أول «محارق الجثث» وصلت إلى سورية مطلع العام 2012 آتية من إيران


القدس العربي

تتوالى تقارير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حول الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري لكن الأخير دوماً ما ينكر مصداقية هذه التقارير، بينما يؤكد ناشطون من مدينة اللاذقية أن إيران ورّدت «محارق جثث بشرية» إلى النظام مطلع العام 2012 عبر ميناء اللاذقية.

علاء الخطيب أحد الذين كانوا قد شاهدوا هذه «المحارق» يقول لـ»القدس العربي»، «في شهر آذار/مارس من العام 2012 كنت اقود سيارة ريو في الكورنيش الجنوبي حيث يشرف على ميناء اللاذقية حوالي الساعة 10 ليلاً تجولت دوريات للامن وقامت بتفتيش السيارات التي كانت في شارع الكورنيش، فاعتقدت ان الامر عادي وروتيني الا انني تفاجأت بأن هناك قطعاً عملاقة يتم نقلها بالروافع إلى ارض الميناء وعناصر الامن يشرفون على العملية»، ويؤكد علاء ان هذه القطع كانت معدنية بيضوية الشكل مشابهة لـ «جبالات الاسمنت» لكن بنسخ كبيرة.
ابناء المدينة أكدوا ان هذه الجبالات ليست لتصنيع الاسمنت بل هي «محارق جثث»، كما أكدوا ان هناك مؤسسات سورية يديرها اشخاص مقربون من النظام السوري تتولى توريد مثل هذه الألات وتأمين عبورها بالطرق البحرية دون وجود اي شبهة كشركة «حمشو التجارية»، وماهر الاسد هو احد المالكين لهذه الشركة بالاضافة إلى رجل الأعمال السوري محمد حمشو، ويؤكد علاء ان «المحرقة» التي شاهدها تمت تجربتها في أرض الميناء حيث أكد ان النيران كانت مشتعلة بداخلها وكانت تدور وهو اعتقد للوهلة الأولى ان هذه القطعة تستخدم في صناعة الاسمنت ضمن معمل كبير الا أنه شك في الامر نتيجة لوجود الامن في الميناء.
علاء استطاع رؤية عملية النقل هذه وكانت بالقرب من سفينة حطين الحربية وهي السفينة الوحيدة التي يملكها النظام السوري بالقرب من كنيسة اللاتين حيث تعتبر المنطقة هناك برمتها منطقة نقل عسكرية، وتتصل هذه المنطقة بمحطة القطارات القريبة حيث كان يوجد خط نقل عسكري مرتبط بكل من مدينة حلب والعاصمة دمشق.
محمد الحسن احد شبان المدينة ممن استطاع الوصول إلى ألمانيا قال ان «حملات النظام التي كان يعتقل فيها عشرات الشباب بشكل جماعي كانت في أوجها بين العامين 2012 و2013 وعندما يسمع عن معتقل انه في صيدنايا كان الامر بمثابة وثيقة الوفاة، فالسجن يمثل كابوس رعب لن ينسى من خرج منه ما الذي يحصل فيه، ومن بين هؤلاء الضابط خالد رحال احد النزلاء السابقين في السجن يؤكد انه وعبر فتحة صغيرة في جدار السجن كانوا ورفاقه يشاهدون التوابيت المحملة برفقة رجل دين وطبيب في يوم الاثنين من كل اسبوع وتمكن الأخير من الخروج من السجن بعد قيام اقاربه بدفع رشى مالية كبيرة لاحد كبار الضباط في السجن.
العديد ممن افرج عنهم النظام يستمرون في سرد قصص التعذيب التي تعرضوا لها وعن المقابر الجماعية التي يقوم النظام بإنشائها بالقرب من سجونه كي يخفي جرائمه، ويؤكد علاء ان اي تدخل دولي في سوريا ولو على شكل لجان تفتيش بسيطة كفيل بإظهار الفظائع التي يرتكبها النظام، بينما يؤكد الضابط ابو رحال ان النظام لا يهتم لأي تقارير دولية طالما ان روسيا من خلفه ترفع الفيتو في كل المحافل الدولية وهو مستمر في سياساته منذ 6 أعوام وهو لن يحيد عنها قيد انملة، الجميع يشير إلى أن خطابات الاسد تؤكد انه ماض في التفكير العسكري والحل الامني ولن يكترث لأي عملية تحول سياسي مطبقاً سياسات حافظ الاسد ولم تثبت اي من العقوبات الدولية القدرة على ثنيه عما يفعله حتى الان، حسب ناشطين.

(*) كاتب سوري




المصدر