فنانون مصريّون في دمشق دعماً للأسد

عقب الضجة الواسعة التي أحدثتها زيارة وفد فني مصري إلى سوريا، في محاولةٍ جديدة للتسويق السياسي لنظام بشار الأسد، نشرت الفنانة السورية سلاف فواخرجي مقطع فيديو تشكر فيه نظيرتها المصرية إلهام شاهين على الكلام الذي قالته عنها، لتبارك لها العضوية الشرفية فى نقابة الفنانين السوريين.

وعلقت فواخرجي على الفيديو الذي نشرته الإثنين الماضي عبر حسابها على إنستغرام، قائلة: “الكبيرة والرائعة الهام شاهين شكراً من قلبي على كلامك الجميل عني، ومبروك العضوية الشرفية في نقابة الفنانين السوريين، منتشرف بوجودك بيننا ومعنا.”

وكان نخبة من الفنّانين المصريين، زاروا العاصمة السورية دمشق، بالتسيق مع نظام الأسد، بهدف إيصال رسائل سياسية مفادها أن سوريا لا تشهد أيّاً من تداعيات الحرب.

وعلى الرغم من أنها ليست الأولى، إلا أنّ زيارة هذا الوفد الفني، وُصفت بأنها تسويق سياسي لنظام الأسد الذي لا يزال يرتكب المجازر بحق السوريين منذ ست سنوات.

انتقادات

وعاد الوفد يوم الخميس الماضي إلى القاهرة، عقب زيارة امتدت ثلاثة أيام، خلّفت موجة غضب بين السوريين والمصريين على حدٍ سواء، ولا سيما أن الزيارة تمت بتنسيق ومرافقة لوزراء في حكومة الأسد.

وضم الوفد عدداً من الفنانين والإعلاميين المصريين، والذين كانوا معروفين بموالاتهم للنظام، ومن أبرز الوجوه في الوفد: فاروق الفيشاوي، وإلهام شاهين، والإعلامية بوسي شلبي، والمخرج السينمائي عمر عبد العزيز، والمخرج مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب.

وقُوبلت هذه الزيارة بانتقادات من قبل عددٍ من النُقّاد والفنانين المصريين والسوريين، ولا سيما أنه سبق لوفود فنية مصرية أن زارت دمشق مرات عدة، ليتحوّل الأمر إلى تقليدٍ يتم تكراره بشكلٍ دوري، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المتابعين الذين اعتبروا ما يجري ابتذالاً لدعم سلطة مجرمة بطريقة تقليدية.

واعتذر معتز مطر، الإعلامي المصري المعارض، من السوريين قائلاً إن تعليقات شاهين لا تمثل الشعب المصري. وانتقد مطر في برنامجه “مع معتز” على قناة الشرق، زيارة الوفد الفني، قائلاً إنهم “إلى شعب سوريا الكريم الحر. إلهام كذبت آلاف الجثث اللي استشهدوا والخراب اللي حلّ على الملايين واللي عملو بشار”. وتابع متسائلاّ:” مش قادرين يشوفو الخراب اللي عملو السيسي في مصر، حيشوفو الخراب اللي عملو بشار في سوريا؟!”.

وتعقيباً على حالة الأمان التي حاولت شاهين تصويرها، انتقد السوريون ما صدر منها من تصريحات، وكتب أحد سكّان العاصمة: “يبدو أن إلهام شاهين زارت المالكي وأبو رمانة والمهاجرين، وخرجت بهذا الاستنتاج الفظيع، الذي يصوّر سوريا على أنها تُشابه سويسرا في الأمان والرفاهية”.

رسائل سياسية

ولم يتوقّف الأمر عند الزيارة المكرّرة والهادفة لدعم النظام السوري إعلامياً، وإنما حاول الفنانون توجيه رسائل سياسية تنفي حالة الحرب التي تعاني منها سوريا.

ونشرت الممثلة إلهام شاهين، على حسابها الرسمي على “إنستغرام”، صورة لها خلال تكريمها من قِبل نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، وصورة أخرى تجمع الوفد المصري بوزير السياحة في حكومة النظام، بشر يازجي.

وعلقت شاهين على الصور بأنها “لم تجد أي آثار للحرب في سوريا أو دمار أو خراب، بل وجدت سوريا كما هي مثلما شاهدتها من قبل”، مضيفة أنها تتمنّى عودة الأمن والاستقرار لسوريا، إضافة إلى عودة مهرجان السينما.

مواقف مؤيّدة سابقة

شاهين عُرفت منذ بدء الثورة السورية وحتى اليوم بموقفها الموالي للنظام، وكانت قد قالت في لقاءاتٍ سابقة مخاطبةً الأسد: “الله يقويك والله ينصرك وربنا معاك”، ووصفت المعارضين له بأنهم “ليسوا سوريين، بل مرتزقة من 35 جنسية، وأن مجازر الأسد مبررة، لأنه يدافع عن بلده، ولهذا كان الاحتفاء بها وتقدير جهودها في دعم النظام رفيعاً”.

وفي أواخر تشرين الثاني من عام 2015 عبّرت شاهين عن إعجابها وتقديرها بصمود جيش النظام السوري في وجه ما اعتبرته إرهاباً تتعرّض له سوريا. كما باركت للنظام “تحرير حلب”.

وأشارت في حوار مع فضائية “الحياة” المصرية ضمن برنامج 100 سؤال إلى أن من وصفتهم بـ”المرتزقة في سوريا” ينتمون إلى عشرات الجنسيات، بينها القوقازية والأفغانية وغيرهما، ويتلقون دعماً من أنظمة أخرى، معربة عن أملها في انتصار الأسد قائلة “أحيي الرئيس بشار الأسد من كل قلبي، لأنه يحارب هؤلاء المرتزقة وأدعو له بالنصر”.

أما النظام السوري فردّ على هذا الدعم اللامتناهي بتكريم الوفد المصري، في دار الأوبرا في دمشق، ومنح إلهام شاهين وفاروق الفيشاوي والمخرج عمر عبد العزيز عضوية شرف من قبل نقابة الفنانين السوريين، والتي يصفها الفنانون السوريون المعارضون بأنها تحوّلت خلال سنوات الثورة إلى فرع أمني كبير.