طوابير اقتراع في إيران وتمديد التصويت 3 مرات

20 أيار (مايو - ماي)، 2017

5 minutes

أدلى الإيرانيون أمس، بأصواتهم في انتخابات رئاسية شكّلت استفتاءً على السياسة المعتدلة التي انتهجها الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، والتي انتقدها خصمه الأصولي إبراهيم رئيسي. لكن الجانبين تعهدا احترام نتائج الاقتراع التي يُرجّح أن تُعلن اليوم .
ويمكن لحوالى 52 مليوناً من 80 مليون إيراني الاقتراع، بعد حملة انتخابية شهدت سجالات عنيفة وتجاذبات حادة بين المرشحين الأربعة، إثر انسحاب اثنين، ما انعكس مشاركة واسعة. وأفادت معلومات بأن نسبة التصويت تجاوزت تلك المُسجّلة في انتخابات الرئاسة عام 2013، ما دفع السلطات إلى تمديد الاقتراع ثلاث مرات حتى منتصف الليل، علماً أن البلاد نظّمت أيضاً أمس انتخابات المجالس البلدية.
وبعد انسحاب نائب الرئيس إسحاق جهانغيري لمصلحة روحاني، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف لمصلحة رئيسي، تنافس في الانتخابات 4 مرشحين، هم روحاني ورئيسي، والوزير السابق مصطفى هاشمي طبا الذي أعلن أنه سيصوّت للرئيس المنتهية ولايته، من دون أن ينسحب من السباق، فيما بقي عضو اللجنة المركزية لحزب «مؤتلفة» مصطفى ميرسليم في المعركة، بعد اتفاق مع رئيسي في هذا الصدد، معتقداً بأنه يملك 10 ملايين صوت، وبأن انسحابه سيجعلها تصبّ في مصلحة روحاني.
ويتكهّن بعضهم بأن ارتفاع نسبة التصويت سيحسم السباق من الدورة الأولى، علماً أن دورة ثانية ستُنظم الجمعة المقبل، إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.
,اقترع الناخبون في نحو 64 ألف مركز اقتراع في إيران، إضافة إلى أكثر من 300 مركز في الخارج، بينها 55 في الولايات المتحدة. وأفاد شهود بأن طوابير المقترعين، في طهران والمحافظات، كانت أطول بكثير من طوابير انتخابات 2013.
وأفادت وكالة «تسنيم» بأن أكثر من 30 مليوناً اقترعوا بحلول الساعة الثامنة مساء أمس، علماً أن وزارة الداخلية رجّحت أن تبلغ نسبة التصويت 72 في المئة. لكن مراقبين لفتوا إلى إمكان تجاوز هذه النسبة، بسبب إقبال كثيف ومشاركة حماسية، على خلفية استقطاب قوي بين أنصار روحاني ورئيسي.
وقال سائق سيارة أجرة لـ «الحياة» إنه صوّت لروحاني، تجنباً لعودة وزراء الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد إلى الحكم، من بوابة رئيسي، معتبراً أنهم «لم يخدموا إيران، عكس روحاني الذي أبرم الاتفاق النووي، ويجب منحه ولاية ثانية لكي يستكمل برنامجه».
ورأى مرشد الجمهورية علي خامنئي أن الانتخابات «مصيرية»، داعياً المواطنين إلى الاقتراع بكثافة. وتعتبر القيادة الإيرانية أن زيادة نسبة المشاركة تعزّز قوة النظام، وتوجّه رسالة إلى الخارج تفيد بدعم الشعب النظام، كما ترسّخ الأمن والاستقرار في البلاد وتبعد منها شبح الحرب والأزمات.
واعتبر روحاني أن «الجميع يشعر بـأن الاقتراع سيحدد مصيره ومصير أبنائه»، مشدداً على وجوب «مساعدة أيّ مرشح يفوز في السباق، لكي يؤدي واجبه». ولفت إلى أن الانتخابات مهمة لـ «دور» طهران في «المنطقة والعالم»، وزاد: «أي صوت هو قطرة تزيد من بحر إيران».
أما رئيسي فأكد أنه «يحترم خيار الشعب ونتيجة الانتخابات»، مشيراً إلى «إهمال أصوات الشعوب في العالم». وتابع: «يدرك الجميع أن آلية الانتخابات في إيران تمنع أي تزوير وتلاعب في الآراء».
وتحدث جهانغيري عن «ملحمة كبرى» تسجّلها الانتخابات، داعياً أنصار التيار الإصلاحي إلى التزام الهدوء والتعاون «لأن تباشير الفجر ستُشرق على إيران»، في إشارة إلى ترجيحه فوز روحاني.
وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أن الاقتراع لم يواجه أي مشكلة، مطمئناً مواطنيه إلى أن «التلاعب بالأصوات ليس ممكناً إطلاقاً».
وبدأ فرز الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع أمس. وتتحوّل المساجد والمدارس الحكومية إلى مراكز اقتراع موزّعة وفق الكثافة السكانية في كل المناطق، علماً أن في كل مركز انتخابي 4 مندوبين عن وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور والقضاء والشرطة، إضافة إلى الموظفين.
وبعد انتهاء الاقتراع، بدأ كل مركز انتخابي بفرز الأصوات وإرسالها إلى اللجنة العليا للانتخابات في وزارة الداخلية، فيما أُرسلت الصناديق وبطاقات الاقتراع إلى مكان خاص تُشرف عليه اللجنة. وأعلنت وزارة التربية تعطيل كل المدارس في طهران اليوم، بسبب انشغالها والمعلمين بفرز الأصوات.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]