"التايمز" تنبه ترامب لخطورة تسليح الميليشيات الكردية في سوريا على حساب تركيا


قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الخميس، إن دعم الولايات المتحدة لميليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية، سيؤدي إلى تعميق الصراع في الرقة، محذرة من تبعات الخطوة الأمريكية خصوصاً تأثير ذلك على العلاقات مع تركيا.

ونقل موقع "بي بي سي" عن تقرير للصحيفة البريطانية، كتبه "أنتوني لويد" وقال فيه إن "مقولة عدود عدوي يعتبر صديقي، من أشهر الأمثال الشعبية التي تستخدم لوصف الأفرقاء الذي لديهم شيء مشترك ألا وهو الرغبة في دحر تنظيم الدولة الإسلامية"، لكنه أردف: "الولايات المتحدة ستكتشف ما الذي سيحصل إذا أصبح عدو صديقي، صديقي أيضا".

وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية قررت تسليح الميليشيا "حليف" واشنطن على أرض المعركة المقبلة في الرقة على الرغم من أن تركيا تنظر إليها على أنها تنظيم إرهابي، لافتاً أيضاً أن أنقرة أرسلت طائرات استهدفت مواقع لهذه الميليشيا في شمال شرق سوريا ودكتها بالقذائف والصواريخ، مما أدى إلى مقتل أبرز قادتها حينها، الأمر الذي أغضب المسؤولين الأمريكيين.

وفي مقابلة أجراها الكاتب مع أحد مستشاري الميليشيا الكردية الدار خليل قال إنه "بعد مرور بضعة أيام على قصف المواقع الكردية، ضغط الكثير من الناس بضرورة سحب القوات من الخطوط الأمامية في الرقة ونقلهم لحماية الحدود الكردية مع تركيا".

وختم كاتب التقرير بالقول إنه في غياب التخطيط السياسي الواضح، فإن تسليح "الأكراد السوريين قد يؤدي إلى وصول الولايات المتحدة إلى نتيجة واحدة وهي أن الجميع أصبح أعداء".

ورغم تسليح الولايات المتحدة لها، فإن أنقرة أكدت مراراً أنها ستواصل استهداف ميليشيا وحدات "حماية الشعب" عندما تشكل خطراً عليها، وأنها لن تنتظر استطلاع موقف أحد عندما ستستهدف الميليشيا المنتشرة على مساحات واسعة من الحدود السورية التركية.

وفي تقرير سابق لمعهد "واشنطن" ذكر الأخير أنه من الناحية السياسية، فإن إدارة ترامب بإصرارها على دعم الميليشيات الكردية التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" تتجاهل عمداً الارتباط المباشر بين الحزب الموجود في سوريا، و"حزب العمال الكردستاني"، وتبرر واشنطن دعمها للميليشيات الكردية في الشمال السوري بأنها منفصلة عن "العمال الكردستاني".

لكن معهد "واشنطن" كذب هذه الحجة لإدارة ترامب، وأشار إلى شهادة أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي السابق آشتون كارتر في مجلس الشيوخ الأمريكي في نيسان/أبريل الماضي، والتقرير المفصل الذي أصدرته مجموعة الأزمات الدولية والذي  وثق هيمنة  حزب العمال الكردستاني على حزب الاتحاد الديمقراطي، وقوات سوريا الديمقراطية".

ويحذر مراقبون ومحللون من تفريط إدارة ترامب في العلاقات مع تركيا الحليفة في حلف الناتو والتي لا يمكن الاستغناء عنها من الناحيتيين الاقتصادية والعسكرية، أو في أية خطة استراتيجية لاحتواء إيران.




المصدر