الإيرانيون يختارون غدا بين “انفتاح” روحاني و”تشدد” رئيسي


يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع غدا الجمعة للإدلاء بأصواتهم، في الانتخابات الرئاسية الـ 12 منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بالتوازي مع انتخابات المجالس البلدية والقروية، والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي. وقد دعي 56,4 مليون ناخب إلى المشاركة فيها.
وتنحصر منافسات المرشحين الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور، بين الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني -المحسوب على الإصلاحيين والذي يسعى للفوز بولاية ثانية (حزب الاعتدال والتنمية)- وإبراهيم رئيسي رجل الدين المحافظ..

وأعلن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أمس الأربعاء أن 160 ألف عنصر أمني سيتولون تأمين سير العملية الانتخابية في 63 ألف مركز انتخابي يضم 130 ألف صندوق اقتراع، تحت إشراف 71 ألف مراقب.
وقبيل انتهاء حملات الدعاية الانتخابية أمس، عقد روحاني ورئيسى آخر التجمعات الانتخابية في مدينة مشهد، بحضور عشرات الآلاف من مؤيدي كل منهما.

وسمح روحاني بحفل موسيقي خلال التجمع المؤيد له ما يشكل تحديا للسلطات الدينية التي تحظر ذلك في المدينة المقدسة لدى الشيعة.

وفي شوارع طهران، كان أنصاره من الشباب المرتدين أوشحة خضراء وأرجوانية خاصة بالإصلاحيين والمعتدلين، يوزعون منشورات واثقين من الفوز، مشيرين لشعار حملته “في منتصف الطريق، لا عودة إلى الوراء”.

وفي مؤتمره الانتخابي الأخير، حث روحاني الحرس الثوري ومليشيا الباسيج التابعة له على عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية، في تحذير نادر سلط الضوء على التوترات السياسية المتصاعدة.

وعزز روحاني نداءه باقتباس كلمات الزعيم الراحل آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الذي قال روحاني إنه حذر القوات المسلحة من التدخل في السياسة.

اتهامات
يُذكر أن روحاني (68 عاما) ورئيسي (56 عاما) -الذي يدعمه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي- تبادلا الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون.
ووجه رئيسي الاتهام لروحاني بالفساد وإساءة إدارة الاقتصاد، ورد روحاني -الذي يريد انفتاح إيران على الغرب وتخفيف القيود الاجتماعية في البلاد- باتهامِ رئيسي -الذي خدم في القضاء لعدة سنوات- بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
من جهته، انتقد خامنئي العداء المتبادل بينهما المرشحين بوصفه “لا يليق بالأمة الإيرانية” لكنه قال إن الإقبال الكبير على المشاركة في الانتخابات سيُقلل من أثر ذلك.

ودعا خامنئي -قبل ساعات الصمت الانتخابي- الأجهزة التنفيذية والرقابية إلى ضرورة حفظ الأمن فضلا عن صيانة أصوات الناخبين -على حد تعبيره- وشدد على أن تجري الانتخابات بانضباط من الجميع.

وسيكون من الصعب التكهن بنسبة المشاركة في الانتخابات أو إمكانية إجراء دورة ثانية يوم 26 من الشهر الجاري في حال عدم حصول أحد المرشحين على 50% من الأصوات. ما سيشكل ذلك سابقة في إيران لأن جميع الرؤساء السابقين تم انتخابهم بالدورة الأولى.

يُذكر أن روحاني انتُخب من الجولة الأولى عام 2013 بـ 50.7% من الأصوات، ويسعى للحصول على ولاية ثانية مدتها أربع سنوات. ويطمح -رغم عداء واشنطن المعلن تجاه بلاده- إلى مواصلة الانفتاح الذي بدأ مع توقيع الاتفاق النووي التاريخي مع القوى الكبرى بما فيها الولايات المتحدة في يوليو/تموز 2015.



صدى الشام