أنباء عن عملية عسكرية عربية في الأراضي السورية


جيرون

على الرغم من أن التحليلات المرتبطة باحتمال شن عملية عسكرية واسعة جنوب سورية، تشارك فيها قوات أردنية وسعودية انطلاقًا من الحدود مع الأردن، لا يؤكدُها حتى اللحظة أي تصريح رسمي من البلدان المتوقع مشاركتها فيها، إلا أن ناشطين من الجنوب يؤكدون بأن منطقة الحدود تشهد حراكًا مكثفًا، يشير إلى أن هناك ما سيحدث قريبًا؛ الأمر الذي دفع النظام السوري إلى إرسال تعزيزات عسكرية مؤخرًا إلى منطقة الحدود مع الأردن.

في هذا الشأن، قال العميد الطيار المنشق عبد الهادي ساري لـ (جيرون): “المعلومات المتوافرة تشير إلى وجود غرفة عمليات مشتركة لإدارة معركة محتملة في الجنوب، إضافة إلى تواجد قوات بريطانية وبلجيكية في منطقة التنف إلى جانب فصائل تتبع للجيش الحر (قوات الثورة، وجيش سورية الجديد) وهي فصائل درّبها الأميركيون والبريطانيون، وكذلك لواء (أسُود الشرقية) وفي وسط الصحراء قوات الشهيد أحمد العبود، وغيرها”

وأضاف ساري: “هذه المعطيات ليست بمعزل عن مناورات (الأسد المتأهب) داخل الأراضي الأرنية بمشاركة 18 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، كل هذه القرائن تدل على أن هناك شيئًا ما سيحصل في المنطقة الجنوبية، خاصةً إذا رُبطت بمسألة المخاوف الأردنية المتعلقة بالأمن القومي لعمّان التي عانت كثيرًا من (داعش) والنظام، ولا سيما منطقة المثلث على الحدود الأردنية العراقية”.

من جهة ثانية قال الناشط سيف الحوراني لـ (جيرون): “حتى اللحظة، نحن نتحدث عن احتمال شن مثل هذه العملية العسكرية من دون تأكيدات رسمية؛ وبالتالي لا يمكن بناء أي توقّع عن حدود هذه العملية أو غايتها، ولا يمكن الجزم الآن في أن هذا التدخل -في حال حدوثه- سيكون مفتوحًا ضد النظام السوري و(داعش) في الوقت نفسه، أو أنه سيقتصر ضد مواقع الأخير فحسب، بمعنى قد تقتصر أهداف هذا التحرك المزمع على ما حددته تصريحات المسؤولين الأردنيين والمحصورة في ردع “المتشددين”، وهو ما يؤكد أن لا نية لدى عمان في التوغل داخل الأراضي السورية، بل إن بعض مسؤوليها وصف مثل الأمر بالانتحار السياسي”.

يرى ساري أن توقيت العملية مرتبط بالتطورات السياسية والتغيرات في الأولويات الأميركية، وقال: “إن العملية العسكرية المرتقبة في الجنوب مرتبطة بتداعيات أستانا والتحفظات الأميركية عليه، بمعنى آخر هذه العملية هي ردة فعل منطقية على مشروعات موسكو في سورية والمنطقة عمومًا”. وأشار ساري إلى أنه في حال حدوث هذه العملية فسيكون لها هدفان: “الأول إبعاد شبح الإرهاب والميليشيات المدعومة إيرانيًا عن الشمال الأردني، والثاني تأمين الحدود الأردنية السورية والحدود العراقية السورية، بقطع الطريق على الميليشيات الشيعية، ولذلك اقتربت مؤخرًا قوى التحالف والجيش الحر نحو دير الزور وقطع الطريق على قوات النظام والحشد الشيعي الساعيَين للسيطرة على المحافظة، ضمن الصراع المحتدم على ترسيم خرائط المصالح والنفوذ في سورية”.

أما عن دور فصائل المعارضة المسلحة فأوضح ساري أن “هناك فصائل أُعدت للدخول بهذه العملية مباشرة، وعدد من الفصائل الجنوبية ستدخل المعارك تلقائيًا”. ولفت ساري إلى أن العمل جارٍ الآن “لتسخين المنطقة الجنوبية” معتبرًا أن ذلك يعود إلى أمرين: “الأول وجود (داعش) في حوض اليرموك دون أي خطوط تماس مع النظام، ليفكر الأول بتسليم مناطقة كما فعل في مرات عدّة ومناطق مختلفة؛ ما يعني أنه سيقاتل بشراسة وبالتالي سيتطلب الخلاص منه دعم الجيش الحر بالعدة والعتاد، والثاني معركة “الموت ولا المذلة” التي لم تنته بعد، ولم تفلح حتى اللحظة بتحرير درعا، وارتباط هذه المعارك بما يفكر به الأميركيون والبريطانيون حول إنشاء منطقة آمنة في الجنوب، بعمق 50 كم، أي تصل إلى بلدة الصنمين شمال حوران، كلّ ذلك يؤكد بأن الأمور خلال الأشهر القليلة قادمة ستكون حاسمة”.




المصدر