عامر سبيعي …صدق الانتساب إلى الثورة


جيرون

وُلد الفنان عامر سبيعي، في حي القيمرية الدمشقي عام 1958، واتخذ في الثورة موقفًا بطوليًا، مغايرًا لموقف والده رفيق، وأخيه سيف سبيعي، المؤيدَين للنظام؛ فكان صادقًا بفنه وبحبه للوطن، وملتزمًا بما تقتضي المهنة من أخلاقٍ ونبلٍ عاليين.

خسر، بسبب موقفه الداعم للثورة والثوار، عملَه وتعرّض للنفي من سورية، بعد أن رفض كل الفرص المُقدّمة إليه لأداء أدوار في دراما النظام؛ إذ قال: “ثمن هذه الفرص هو الدم، وأرفض أن أعمل في الدراما السورية أو أي دراما أخرى، إلا في عمل يخص الثورة”. حاول، بسُبل شتى، أن يقدّم شيئًا للثورة، وأن يعطيها فنًا راقيًا تستحقه؛ فلحّن لها أغاني عدة، منها (ديرو ع القبلة) و(قتلوا الولد) في إشارة إلى الشهيد الطفل حمزة الخطيب وغيرها.

لعب خلال حياته المهنية كثيرًا من الأدوار الدرامية المهمة، منها مسلسل (الدبور) في جزأيه الأول والثاني، ومسلسل (أهل الراية)، وشارك أيضًا في مسلسل (حمام القيشاني)، وغيرها. وعُرف عنه تواضعه وكرمه وعزة نفسه؛ إذ لم يطلب من أي جهة أن تدعمه أو تقدم لها عملًا بعد نفيه إلى مصر، على الرغم من حاجته الماسة إلى عمل ومصدر رزق؛ بسبب مقاطعة أهله وأصدقائه المقربين له.

لم يتوقف عن تصريحاته المناوئة للنظام، سواء عبر لقاءاته أو على صفحته على موقع فيسبوك، وحاول أن يُخفّف عن السوريين ألمهم وحزنهم، بكتابة وتلحين أغانٍ تتسم بالفكاهة منها: (حسن زميرة، شخاخ وقاعد بالنص).

قطع عهدًا على نفسه بألا يعيش أو يفرح، قبل انتصار الثورة، وقال: “لن ألبس جديدًا ولن أشتري جديدًا، حتى أعود إلى الشام”، إلا أن القدر لم يسعفه لرؤية الشام الحرة، إذ وافته المنية في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في أحد مستشفيات محافظة الإسكندرية، حيث كان يقيم منذ سنوات، وعاش آخر أيامه فقيرًا زاهدًا، لا يحلم إلا بانتصار سوري.




المصدر