حافظ الأسد فصَّل دولة وهو يعلم جيدا أنه غير شرعي، لأنه أخذ السلطة بالدبابة وليس بالانتخابات، ولذلك عمل على خلق قوة يرتكز عليها، فاعتمد على القوة المسلحة وقوة أجهزة الاستخبارات التي تجسست بعضها على بعض، كما شكل دولتين، إحداهما ظاهرة أمام الشعب والعالم الخارجي، وأخرى مخفية هي صاحبة القرار، وهي عبارة عن آل الأسد وأجهزة المخابرات والحرس الجمهوري ومختلف أجهزة الأمن.
ويرى أنه (حافظ الأسد) استطاع بخطابه الخارجي لدولته الظاهرة أن يداعب وطنية الشعب السوري والقومية العربية وما إلى ذلك ويعمل من تحت الطاولة على غير ذلك.

وبشأن موقف العلويين من الثورة السورية، قال إنهم اصطفوا وراء النظام منذ بداية الثورة، ولا سيما أن أسلمة الثورة لم تأت قبل عام 2013، معتبرا أن بعضهم أفاد من نظام الأسد “لكن الأغلبية كانوا يمثلون وقودا لاستمرار هذا النظام”.

من جهته، يرى الكاتب العلوي المعارض راتب شعبو أن هناك غيابا للعدل عموما ولكل الطوائف في سوريا، ولا سيما في توزيع السلطة والثروة، في مقابل امتيازات هائلة للطغمة الحاكمة.

واعتبر أن الطائفية هي بضاعة نخبة تستهلكها العامة التائهة التي لا تمتلك مشروعا، لأن القمع المستمر يمنع الأحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدني من تقديم مشروع يمكن أن يحمي المجتمع في حال انفجاره ومن أن يتمزق على أساس طائفي.

ويرى شعبو أنه من المفهوم أن يعتمد أي نظام ديكتاتوري على أي انقسامات عضوية في المجتمع ليرسخ وجوده، وهو أمر أخذ في سوريا بعدا طائفيا، لكن هذا لا يمنع أن هناك نزيفا سوريا كاملا لا يخص طائفة بعينها.

وفيما يخص موقف العلويين من الثورة، يقول شعبو إن التصور الذي حكم سلوك العلويين كان تصورا سلبيا للغاية، وفي بداية الثورة كانت هناك هزة وجدانية وسياسية للعلويين تحت تأثير ما جرى في تونس ومصر، أساسها أن هناك فسادا في المجتمع، وأن الحراك الشعبي يقوم ضد فساد المجتمع الذي احدثته السلطة.

وأضاف أن ردة الفعل في البداية كانت إيجابية وحذرة في الوقت نفسه، لكن عندما ظهرت بوادر أسلمة للثورة بدأت المخاوف.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]