جنيف 6 ينشغل بالهوامش ويفشل في تحقيق اختراق
21 أيار (مايو - ماي)، 2017
جيرون
انتهت جولة المفاوضات السورية، في جنيف، من دون جديد، حتى إن الوقت لم يتسع للوفود، خلال الأيام الأربعة، لمناقشة السلال الأربع المتمثلة بـ (الحكم، والدستور، والانتخابات، والإرهاب)، وسط اتهامات من قبل المعارضة للنظام السوري بعدم الجدّية في التفاوض.
وقال المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في ختام الجولة: “اليوم اختتمنا جولة سادسة من المباحثات السورية، وشاهدتم أن هذه الجولة كانت قصيرة، كما رأيتم كنا نحتاج إلى أن نجعل منها جولة مركزة لتعميق المباحثات”. وأضاف -في مؤتمر صحفي له- أن “البعض كان لديه رغبة في أن يجد أساسًا قانونيًا ودستوريًا لأي عملية انتقالية في كل مرحلة قوية، فاستمعنا لهذه الرسالة، واتخذت قرارًا من خلال اجتماع الخبراء ودعوة الأطراف المشاركة فيه”.
وأشار “نعتزم مناقشة السلال الأربعة في الجولات القادمة، واللقاءات التقنية ستتواصل بالتوازي، وتمثّل الجهد الحقيقي، في هذه الجولة، في أن يحضر خبراء من منصتي القاهرة وموسكو مع الوفد الأساسي، ولكن ذلك لم يتحقق، بل تتفاوض الوفود بالمسألة، وسنواصل الدفع بهذه الجهود”.
وتابع: “أربعة أيام فترة قصيرة جدًا، وكان هناك ابتكار، والجميع يشعر بارتياح لابتكار شيء، فلم يسمح لنا التعمق في السلال الأربعة، ولكننا نطمح إلى ذلك في الجولة المقبلة”، مشددًا في الوقت عينه إلى أنه “لا يمكن أن تجري المفاوضات في ظل قصف البراميل المتفجرة”.
بدوره، قال نصر الحريري -رئيس وفد المعارضة المفاوض- في مؤتمر صحفي: إن “وفد النظام ليس لديه أي جدية للوصول إلى حل سياسي، ولا يزال حتى اللحظة يقف عائقا أمام التقدم في هذا الصدد بغية تحقيق الانتقال السياسي”، معربًا عن أمله في أن تكون “هناك آليات جادة بالفعل، تحفظ وتسرع العملية السياسية”.
ونوه الحريري، في مؤتمره الصحفي أمس، إلى أنه “كان نقاشنا تفصيليًا إلى حد معقول عن هيئة الحكم الانتقالي، ولكن نظام الأسد لم يقبل مناقشة أي شيء، ولن يدخل بأي عملية سياسية، لأنه لا يفكر في أمهات وأطفال سورية، بل يفكر في قضية واحدة، هي أن يحذف كل المحافظات والمكونات السورية، وأن تأتي كل دول العالم إلى البلاد، ليبقى في الحكم”.
وقال رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات: إن “الجولة السادسة من جنيف محاولة لملء الوقت والفراغ الحاصل نتيجة تمسّك كل طرف بموقفه، وعدم قبول النظام ببحث الانتقال السياسي، في وقت لا يزال فيه الدور الأميركي شبه غائب عن الأزمة السورية. بينما ظهرت محاولة الالتفاف على هذا الأمر عبر طرح ما سمّاها دي ميستورا بالآلية التشاورية”.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه “يبدو واضحًا أن الروس متمسكون بموقفهم الداعم للنظام السوري، ويحاولون التقليل من أهمية مفاوضات جنيف، عبر التلميح بأنها لن تحقّق شيئًا، في وقت نجحت أستانا في إحراز خرق خاصة في اتفاق وقف إطلاق النار”.
ورأى عبد الأحد إسطيفو -عضو الهيئة العليا للمفاوضات- أن “نتائج الجولة الحالية لم تكن مرضية، ولم تجب عن الأسئلة التي وضعت حول توقيت الجولة ومدتها القصيرة، وتلك النتائج أثبتت للمرة السادسة أن سياسة النظام لم تتغير، واستمر في التسويف والمماطلة وعدم الجدية”.
وقال في تصريحات صحفية: إن “المفاوضات في جنيف مبنية على أساس قرارات دولية خاصة بالشأن السوري، وهذا ما يؤدي إلى أن مخرجات تلك المفاوضات ستعطيها الشرعية الدولية”. في المقابل، قال رئيس وفد النظام، بشار الجعفري: “في هذه الجولة ناقشنا بشكل رئيسي موضوعًا واحدًا فقط، ويمكن أن تعتبروه الثمرة التي نجمت أو نضجت أو نتجت عن هذه الجولة، وأعني بذلك اجتماعات الخبراء. حدث اجتماع واحد للخبراء أمس بين خبرائنا وخبراء المبعوث الخاص، وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة”.
واعتبر الجعفري أنه “يجب ألا يغيب عن ذهنكم أن المحور الأساس للمحادثات هو الوفد ككل. أما اجتماعات الخبراء فهي تفصيل في مشهد كامل؛ وبالتالي الشيء المهم هو اجتماع الوفد. أما اجتماعات الخبراء فهي مسألة فنية بحتة الغرض منها أن نجد قواسم مشتركة بين النقاط ذات الصلة بالعملية الدستورية والموجودة في ورقة المبادئ الأساسية مع محادثاتنا السياسية على مستوى الوفد ككل، فهو جزء من كل. فاجتماعات الخبراء جزئية من كل الحديث”.
[sociallocker] [/sociallocker]