مريم رجوي: الانتخابات الإيرانية مهزلة


جيرون

قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي: إن الانتخابات التي ستجري في إيران في 19 أيار/ مايو الجاري، تشبه “مسرحية لتوزيع السلطة بين الأجنحة الحاكمة”.

وأضافت أن الانتخابات “المهزلة” مرفوضة من “وجهة نظر شعب إيران رفضًا مطلقًا”، وخاطبت النظام الإيراني الذي يدعي أن تلك العملية هي “انتخابات” أن يُبعد جانبًا “تخصيص نصف مليون حرسي ومئات الآلاف من العناصر المتنكرين، ليدلوا بأصواتهم للمرشح الذي يريدونه”، وذلك بحسب تغريدات لها على صفحتها في (تويتر)، نقلتها (CNN) اليوم الأربعاء.

وطالبت زعيمة المعارضة الإيرانية النظام الإيراني، بالسماح للشعب لكي يبرز “أصواته ورغبته الحقيقية بحرية، حتى يتضح ماذا يبقى من ولاية الفقيه”. وأوضحت رجوي أن وصف المرشحين النظام الحاكم بأنه نظام “الطبقة النخبة الأربعة بالمئة”، يدل على سبب الأزمة التي تعانيها إيران، و”الحالة الانفجارية للمجتمع”.

وعلّقت على ترشيح إبراهيم رئيسي، قائلة: “لو لم يكن النظام برمته يواجه خطرًا، لما اضطر خامنئي، إلى أن يعرض أحد أكثر المجرمين التابعين له في سفك الدماء، وأبغضهم”، كمرشح في هذه المسرحية الانتخابية.

يذكر أن رئيسي يُلقّب، في إيران، بـ “آية الله الإعدامات”، لدوره كعضو في ما يُسمّى “لجنة الموت”، التي قامت بإعدام آلاف السجناء السياسيين المعادين للخميني عام 1988. 

واتهمت رجوي الرئيسَ المنتهية ولايته حسن روحاني بالانتهازية، وذلك تعليقًا على قوله، في وقت سابق، إن “النظام لم يعمل طيلة 38 عامًا سوى تنفيذ الإعدام” وتابعت بأن روحاني “لم يقبل إطلاقًا أن يقترب من مجزرة المجاهدين”.

وأكدت رجوي أن نتيجة الانتخابات -أيًّا كانت- “هي باطلة ومرفوضة من قبل الإيرانيين ومقاومة شعب إيران”، واعتبرت أن النظام المتأزم “سيخرج منها أضعف وأكثر وهنًا”.

يشار إلى أن رجوي وصفت عام 2013 نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها روحاني -حينئذ- بأنها “مهزلة”، وقالت في بيان لها “بهدف تفادي الانتفاضة الشعبية وتجدّد أحداث وقعت قبل أربعة أعوام، فإن النظام الإيراني قد أنهى لعبة الانتخابات على وجه السرعة، وفي الدورة الأولى”.

وأهم ما قالته، تعليقًا على نتائج تلك الانتخابات: إن “ظهور الملا روحاني -الشخص الذي كان مشاركًا في جميع جرائم النظام منذ البداية- في هيئة شخص معتدل، لا ينطلي على أحد ولا يمكن إنكار دوره في قصف قواعد منظّمة مجاهدي (خلق)، في التسعينيات من القرن الماضي وأيضًا إطلاق ألف صاروخ على مواقعها في 18 أبريل/ نيسان 2011”.

وكانت إيران قد شهدت، بعد الانتخابات التي جرت عام 2009، انتفاضةً كبيرةً، أطلق عليها اسم “الثورة الخضراء”، احتجاجًا على فوز محمود أحمدي نجاد بالرئاسة، مقابل مير حسين موسوي رئيس الوزراء الأسبق، ومهدي كروبي رئيس البرلمان الإيراني الأسبق، حيث شهدت المدن الإيرانية أضخم احتجاجات منذ عام 1979.

تجري الانتخابات الإيرانية كل أربع سنوات، ويُعاد فيها التنافس بين تيارين رئيسين -هما الإصلاحي والمحافظ- مع بعض مرشحي أحزاب صغيرة، لكن بالنتيجة كلها تدور في نفس الدائرة، وإن تغيرت إلى أوصاف أخرى كالمعتدل والأصولي وغير ذلك، تبقى هنالك معايير تفرضها السلطة الدينية على قبول المرشح من عدمه.

ويرى المراقبون أن إيران التي تحاول تسويق تلك الصورة من المزاحمة الانتخابية، على أنها حالة ديمقراطية، هي بعكس الواقع تمامًا، وقد اتضح ذلك بشكل جلي، من حجم العنف الذي مارسه النظام على المحتجين عام 2009، وتشير التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني، بتعليمات من المرشد الأعلى علي خامنئي، قدم تلك التجربة من القمع والجرائم بحق المدنيين، إلى نظام الأسد مع انطلاق الثورة في سورية عام 2011.




المصدر