«أوبك»تواجه صعوبات في موازنة السوق


تراجعت أسعار النفط أمس، متأثرة باستمرار تخمة المعروض، على رغم جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لموازنة السوق من طريق خفض الإنتاج. وتراجع سعر خام «برنت» 11 سنتاً بما يعادل 0.2 في المئة إلى 52.10 دولار للبرميل، وسعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسعة سنتات أو 0.2 في المئة إلى 48.99 دولار للبرميل.
وفقد النفط مكاسبه التي حققها في الجلسة السابقة، عندما ارتفعت الأسعار وسط تراجع مخزون الخام الأميركي، وانخفاض طفيف في إنتاج الولايات المتحدة. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بأن مخزون الخام تراجع 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 من الشهر الجاري، إلى 520.8 مليون برميل، وكان التدني أقل من المتوقع.
وأعلن متعاملون «استمرار توافر كميات من النفط المخزون تفوق قدرة السوق على استيعابها». وتظل الإمدادات وفيرة، إذ شُحنت كميات ضخمة من النفط الخام من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين، إلى مناطق الاستهلاك الكبير في شمال آسيا، ما يقوض جهود «أوبك» لتحقيق التوازن بين العرض والطلب. وتعهدت «أوبك» ومنتجون مستقلون مثل روسيا، خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من هذه السنة، وهو اتفاق قد يتقرر تمديده حتى نهاية آذار (مارس) 2018.
وفي موسكو، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في تصريح إلى الصحافيين أمس، إن روسيا «تبقي خفوضات إنتاج النفط عند 300 ألف برميل يومياً». وأوضح قبل اجتماع مع نظيره الجزائري نور الدين بوطرفة «العزم على مناقشة التعاون». وأكد، أن «معظم الأعضاء في «أوبك» يدعمون التمديد المقترح لاتفاق خفض إنتاج النفط العالمي تسعة أشهر». وأعلن أن الجزائر «تؤيد تمديد اتفاق خفض الإنتاج تسعة أشهر حتى نهاية آذار 2018». وأكد أن «نسبة الالتزام بالاتفاق الحالي الذي يستمر حتى نهاية حزيران (يونيو) المقبل تصل إلى 95 في المئة».
وعلى صعيد عمليات الإمداد، أفادت مصادر مطلعة، بأن «إكسون موبيل» قدمت عرضاً أفضل من المشترين الآسيويين المنافسين طرحته «قطر للبترول» لمكثفات الحقول مزالة الرائحة، وذلك لتدبير الإمدادات لمجمع تكرير وبتروكيماويات اشترته حديثاً في سنغافورة». واعتبرت المصادر، أن عرض شركة النفط الأميركية لشراء شحنات المكثفات بلغ أكثر من دولارين للبرميل فوق الأسعار المعروضة لخام دبي». ولفتت إلى أن المشترين الآخرين كانوا يعتزمون دفع علاوة تقل عن دولارين. ومن المقرر تحميل الشحنات بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر).
واعتبرت المصادر أن العرض الذي فاق المتوقع ربما يعود إلى توقعات بأن صادرات المكثفات من الشرق الأوسط ربما تقل، في وقت استأنفت قطر تشغيل وحدة فصل في راس لفان الأسبوع الماضي، وبدأت إيران تشغيل وحدة فصل جديدة.
إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية صادرة أمس، ارتفاع صادرات النفط الخام السعودية إلى 7232 مليون برميل يومياً في آذار الماضي، من 6957 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير).
وفي ليبيا، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا «عقد اجتماع مع «فنترشال» الألمانية»، مرحبة باللجوء إلى التحكيم «في أقرب فرصة». وجاء في بيان المؤسسة الصادر في وقت متأخر أول من أمس، بعد مقابلة أجراها رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله مع وكالة «رويترز»، معتبراً أن تسوية النزاع مع «فنترشال» الألمانية «أولوية قصوى».
وتعهدت مؤسسة النفط بالعمل مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة حينما وصلت تلك الحكومة إلى طرابلس العام الماضي. لكن العلاقات توترت، بسبب خلافات بخصوص موازنة المؤسسة وقرار أصدرته الحكومة هذا العام بمنح نفسها سلطة التفاوض على العقود بقطاع الطاقة. وأوضحت الشركة الألمانية أن امتيازاتها «لا تزال قائمة، وأنها على صلة بالمؤسسة «ولا توجد مطالبة تتعلق بأموال مستحقة عليها».
وقال صنع الله «أعتقد أن مشكلة «فنترشال هذه تشكل كارثة من وجهة نظر سياسية، وهذا يظهر للجميع أن السياسيين يحاولون السيطرة على المؤسسة الوطنية للنفط، ويحاولون التدخل في قطاع النفط». وأبدى قلقه من «عدم توقفهم عن محاولاتهم للسيطرة على المؤسسة من أجل أهدافهم.» وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني «حاولت تنفيذ قرارها لكنها لم تتمكن من ذلك».



صدى الشام