ميشيل كيلو في محاضرة: تقسيم سورية يعني تفتيت العالم


جيرون

استبعد الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو تقسيمَ سورية، وإقدام المجتمع الدولي على تنفيذ هذه الخطوة، ورأى أن تقسيم سورية “يعني تقسيم المنطقة والعالم، فكم من حركة تقسيمية في إسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية. سورية لن تُقسّم، على الرغم من النزعات الدولية لتشكيل كيانات صغيرة داخل البلد”، معتبرًا أن “الخطر ليس في التقسيم بل في بقاء القضية السورية محط تجاذبات وتناقضات دولية”.

وأكد كيلو في محاضرة بعنوان “سورية إلى أين. خيارات السوريين ما بعد اتفاقية أستانا” ألقاها، أمس السبت، بدعوة من “مركز جسور للدراسات” في “بيتنا سورية” بغازي عنتاب التركية، أن “سورية ذاهبة للحرية والشعب السوري لن يتوقف، وهو ما تؤكده كل مراحل الصراع، إلى أن يحقق هدفه الكبير، الحرية له شعبًا واحدًا”.

استعرض كيلو محطات في القضية السورية، بدأها “بهيئة الحكم الانتقالي التي نصت عليها وثيقة جنيف 1 لتتولى نقل سورية، بتوافق وطني عام، إلى الديمقراطية، وهي مطلب يجب ألا يُنسى على الرغم من صعوبة تحقيقه، إذ إن تحقيقه يعني نجاح الثورة” ولذلك تفتق العقل السياسي الدولي الروسي تحديدًا “عن حكومة وحدة وطنية تؤدي، من الناحية الشكلية، ما أراده جنيف 1 من تشكيل هيئة سياسية بتوافق وطني، بين النظام والمعارضة، لكنها في الواقع العملي لا تأخذ سورية إلى الديمقراطية إنما تقوم على احتواء المعارضة في إطار النظام”

وأضاف أن الأميركان كانوا “يشتغلون منذ البداية على محور مختلف عن المحور الروسي. أميركا تعمل على رهان لعشرات السنوات القادمة، وتعمل على حضور عسكري، يدوم عشرات السنين في سورية والعراق، في حين تسعى روسيا للإمساك بالمفاصل الأساسية، لتعزز موقفها تجاه الولايات المتحدة، وهي تفعل ذلك بكثير من الصعوبة”.

لفت كيلو، خلال إجاباته على مداخلات الحضور، إلى أن “الثورة فيها استئنافات” داعيًا إلى “بداية جديدة وإلى برنامج يمكننا من الوقوف مجددًا، وخاصة في المناطق المحررة، ويمكن فعل ذلك على أرضية الوطنية المحضة البعيدة عن الخيارات الحزبية أو الانتماءات السياسية؛ وطوال السنوات الست الماضية كانت الثورة السورية من دون برنامج”، داعيًا السوريين “إلى مزيد من الوحدة الوطنية”.

أوضح أن “غياب الدور الأميركي الفاعل واستراتيجية واشنطن المعتمدة على محاربة الاٍرهاب أولًا، فتح المجال أمام روسيا؛ فاستغلت الفرصة وحاولت إيجاد خرق سياسي في القضية السورية”، وقد شكل “التدخل الروسي العسكري انعطافة في الملف السوري، وفرض على قوى الثورة والمعارضة السورية دراسة خياراتها”.

يعتقد كيلو أن الضربة الأميركية لمطار الشعيرات، بريف حمص الشرقي، في نيسان/ أبريل الماضي “عقّدت الموقف الدولي تجاه القضية السورية بشكل أكبر”، وأن وصول دونالد ترامب، إلى رئاسة أميركا، جعل المشهد السوري مقبلًا على خيارات مفتوحة، قد تصل إلى تدخل قوات دولية لحفظ السلام في سورية، أو أن تقوم روسيا، بتفويض دولي، بهذا الدور”. وسلط المحاضر الضوءَ على دور الفاعلين الرئيسين في القضية السورية: موسكو وواشنطن، وقدّم قراءة للتجاذبات الحاصلة بين القطبين.

قدم كيلو خلال المحاضرة تحليلًا لطبيعة اتفاق المناطق الأربع الذي وقعته الدول الضامنة: روسيا تركيا وإيران، في أستانا مطلع أيار/ مايو الجاري.

وسأل: هل صحيح ما يقوله الروس، حول الاتفاق، من أنه “ثغرة في جدار الحرب، تطل على السلام، أم أنه نقلة خاصة في سياسات الهدن التي اعتمدوها، خلال حربهم ضد السوريين، ليطبقوا عبرها برنامجًا سلمي المظهر: تخفيض العنف في المناطق التي نص عليها الاتفاق وفي المقابل، تصعيده كثيرًا في غيرها، ضد المدنيين والجيش الحر طبعًا”.

هل من الخطأ القول: إن “من أهداف اتفاق خفض العنف، قطع الطريق على مشروع إقامة مناطق مستقرة الذي أعلنت عنه واشنطن، وقالت إن مناطقه لن تعيش على “عنفٍ مخفض” يمكن أن تحوله ألاعيب روسيا وإيران والنظام، في أي وقت، إلى اقتتال بالغ العنف بين الفصائل”.

وتطرق كيلو إلى وضع الاتفاق، في الإطار المحلي والإقليمي والدولي، وعن فاعلية المؤثرين في بناء الاتفاق وضمان تنفيذه.




المصدر