رسائل أمريكية من قصف التحالف لميليشيات موالية لإيران في سوريا.. نظام الأسد ليس الهدف المباشر

20 مايو، 2017

مثّلت الضربة العسكرية من طيران التحالف الدولي بقيادة أمريكا لقوات شيعية موالية لنظام بشار الأسد وإيران قرب معبر التنف، تطوراً ملفتاً في الدور الأمريكي بسوريا لا سيما في الحدود الجنوبية، التي تحاول إيران والنظام التمدد بها.

وأشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، أن ما حصل يمثل أول اشتباك بين الجيش الأميركي وقواتٍ موالية لطهران منذ عودة الجيش الأميركي إلى المنطقة قبل ثلاث سنواتٍ تقريباً.

وبعث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس برسالة توحي أن بلاده لا تريد مزيداً من الانخراط العسكري في سوريا، لكنه أكد على أن واشنطن ستواصل دفاعها عن قواتها هناك.

وأشار في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، اليوم السبت، إلى أن الضربة الجوية استهدفت قافلة عسكرية “رجح أن تكون إيران ورائها”، وقال إن القافلة كانت متجهة إلى موقع عسكري نحو معبر التنف قرب الحدود الأردنية يوم الخميس الفائت، فيما أكد التحالف الدولي في بيان له أن الضربة وجهت للقافلة العسكرية قرب تواجد قوات بريطانية وأمريكية خاصة تتولى مهمة تدريب مقاتلين من المعارضة لقتال “تنظيم الدولة”.

الجنوب السوري

ويؤكد ما حصل أن الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة الجنوبية من سوريا على أنها منطقة نفوذ تابعة لها، فضلاً عن أن استهداف ميليشيات إيرانية يبعث برسالة إلى طهران التي تحاول التقدم بالجنوب السوري أملاً في السيطرة على ممر جغرافي ينطلق من إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى لبنان حيث توجد ميليشيا “حزب الله” اللبناني.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “الغارديان” عن أحد القياديين بقوات المعارضة في مدينة التنف – لم تذكر اسمه – قوله إن عدة آلاف من مقاتلي الميليشيات كانوا يحاولون طرد قوات المعارضة من الطريق السريع (بغداد – دمشق) من أجل التقدم نحو مدينة الميادين ودير الزور.

ويشير إلى أن هاتين المنطقتين تعتبران حاسمتين بالنسبة لإيران والممر البري الذي تحاول السيطرة عليه وصولاً لدمشق بعد طرد قوات المعارضة منه.

ووفقاً لتقرير “الغارديان” الذي نشر ترجمته موقع “هاف بوست” فإن جرى مؤخراً اجتماعاً بين مسؤولين عراقيين وإيرانيين كبار غيَّروا مؤخراً مسار هذا الممر نحو 140 ميلاً (225.3 كم) إلى الجنوب من مساره الأصلي بسبب الحضور الأميركي القوي على طول المسار الأصلي الواقع في الشمال الشرقي لسوريا حيث تسيطر ميليشيات كردية.

ويتزامن ذلك مع ما ذكرته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية يوم الخميس الفائت، والتي قالت إن “3 آلاف من حزب الله انتقلوا إلى التنف للتصدي للمؤامرة الأمريكية”، حسب قولها.

الهدف المباشر

وتشير الرسائل المباشر لضرب التحالف لميليشيات إيرانية، أن الهدف الأول هو تحذير واشنطن لطهران من الاقتراب جنوباً أو محاولة إقامة ممر يتصل بمناطق “حزب الله” في جنوب لبنان.

ونقلت “الغارديان” عن مسؤولٌ عسكري أوروبي رفيع المستوى، قوله إنَّ “الأمر لم يبدأ بسبب إيران، ولا يزال غير متعلقٍ بها بالكامل. لكنَّه آخذٌ في التحوُّل ليصبح كذلك”.

وتضيف الصحيفة أن القادة الأميركيين يخططون لنقل القوات شمالاً من الحدود الأردنية ومن جنوب منطقة الشمال الكردية إلى دير الزور، التي تُعَد إحدى المعاقل الأخيرة لـ تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. إلّا أنَّ إيران تنظر إلى تلك المعركة المزمعة باعتبارها تهديداً.

وكان معهد “واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى، تحدث في وقت سابق عن مشروع إيراني لإقامة ممرين يصلانها بالبحر المتوسط، الأول في الشمال ويبدأ من إيران مروراً بمحافظة ديالى العراقية التي أصبحت حالياً ذات أغلبية شيعية، ثم نحو محافظة كركوك وبلدة الشرقاط إلى الشرق، وصولاً إلى سوريا عبر المنطقتي الجبليتين تلعفر وسنجار، مروراً بالمناطق الكردية في الشمال السوري حتى المتوسط.

أما الممر الجنوبي فمن شأنه أن يسمح لها بالتحرك من إيران عبر المحافظات الشيعية في العراق، ثم بالطريق الصحراوي الرئيسي في محافظة الأنبار، وينتقل عبر شرق سوريا قبل الوصول إلى دمشق، ثم لبنان.

وأشار المعهد الأمريكي إلى أن الجنرال “قاسم سليماني” قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني يلعب دوراً أساسياً في تنفيذ مشروع إيران التوسعي، مضيفاً أنه “على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، كان (سليماني) مشغولاً بإعداد أسس البناء لممرٍ واحد على الأقل، لكن على الأرجح ممرّين برّيين عبر بلاد الشام (أحدهما في الشمال والثاني في الجنوب)، يربطان إيران بالبحر الأبيض المتوسط”.

لكن مشروع إيران في الشمال السوري لم ينجح لتلافي طهران الاصطدام بالقوات الأمريكية، فيما تشير التوقعات إلى أن الممر الجنوبي سيلقى نفس المصير، سيما وأن الأردن أعربت مراراً عن رفضها وجوداً شيعياً على حدودها الشمالية مع سوريا.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]